لماذا نبتسم رغم الوجع هل هذا من الشجاعة والقوة أم هذا ضعف وكسرة لا يعبر عنها دموع وإنما يعبر عنها الابتسامة التي تشرح كل الأحزان، وإن كانت الابتسامة قوة فهل تدوم وإن كانت تدوم هل هى قوة لك أم قوة عليك ؟
ربما تكون قوة عليك فعندما تبتسم رغم إرادتك يجعلك تشعر ذلك وكأنك تطعن نفسك بتجاهلك مشاعرك وأيضاً تحزن من أن لا أحد يشعر بمشاعرك الحقيقية مشاعر الحزن والآلم وأنك بحاجة لمن يحتويك ويطمنك أنك بحاجة لمن يقول كفى ضحكة زائفة كفى بسمة قاتلة كفى صرخة ساكتة أتركي العنان للكلام أتركي عينك تزرف الدموع اتركيها تقول ما نقد من وعود وأحلام هدمت ولكن من يسمع أو بالأدق من يفهم ويشعر فلا يشعر بك غير نفسك ولكن إن بقيت تشعر ولا تقول تحزن ولا تبوح سوف تموت من داخلك سوف تكسر بدل المرة مائات المرات لذلك لا تجعل من نفسك ألة بل تصرف بطبيعتك التي خلقها الله طبيعة الإنسان الذي يشعر ويبكي ويحزن فنحن ليسوا آلات لكي تضبط على أشياء معينة ولكننا بشر نتأثر بجميع الأحوال التي حولنا
-------------
اقرأ أيضاًراحة الأذهان
-------------
فماذا يعني إن جرحت من أقرب الأشخاص إليك ثم تظاهرت بالقوة وإن كل شيء على ما يرام وأنك لم تشعر بخدش حتى مما حصل، ولكنك في الحقيقة تموت من هذا الجرح بل وتفقد الثقة في ذلك الشخص ولكن في داخلك عناد وكبرياء يرفض الخضوع ولا أقصد بالخضوع هنا الخضوع أمام الناس بل الخضوع أما نفسك والأعتراف أنك جرحت وأن هذا الموقف تسبب بألمك وأنك تريد البكاء والصراخ، ولا تقول أنا على ما يرام سأصبح الأن في حال أحسن ولكن كيف ستصبح في حال أحسن وبصمتك تدمر داخلك أكثر ما تصلح لماذا تخشى على مشاعر الأخرين ولا تهتم بمشاعرك التي تكاد أن تذبل من كثرة الصمت والابتسامة الزائفة، كيف ستصبح سوي نفسياً إن كنت تقوم بإحداث الخلل بداخلك بيدك؟
-------------
اقرأ أيضاًالاندفاع خلف الأهواء
-------------
ولكن أصعب شيء أننا لا نبوح لأننا نعلم القصور داخل عقول من نتعامل معهم فهم لن يفهموا أحزاننا ولا كلامنا لن يفهموا الصرخة المكتومة داخلنا، فعندما تبكي على قلمك المفقود بحرقة أنت لا تنهار على القلم بل تنهار لفقدك شيء بالفعل ولكن ذلك الشيء هو قلبك هو راحتك هو سلامك الداخلي.
فلا تجعل أي شخص مهما كان يتسبب لك في حزن أو ألم سواء كان صغير أو كبير لا تجعل ابتسامتك إرضاء لأحد أو ابتسامة من دون معنى ابتسامة زائفة تماشينا مع الأوضاع بل اجعل وقت القوة لحظة ضعف تخرجك من ألامك لتجعلك أقوى مجدداً ولكن هذه المرة قوياً على حق.
-------------
اقرأ أيضاً: حب الظهور
--------------
