12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

فضيحة حتشبسوت الجزء الثاني

2021/04/28 03:44 PM | المشاهدات: 775


فضيحة حتشبسوت الجزء الثاني
منار سعيد

ويدور الخلاف حول فارق يتراوح بين ١٥ و ٢٠ سنة .ان وجود امرأة ملك وسط كل هذا العدد من الرجال يجعلنا فى الحقيقة فى حيرة من أمرنا

فمنذ ١٨٢٨ كشف شامبليون عن وجود اسم حتشبسوت ملكا وراء أثار التهشيم وحدد موقعها ضمن أسلاف «رعمسيس » الثانى فى المكان الذى أهمل ذكر اسمها ، وظلت الضمائر المؤنثة تسبب له حيرة كبيرة . وفى اتجاه وادى

العساسيف وإلى الشمال من الرامسيوم ومقبرة «أوسيمندياس » O"imandyas وسط

خرائب مبنى «يعود إلى أزهى عصور الفن المصرى »، وعند سفح صخور الحجر الجيرى لجبال الصحراء الغربية - كشف عن باب من الجرانيت الوردى مازال قائما فى مكانه : إن العبارات التكريسية مزدوجة ومعاصرة لاسم الأميرين المذكورين فى سياق هذه العبارات: الأمير الواقف على الدوام على اليمين أو فى الصف الأول يدعى«أمينينتيه » éAmenenth أما الأخر فيسير دائما خلف الأول وهو«تحوتمس» الثالث الذى أطلق عليه الإغريق اسم «مويريس » MoeriS

 

إقرأ أيضًا/منازل القدماء المصريين في العصور المختلفة في مصر القديمة

 

  وإذا كنت قد فوجئت بعض الشيء عندما رأيت هنا وفى باقى أجزاء المبنى أن

، مويريس ، الذائع الصيت الذى يزدان بكل شارات الملك - قد تراجع قليلا ليفسح

المكان للمدعو، أمينينتيه ، الذى ذهبت جهودنا سدى عندما حاولنا البحث عن اسمه

فى قوائم الملوك ، إلا أن الدهشة قد تعاظمت عندما تم قراءة المدونات ؛ حيث وجد أن

الحديث عن هذا الملك الملتحى الذى يرتدى ملابس الملك المعتادة يظهر دائما باستخدام

أسماء وأفعال فى صيغة المؤنت . وكأن الكلام موجه إلى ملكة وليس ملك

ومن ثم دار البحث النظرى حول وجود هذه المرأة الملك . وهكذا أطلت صورتها بالتدريج من وسط الأنقاض التى كان يراد أن تدفن تحتها ، وقام « مارييت " MarMte بإزاحة الركام من فوق معبدها فى الدير البحرى على الضفة الغربية من النيل ،

وواصل ناڤيل عمل سلفه فتحلى بالصبر وطول الأناة حتى أعاد تشييد

أحد جدران المعبد باستخدام بقايا دير أقيم فى هذا المكان بأحجار المعبد المهدم

وفى الكرنك كشف موسم من الحفائر عن اسم «حتشيسوت » على مسلتين خلف جدار كان الغرض منه إخفاء هذا الاسم تماما عن الأنظار ، المسلة الأولى محلمة وترقد على مقربة من البحيرة المقدسة ، ومنذ السنوات الأولى من القرن

العشرين أزيح النقاب عن أحجار مقصورة استراحة المركب المقدس التى شادتها حتشيسوت من أجل مركب الإله «أمون - رع ». كانت هذه المقصورة قد هدمت وأعيد استخدام أحجارها لحشو الصرح الثالث وفى عام ١٩٢٣ م. بدأت أعمال

إعادة تشييد هذا الصرح التى ستستمر بضع وعشرين عاما أمكن خلالها استعادة

العديد من عناصر المبنى الذى كانت هذه الملكة قد أمرت بأن تسجل عليه كبرى أحداث عهدها .

وفى عام ١٩١١ م. باشر الأمريكيون أعمال التنقيب فى الدير البحرى لحساب متحف

المتروبوليتان فى نيويورك ، وفى شتاء ١٩٢٢ - ١٩٢٣م

 

إقرأ أيضًا/"إكتشاف أثري جديد بمنطقة الدقهلية"

 

رفع « وينلوك » النفايات التى تراكمت فى منخفض طبيعى إلى الجنوب

من الطريق الصاعد للمعبد ، وعثر على بقايا تماثيل . وإلى الشمال من هذا الطريق الصاعد نفسه وفى حفرة واسعة لمحجر قديم كانت قد حفرت المقبرة الثانية لل سنن موت المهندس المعمارى للمرأة الملط ، وتجمعت فيها كمية كبيرة من القاذورات

وفى شتاء ١٩٢٦ - ١٩٢٧ م. أخذ « وينلوك » يرفع كل ما تراكم فى المكان ؛ فعثر على سر تماثيل أخرى وسط المخلفات، وكانت متنوعة الأحجام: فلا يزيد حجم بعضها عن حجم السلامى ( عظمة إصبع اليد)، أما بعضها الأخر فكان يصل وزنه إلى طن

واحد أو يزيد، كانت كسرا من تماثيل راكعة، وكسرا من تماثيل ضخمة من الحجر الجيرى كان يزدان بها الفناء العلوى، وكسرا من تماثيل أبى الهول من الحجر الرملى انت بجانب الطريق المؤدى إلى المعبد، فى حين كان البعض الأخر من الجرانيت

الأحمر أو الأسود ، وكان عمر التماثيل لا يزيد عن بضعة أعوام ، فكان يتراوح بين

خمس وعشر سنوات عندما تم تحطيمها ولا يزيد عن ذلك حسب رأى ويـنلوك لأنها لم تتعرض طويلا للشمس ، ولما كانت الأحجار الصلدة قد دفنت فى القاذورات فقد احتفظت بسطحها المصقول، فى حين حافظت كسر الحجر الرملى والحجر الجيرى على ألوانها ، ورءوس تماثيل «حتشيسوت » الضخمة ملونة باللون البرتقالى

ولون المغرة أو الأصفر الفاتح أو الأحمر أو الأحمر الطوبى . إن الحاجبين ومنطقة

التصاق اللحية لونها أزرق غامق ، ولون قزحية العين خمرى معتم ، أما العينان والحدقتان

فهما سوداوان ) . وتظهرحتشبسوت، بابتسامة تبعث الحياة فى البدن ، ودفء

عذوبة الحضور الحي .

كان رأس من هذه الرءوس الضخمة قد تدحرج فى الهوة ليستقر عند فتحة مقبرة « سنن موت » . وفى شتاء ١٩٢٦ - ١٩٢٧ م. هذا، وبينما كان يجرى رفع هذه

الكسرة من التمثال تم الكشف عن مدخل المقبرة الثانية للشخص الذى لم يكن المهندس

المعمارى لـ« حتشيسوت » فحسب ، ولكن مستشارها أيضا

وقام الفريق الأمريكى بجمع هذه الكسر فى ورع شديد ، ويفضل التبادل الذى جرى مع متحف برلين استفاد الفريق من أولى أعمال التتقيب التى باشرها لبيسيبوس وهكذا أمكن إعادة تشكيل تماثيل بأكملها، ويحتفظ متحف نيويورك فى الوقت الراهن

بقاعة تمتلئ عن أخرها بهذه التماثيل .

 

إقرأ أيضًا/"عيد اللقاء الجميل"