12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

الكشف الأثري الجديد بالأقصر

2021/04/09 12:29 PM | المشاهدات: 469


الكشف الأثري الجديد بالأقصر
مي مخلوف

يوم أمس أعلن الدكتور "زاهي حواس" عن اكتشاف المدينة المفقودة بالاقصر، فقد قامت البعثة المصرية وبرئاسة الدكتور "زاهي حواس"_ بالكشف عن المدينة المفقودة تحت الرمال، والتي كانت تُسمى ب"صعود آتون"، والتي ترجع لعهد الملك "امنحتل الثالث"، وأُستخدمت أيضًا في عهد الملك "توت عنخ آمون" منذ حوالي ٣ الآف عام.

قال الدكتور " زاهي حواس أن الكشف عن تلك المدينة كان للكشف عن المعبد الجنائزي الخاص بالملك "توت عنخ آمون"؛ لأنه تم العثور من قبل على معبد كل من الملك "حور محب" و "آي".

وقال أنها أكبر مدينة في مصر- وذكر أن مؤسسها الملك "امنحتب الثالث"، وقال أيضًا أنها أكبر مستوطنة ادارية وصناعية في عصر الامبراطورية المصرية_ على الضفة الغربية بالأقصر، وأنه تم العثور بها على منازل كبيرة يصل ارتفاعها لحوالي ٣ أمتار، ومقسمة إلى شوارع، وقال أنه تم الكشف عن جزء من المدينة يمتد إلى الغرب.

أعمال التنقيب بدأت من سبتمبر لعام ٢٠٢٠، وبعد وقت قصير بدأ يظهر أمامهم تشكيلات من الطوب اللبن بجميع الاتجاهات.

منطقة الحفائر موجودة بين كل من معبدي (رمسيس الثالث_ بمدينة هابو)، ومعبد (امنحتب الثالث_ بممنون).

المُدهش في الأمر أنه تم الكشف عن مدينة كبيرة وبحالة جيدة!، فجدارنها شبه مكتملة، ووجدوا أن الغرف مليئة بأدوات الحياة اليومية، وأن الطبقات الأثريةعلى حالها منذ آلاف السنين وكأنها تُركت أمس!!

فهذا الاكتشاف هو الأهم على الإطلاق بعد مقبرة الملك "توت عنخ آمون" وهذا ما قالته الدكتورة "بيتسي بريان" استاذة علم المصريات بجامعة جون هوبكنز.

هذا الاكتشاف سيساعد في اكتشاف لغز من الألغاز العظيمة التي شغلتنا كثيراً، ولماذا قرر اخناتون ونفرتيتي الانتقال إلى العمارنة؟ 

الهدف الأول للبعثة هو تحديد تاريخ المدينة، ووجدوا نقوش على أغطية لأواني النبيذ بالخط الهيروغليفي، المدينة تتكون من ٣ قصور ملكية_ لأمنحتب الثالث، بالاضافة إلى المركز الإداري والصناعي للإمبراطورية، والذي يؤكد تاريخ تلك المدينة_ هي الاكتشافات الأثرية كالخواتم والجعران والفخار الملون والطوب اللبن والذي وجدنا عليه أختام خرطوش الملك "امنحتب الثالث".

فقد تمكنوا خلال أشهر قليلة من التنقيب_ من الكشف عن عدة مناطق بالمدينة هذه.

وجدوا المخبز ومنطقة الطهي، وأماكن إعداد الطعام كاملة مع وجود الأفران وأواني التخزين الفخارية بالجزء الجنوبي. 

المنطقة الثانية تم الكشف عنها جزئيًا وتمثل الحي الإداري والسكني، فهي تضم وحدات أكبر ذات تنظيم جيد، وتلك المنطقة مسيجة بجدار متعرج، وهذا العنصر المعماري كان نادر في العمارة المصرية القديمة، بها مكان دخول واحد فقط يؤدي إلى ممرات داخلية ومناطق سكنية، فهذا المدخل يجعلنا نفكر بأنه كان للأمان والتحكم في الدخول والخروج إلى المناطق المغلقة.

نأتي للمنطقة الثالثة التي تم اكتشافها، فهي ورشة العمل، والتي تضم منطقة انتاج الطوب اللبن المستخدم لبناء المعابد، ووجدنا على الطوب أختام خرطوش الملك أمنحتب الثالث (نب- ماعت- رع). 

واكتشفنا أيضًا عدد كبير من_ قوالب الصب الخاصة بإنتاج التمائم، والعناصر الزخرفية الدقيقة، فالمدينة كانت تُنتج زخارف المعابد والمقابر. 

ووجدنا في مناطق الحفائر العديد من الأدوات المستخدمة في النشاط الصناعي كأعمال الغزل والنسيج، كما اُكتشف ركام المعادن والزجاج.

عثرنا على دفنات غير مألوفة، فوجدنا دفنتين لبقرة أو ثور بداخل إحدى الغرف، ومازالنا نبحث عن الغرض من وراء هذه الدفنات.

وعثرنا أيضًا على دفنة غريبة ورائعة_  لشخص وذراعيه ممدودتين إلى جانبه وبقايا حبل ملفوف حول ركبتيه.

كما تم العثور على إناء به جالونين من اللحم المجفف أو المسلوق وعليه نقوش قيّمة تقول: "السنة ٣٧، لحوم مسلوقة لعيد حب سد الثالث من جزارة حظيرة "خع" التي صنعها الجزار إيوي". 
هذه المعلومات لا تُعطينا فقط اسمي شخصين كانوا يعملون بالمدينة، انما  يؤكدوا أن المدينة كانت نشطة، وتحدد لنا الوقت الذي شارك في "توت عنخ آمون" ابيه في الحكم.

كما وجدوا نص على طبعة ختم يقول: "جم با آتون" ويعني مقاطعة آتون الساطع، وهو معبد بالكرنك للملك أخناتون. 

وتم الكشف أيضًا عن مقبرة كبيرة، بالإضافة لمجموعة من المقابر المنحوتة في الصخر، والتي يُمكننا الوصول اليها من خلال سلالم منحوتة أيضًا في الصخر، هناك سمة مشتركة بين بناء المقابر في وادي الملوك، ووادي النبلاء.
تعتقد البعثة أنه سيتم الكشف عن مقابر لم يتمكن أحد من الوصول اليها مليئة بالكنوز. 

 وقالوا انه تم كشف الستار عن معلومات هامة_ ستغير التاريخ، وستكشف لنا معلومات فريدة عن عائلة الملك "توت عنخ آمون". 

فمن خلال اكتشافها نتمكن من فهم 
الحياة اليومية للمصريين القدماء بشكل أوسع_ من خلال معرفة أسلوب بناء وتزين المنازل، والأدوات التي اُستخدمت، وكيفية تنظيم العمل.
وذكروا أنهم قد حددوا موقع المعبد الجنائزي الخاص بالملك "توت عنخ آمون" وأن البعثة ستواصل الأعمال بالمنطقة.
 
أنهى الدكتور "زاهي حواس" كلامه بأنهم لديهم معلومات كثيرة عن المقابر والمعابد_ ولكن تلك المرة مختلقة؛ فستكشف لنا أسرار عن حياة ملوك العصر الذهبي لمصر.

إلى الآن لم يُكتشف إلا ثلث المنطقة فقط.