12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

أمير المؤمنين ابو جعفر المنصور (ج2)

2021/02/22 04:16 PM | المشاهدات: 447


أمير المؤمنين ابو جعفر المنصور (ج2)
هاجر هاني فتح الله

 

ُ بدء اتساع نفوذ أبي مسلم الخراسانيّ، مما جعله يشكل خطراً على أبي جعفر المنصور؛ ولهذا استعمل أبو جعفر المنصور الدهاء معه، وولّاه على مصر، والشام بدلاً من خراسان. خوف أبي جعفر المنصور من أن يخرج عليه أبناء عمومته من آل علي بن أبي طالب؛ لذا فقد اعتقلهم، ووضعهم في سجن في العراق. بعد أن تخلص أبو جعفر المنصور من كل خطر يحيط بدولته ،شرع في بناء مركز للعباسيين في مدينة بغداد التي بنيت بمبلغ كبير من المال، وقد كانت بغداد مميزه عن باقي المدن ، فلا مثيل لها في فخامتها، وقدرها؛ فهي مدينة العلماء، والأعلام، وقد أصبحت سيدة البلاد، ومركز الحضارة الإسلامية؛ إذ أحضر المنصور إليها العلماء من كافة الدول، والأمصار، ووصل عدد سُكّانها إلى المليونَين، وقد بُنِيت بغداد خلال أربع سنوات، وكانت ذات تنظيم دائريّ، ولها ثلاثة أسوار، لكلِّ سور منها أربعة أبواب، هي: باب الشام، وباب البصرة، وباب خراسان، وباب الكوفة، علماً بأنّ المنصور شرع عام 151 للهجرة في بناء مدينة لابنه المهديّ، وهي مدينة الرصافة، وجدَّد فيها البيعة لنفسه، ومن بعده المهدي، ومن بعد المهدي عيسى بن موس

.. حدثت صراعات، وثورات كثيرة شغلت أبا جعفر المنصور، ومن بينها (ثورة سنباذ) عام 137هـ، والتي أشعلها (سنباذ المجوسيّ)؛ حتى يثأر من مقتل أبي مُسلم الخراسانيّ، وقد التفَّ حوله عدد كبير من أهل خراسان، واستطاعوا الهجوم على الريّ، وقومس، ونيسابور، وسَبوا النساء، وقتلوا الرجال، كما أنَّهم غالوا في قولهم؛ إذ قالوا إنَّهم ذاهبون لهدم الكعبة، فما كان من المنصور إلّا أن أرسل إليهم جيشاً بقيادة (جمهور بن مرّار العجليّ) الذي هزمهم، وقضى على ثورتهم، ومن الجدير بالذكر أنَّ المنصور قد واجه حركة غريبة هي (الروانديّة)، وذلك في عام 141هـ؛ وهم قوم اعتبروا أنَّ المنصور هو الإله الذي يُطعمهم، ويَرزقهم، وعندما رفض المنصور أفكارهم، وأمرهم بالابتعاد عنها، انقلبوا ضِدَّه، وثاروا عليه، وأعلنوا الحرب عليه، فقاتلهم الخليفة بنفسه، وانتصر هو ومن سانده من الناس على هذه الحركة.

 

ذهب الخليفة المنصور للحج عام 158 هـ، 775 م، وكان ابنه محمد "المهدي" قد خرج ليشيعه في حجه، فأوصاه بإعطاء الجند والناس حقهم وأرزاقهم ومرتباتهم، وأن يحسن إلى الناس، ويحفظ الثغور، ويسدد دينًا كان عليه مقداره ثلاثمائة ألف درهم، كما أوصاه برعاية إخوته الصغار، وقال: إنني تركت خزانة بيت مال المسلمين عامرة، فيها ما يكفى عطاء الجند ونفقات الناس لمدة عشر سنوات. مرض المنصور في الطريق،وقبل أن يدخل مكة توفي على أبوابها.