انه من الأفلام الكارتونية التي لها طابع خاص وجميل على أطفالنا وعلينا حينا كنا صِغار، ولكن كثير منا لا يعلم من هما سنوهي، وحابي، وتيتي شيري والمُسمى باسمهم هذا الفيلم والذي يتحدث عن أطفال في مصر القديمة، من هما؟
أولاً:- من هو سنوهي (سنوهيت)
كان يعمل خادمًا لنساء الملك "امنمحات الأول"، وكان رفيق للملك "سنوسرت الأول" في حملاته العسكرية، ولكنه حدث شيء غريب لا نعرف سببه_ وهو عندما علم بمقتل الملك وهو كان في صحبة ولي العهد "سنوسرت الأول" هرُبا إلى سوريا، وهناك تزوج وأنجب وأصبح من الأثرياء ولكنه بعد فترة طويلة قد حنّ لمصر وترابها، فطلب من الملك "سنوسرت الأول" أن يسمح له بالعودة للعيش بمصر من جديد ليقضي بها أخر اعوامه ويُدفن بترابها، وبالفعل كان له ما اراد فقد سمح له بالعودة لوطنه، وليس هذا فقط فقد رحبّت به الملكة واميرات القصر الملكي، وهذه القصة تُعرف بقصة (سنوهي)، وسنوهي هو راوي هذه القصة! بصيغة نادرة_ بصيغة المتحدث عن نفسه، ليست كلها من وحي الخيال فبعضها صحيح كان لنقل أحداث تلك الفترة (الأسرة ال ١٢). نجده يتوسل ويناجي الاله قائلًا
"وأنت أيها الاله، أيا كنت، الذي أمرت بهذا الهرب، كن رحيمًا وأعدني ثانيةً إلى مقر الملك، وربما تسمح لي أن أرى المكان الذي يسكن فيه قلبي، والأمر الذي هو أهم من ذلك أن تدفن جثتي في الأرض التي وُلدت فيها".
وهذه القصة قد تأثر بها الكثير من الكتاب وتُرجمت ل٤٠ لغة أو أكثر.
فهذه القصة تعكس مشاعر المصريين فمهما طالت أو قصُرت غربتهم، فتكون رغبتهم الأولى هى العودة لوطنهم فى نهاية المطاف، وأن يدفنوا ب أرض مصر.
ثانيا:- حابي
وحابي هو أحد أبناء الاله "حورس"، وهو اله النيل عند المصريين القدماء (أوتر- عا) ومن هنا جاءت تسمية (ترعة) فهو روح النيل وفيضانه، من ضمن الطقوس الدينية التي تقرب من خلالها المصري القديم منه_ هو قذف الكعك، الفاكهة، الحيوانات، التمائم؛ ليقوى النيل.
ثالثا:- تيتي شيري
تنتمي للأسرتين ال١٧، ١٨، وهي ام الملك الذي استشهد في حربه مع الهكسوس_ الملك "سقنن رع الثاني"، وجدة الملك العظيم "أحمس" والذي استكمل مسيرة ابيه وأخيه ونجح في طرد الهكسوس، والمعروف بقاهر الهكسوس، هي لم تكن من عيلة ملكية ولكنها تزوجت الملك "سقنن رع الأول"، وهي قد عاصرت كل أحداث الحرب ضد الهكسوس.
سنجد لها لوح حجري بمتحف الجامعة بلندن هي وحفيدها "أحمس"_ احتفالاً بانتهاء ترميم معبد "مونتو"، وقام أحمس ببناء مقصورة بأبيدوس لها، وبعد وفاتها كان يحي ذكراها كل عام.
من الواضح ان سنوهي وحابي وتيتي شيري لم يكونوا أصدقاء ولم تلتقِ دروبهم في يوم من الأيام كما بالفلم الكرتوني الشهير، ولكنهم التقوا في ذاكرتنا نحن فهما شخصيات ذات تأثير قوي في نفوسنا.
