12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

حكم أكل لحم الحصان

2021/04/15 09:19 PM | المشاهدات: 314


حكم أكل لحم الحصان
أحمد ناصر علوان

قد فوجئت منذ عدة سنوات بقوم أُشكل عليهم قولي إن لحوم الخيل (الحصان أو الفرس) حلال الأكل، يعني حلال ذبح الحصان والأكل منه.

 

ثم وجدتني أضطر أمام الجهل المتكرر لبعض الناس بهذه المسألة أن أكتب ذلك المقال لأستدل على المسألة بدليلين من السنة، وكلاهما في الصحيحين، يعني: في أعلى درجات الصحة.

أما أحدهما، فمن حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال : ( نهى رسول الله ﷺَ يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية ورخص في الخيل) 

 

إقرأ أيضًا/دعوني أسير إلى خالقي

 

الشاهد هنا: أنه رخص في الخيل، أي في أكلها، ولو كانت حراما أو بها ضرر ما رخص.

والثاني: من حديث أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- قالت : ( نحَرْنا على عهد رسول الله ﷺَ فرساً فأكلناه )

ولو كان ثم حرام لأنكره رسول الله ﷺَ ولمنع الصحابة منه كما منعهم من لحم الحمير، إذن فهذا إقرار منه صلى اللّه عليه وسلم لأكلهم لحوم الخيل (الحصان أو الفرس).

 

إقرأ أيضًا: عُزَيرٌ

 

وهذا إجماع الصحابة إلا من نقل كراهته عن ابن عباس -رضي اللّٰه عنهما- ولبعض العلماء بعض الآراء في الكراهة أو التحريم، لكن جمهور العلماء سلفا وخلفا على إباحته وحله؛ استنادا لهذين الحديثين، أما أدلة المحرمين فغير صريحة كما هو معلوم.

ولا يعني كون طبع أحد من الناس يعاف شيئا أو يستقذره أو لا يحبه أنه محرم، لا.

الشريعة والتشريع والحكم لله وحده لا لأذواق البشر، لأن أذواق البشر مختلفة، فهذا يحب وهذا يكره، حتى طبع رسول الله ﷺَ في لحم الضب حين رفع يده عنه فلم يأكل منه وقال إنه يعافه (لا يحب أكله) فأكله خالد بن الوليد -رضي الله عنه- والنبي ينظر إليه، فلم يحرمه كونه لا يحب أكله، فما بالك بمن هم دون رسول ﷲ ﷺَ؟ ثم من أين لنا أن نصنع شرعا على أذواق البشر، والبشر يختلفون.

 

إقرأ أيضًا: حذيفة بن اليمان

 

فيا أيها المسلمون، لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم، ولا تعتدوا، إن الله لا يحب المعتدين، والله أعلم، والحمدلله رب العالمين.