12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

|شمس مصر|.. من ترك شيئا لله

2022/09/04 07:08 AM | المشاهدات: 510


|شمس مصر|.. من ترك شيئا لله
اسراء أشرف الطنطاوي

 

تميل النفس الإنسانية إلى الشهوات، لذلك فإنَّ الامتناع عنها ومقاومتها يَتطلَّب المزيد من الجهد، ولو تفكَّر الإنسان في حقيقة الحياة الدنيا لأدرك أنَّها جُبِلت على الشقاء ومجاهدة الإنسان لنفسه وللشيطان الذي أعلن الحرب على ذرية آدم منذ بداية الخلق، حيث يقول ابن القيم في وصف نفس الإنسان: (في النفس كبر إبليس، وحسد قابيل، وعتوّ عاد، وطغيان ثمود، وجرأة نمرود، واستطالة فرعون، وبغي قارون، وقبح هامان، وهوى بلعام، وحيل أصحاب السبت، وتمرد الوليد، وجهل أبي جهل).

 

اقرا ايضا |شمس مصر|.. أسباب الوقوع في الزنا

 

تنبية:-

الطريق إلى التخلص من هذه العادات يكون بمجاهدة النفس، وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليمها لصحابته الكرام، وتطبيقها في حياته، وفي ذلك تروي السيدة عائشة رضي الله عنها مع مجاهدة النفس: (أنَّ نبيَّ الله كان يقومُ منَ الليلِ حتى تتفَطَّرَ قدَماه، فقالتْ عائشةُ: لِمَ تَصنَعُ هذا يا رسولَ اللهِ، وقد غفَر اللهُ لك ما تقدَّم من ذَنْبِك وما تأخَّر؟ قال: (أفلا أُحِبُّ أن أكونَ عبدًا شَكورًا)، وأكثر ما يُطهر النفس: (العلم، والعبادات المُعِينة على الفوز بالجنة، وبذلك تطهر النفس من الذنوب، كما يَطهر البدن بالماء).

 

إقرا ايضا |شمس مصر|.. عدد خزنة جهنم

 

شرح التعريف:-

من ترك شيئاً لله وثوابه يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنك لَن تدَع شيئاً للهِ عزَّ وجلَّ إلا بدَلك اللهُ به ما هو خيرٌ لكَ منه)، كما أنَّ هذا الترك يعود على الإنسان بِخَيْرَي الدُنيا والآخرة، فالله -تعالى- يُضاعف لعباده الحسنات، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يقول اللهُ: إذا أراد عبدي أن يعمل سيئةً فلا تكتُبوها عليه حتى يعملَها، فإن عملَها فاكتبوها بمثلِها، وإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنةً، وإذا أراد أن يعملَ حسنةً فلم يعملْها فاكتبوها له حسنةً، فإن عملَها فاكتبوها له بعشرِ أمثالِها إلى سبعمائةِ ضِعفٍ).

 

اقرا ايضا |شمس مصر|.. حارس أبواب الجنة

 

من ترك سؤال الناس وعلَّق أمله بالله تعالى، أكرمه الله بعزة النفس والاستغناء به عن جميع خلقه. 

من ترك الاعتراض على أقدار الله تعالى له وتوكل على الله سبحانه، أعطاه الله اليقين والرضا. 

من آثَر في حياته الصدق على الكذب، هداه الله إلى الصدق، وكتبه من الصديقين. 

من ترك الغش في البيع، زادت ثقة الناس به، ووسَّع الله له في رزقه.

من ترك النظر إلى المحرمات، أكرمه الله بنور في الوجه وحلاوة في القلب. 

من ترك الكِبَر ولزم التواضع، رفعه الله في الدنيا والآخرة، وأنعم عليه بحب الناس. 

من ترك أصحاب السوء، عوَّضه الله بالصحبة الصالحة التي تأخذ بيده إلى الخير والسعادة في الدنيا والآخرة. 

من ترك الخوض في أعراض الناس، أكرمه الله تعالى بقوة البصيرة، والسلامة من أذى الناس.

 

الكلمات المفتاحية