12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

أيسخولوس و المأساة الأتيكية

2021/02/13 06:05 PM | المشاهدات: 996


أيسخولوس و المأساة الأتيكية
وروف احمد

من أول و أقدم شعراء المأساة الأتيكية هو أيسخولوس (525-456 ق.م) و قد وهب أيسخلوس الأساة طابعها اليوناني الذي عرفناه بل أكثر من ذلك أيضا..حيث زاد الممثلين من واحد إلي اثنين و قلل من عدد مغنيين الكورس أي مغنيو الجوقة و جعل تنظيم الكلام في ثنايا المسرحية و تنظيمه أهم من العنصر الغنائي في مسرحيته..و قد جعل وحدة المأساة الواحدة تتألف من ثلاث مآس تجمع بينهما وحدة الموضوع و تعقبها مسرحية أخري ذات طابع شبه فكاهي تجري فيه مراجعة الموضوع البطولي باستخفاف و كانت تسمي باسم المسرحية"الساتورية" نظرا لتنكر أفراد الجوقة في زي الساتوري أو اتباع ديويونسوس و لكن مع الأسف لم يتبقي لنا شيء من السرحيات الساتورية.

 

و من أقدم المسرحيات التي وجدناها ل "أيسخولوس" هي مسرحية المستجيرات و التي يرجع تاريخها إلي العقد الأول من القرن الخامس قبل الميلاد و في الأصل هي كانت عبارة عن ثلاثية تتألف من مسرحيتان أخرتان و لكنهما مفقودتان و هما "المصريات" و "بنات دانايوس" ...و قد علم أنها من ضمن المسرحيات القديمة تبعا لصغر عدد الممثلين و اعتماد المسرحية بشكل كبير علي العنصر الغنائي أو الجوقة الغنائية.

 

 

 

 

إقرأ أيضًا/تماثيل تجريدية

 

 

 

 

و العقدة الأساسية في مسرحية المستجيرات هي زواج بنات دانايوس الخمسون لأبناء عمهم إيجيبتوس و الذي كان ملك مصر حينها و فرار النات مع أبيهن من مصر إلي أرجوس و الذي هو موطنهم الأصلي الذي نشأ فيه أجدادهم و كان الفرار بشكل أساسي هو بسبب ظلم و سخط إيجيبتوس أخو دانايوس و لمن بعد ذلك يقنع دانايوس بناته بأن يتزوجوا أبناء عمهن و من ثم الإنتقام منهم..و بعد ذلك يأتي ليلة عرسهن و يذبحن أبناء عمهن في نفس الليلة إلا واحدة منهم تعرض عن فعل ذلك و لم تذبح زوجها و هي "هوبر منسترا" و لكنه لا يلبث حتي ينتقم منهن و من أبيهن و و حكم عليهم في العالم السفلي و الحكم هو أن يملؤوا إلي الأبد برميلا لا قاع له.

 

و من المسرحيات المشهورة أيضا ل "أيسخولوس" هي مسرحية الفرس و التي تدور حول تعظيم انتصار أبطال أثينا علي الفرس في موقعة "سلاميس" و يجري مشهد المسرحية في مدينة "صوصة" عاصمة الفرس حينها...و قد نشبت تلك المعركة قبل كتابة المسرحية بثماني سنوات.

 

 

 

 

إقرأ أيضًا /القصور فى مصر الإسلامية

 

 

 

 

 

و رواية أخري مشهورة ل "أيسخولوس" هي "بروميثيوس مقيدا" و فيها يتحول الكاتب من الكتابة عن البشر إلي الكتابة عن الآلهة و هذه المسرحية هي العمل الأول لثلاث مسرحيات لم يتم إيجاد أيا منها بعد ذلك و هما "بروميثيوس حرا" و "بروميثيوس حامل للنار" لذلك كان من الصعب تحديد المغزي الأساسي للمسرحية الذي أراده المؤلف ..و المسرحية مستوحاه أساس من أسطورة بروميثيوس و هو أحد الجبابرة* الذي عاقبه زيوس بسبب منحه النار للبشرية و لكن وفقا للكاتب فإن بروميثيوس لم يتلقي عقابه جراء سرقته للنار فحسب بل أيضا بسبب إحباط خطة زيوس للقضاء علي الجنس البشري.. في مسرحية بروميثيوس مقيدا لم يكن بروميثيوس بطلا فقط بل كان أيضا ذكيا مخادعاو بوضح قيمة الفكر و المعرفة في التقدم و كذلك في معارضة و اعتدال القوة الاستبدادية.

 

الجبارة* :هم حسب الميثولجيا الإغريقية عرق من الآلهة الأقوياء الذين حكموا الأرض خلال العصر الذهبي الأسطوري لهاو هم العرق السابق للآلهة الأولومبية..اختلفت الأساطير القديمة في وصفهم باختلاف الفترة الزمنية و المنطقة التي تأصلت منها تلك الأسطورة و لكن الجبابرة كانوا يعدون في غالبية الوقت تجسيدات لقوي الطبيعة و مظاهرها المختلفة و المعني الحرفي للجبابرة هو الآلهة المجاهدة أو المكافحة و هم أيضا يعرفون بأبناء الجنة و الآلهة القدماء و قبيلة أورانوس.

 

 

 

إقرأ أيضًا/سمنخ كا رع