"الدرس الأول: أهمية العقيدة"
أما بعد:
فقد قررنا كتابة العقيدة الصحيحة لأهمية دراستها التي تتمثل في أشياء كثيرة منها:
١- العلم باللّٰه -عز وجل- وأسماء ﷲ الحسنى وصفاته العلا، وهذا ينتج عنه محبة العبد خالقه سبحانه وتعالى، فلا يتوكل إلا عليه، ولا يلتجأ إلا إليه، فتكون حياته كلها معلقة به سبحانه، فيعبده لأنه ﷲ، فلا يستحق العبادة سواه، مما يثمر طمأنينة القلب وراحة البال وصلاح الحال، وهذا يعود على الفرد والمجتمع بالنفع العظيم.
٢- معرفة عبادة ﷲ، وشروطها وآدابها، وما ينبغي منها وما لا ينبغي.
٣- معرفة الشر من الشرك والكفر والبدع والفرق المنحرفة عن العقيدة الصحيحة، ليحذر المؤمن منها، ويحاربها، وهو باب من أعظم أبواب الجهاد في سبيل اللّٰه.
فمن تعلم أن الطيرة والتشاؤم محرم قوي قلبه ولم يضره شيء، ومن أعتقد بهما هزّه أقل شيء، وكان دائما خوافا قلقا موسوسا، كذلك من علم أن كل شيء مقدر بقدر سلم أمره للّٰه ورضي فنال الراحة والقوة والنور في الدنيا، وثواب ﷲ يوم القيامة -إن شاء-، وأشياء كثيرة تجعل العبد قوي القلب رابط الجأش لا يهتم إلا بأمر ﷲ ونهيه.
إقرأ أيضًا : صلاة الفجر
٤- التقدم الدنيوي: فليس للمسلمين تقدم ولا تمكين إلا إذا اجتمعوا على عقيدة صحيحة، كما قال جل من قال: {وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ...} فليس ثمة دين سيمكَن له إلا ما ارتضاه ﷲ، ولا يرتضي إلا عقيدة أهل السنة والجماعة أصحاب الحديث؛ ما كان عليه النبي ﷺ وأصحابه -رضوان ﷲ عليهم أجمعين-.
٥- وصل المؤمن بدينه وصلا قويا، والدين مصدر العزة، فدراسة العقيدة عزة للمسلمين.
٦- النجاة من مضلات الفتن التي تموج بالناس موج البحر، ظلمات بعضها فوق بعض، ولا ينجي منها إلا التمسك بما كان عليه النبي ﷺ وأصحابه -رضوان ﷲ عليهم أجمعين-.
٧- الاقتداء بالأنبياء والصحابة في حثهم على تعلّم العقيدة الصحيحة أول شيء، وحكم تعلمها فرض، فإذا نويت ثواب الاقتداء بالأنبياء والصحابة الكرام، وأنك تفعل شيئا فرضا، رجونا ﷲ أن يثيب متعلميه أجرا عظيما...
إقرأ أيضًا: التوبة وشروطها
*- الخلاصة أن دراسة العقيدة الصحيحة عليها عزة وراحة وأمان المؤمن في الدنيا والآخرة، والعكس صحيح، فحاجة المسلمين اليوم لدراسة عقيدتهم حاجة ملحة، ماسة جدا، لا ريب في ذلك.
إقرأ أيضًا/الإسراء والمعراج