12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

كبائر تقع فيها معظم النساء.

2021/01/17 01:26 PM | المشاهدات: 943


كبائر تقع فيها معظم النساء.
أحمد ناصر علوان

نص الحديث:
(لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله).

تخريج الحديث والحكم عليه:
هذا حديث صحيح في الصحيحين، ومعنى الصحيحين أي صحيح البخاري وصحيح مسلم.

راوي الحديث:
هو ابن مسعود -رضي اللّٰه عنه-
وهو: أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسعود الهُذلي حليف بني زهرة،  صحابي وفقيه ومقرئ ومحدث، وأحد رواة الحديث النبوي، وهو أحد السابقين إلى الإسلام، وواحد ممن هاجروا الهجرتين إلى الحبشة وإلى المدينة، وممن أدركوا القبلتين، وهو أول من جهر بقراءة القرآن في مكة، وقد تولى قضاء الكوفة وبيت مالها في خلافة عمر وصدر من خلافة عثمان، وقد قال النبي -صلى اللّٰه عليه وسلَّم- في فضله أحاديث كثيرة، وهو في الجملة من فضلاء الصحابة ومشاهيرهم وأعلمهم بدين اللّٰه -عزوجل- سواء في القرآن أو السنة أو استنباط الأحكام، وهذا بشهادة النبي -صلى اللّٰه عليه وسلَّم- وصحابته الكرام، توفي سنة اثنتين وثلاثين من الهجرة، فاللهم إنا نحب نبيك وصحابته فصل عليه وارض عنهم وارزقنا السير على هديهم في الدنيا، وجوارهم في الجنة، اللهم آمين.

غريب الحديث:.

اللعن في اللغة هو الإبعاد والطرد، وفي الشرع: الطرد من رحمة اللّٰه تعالى.
الواشمات: جمع الواشمة، وهي من تفعل الوشم، وهو غرز إبرة أو نحوها في جزء من الجسد حتى يسيل الدم ثم حشو موضعه بكحل ونحوه حتى يخضرّ، فاعلة ذلك واشمة وطالبته مستوشمة، وكلتاهما ملعونتان على لسان رسول اللّٰه ﷺَ.
المستوشمات: طالبات الوشم.
والنامصات: جمع نامصة، والنمص إزالة من شعر الحاجبين، وقيل الوجه كله.
النامصة هي الفاعلة والمتنمصة هي المفعول بها فعل النمص، وكلتاهما ملعونتان على لسان رسول اللّٰه ﷺَ.
والمتفلجات للحسن: من الفلج وهو جعل فرجة بين الأسنان إظهارا لصغر السن.

شرح الحديث:
النبي -صلى اللّٰه عليه وسلَّم- يحرص كل الحرص على النصح لأمته لإبعادهم عن كل ما هو شر لهم وتقريبهم من كل ما هو خير لهم، وقد دلنا على خصال اعتادت النساء على فعلها في عهد الجاهلية، فدل النبي -صلى اللّٰه عليه وسلَّم- على أن من تفعل ذلك فهي ملعونة، فينبغي على النساء أخذ الحذر من هذا وعدم قربانه بحال من الأحوال، وهذه الصفات هي الوشم سواء من تفعله أو من يفعل لها أو من ترضى به، كذلك النمص وترقيق الحواجب، وكذلك تفليج الأسنان، هذا كله مطرود من رحمة اللّٰه على لسان نبيه من فعله أو فعل له أو رضي به.
والحكمة التي من أجلها لعنت هذه الأصناف من النساء هو تغيير خلقة اللّٰه والعبث بها وهو من وحي الشيطان، قال تعالى: {...إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً* لَّعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لأتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً* وَلأضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ الاَْنْعَامِ ولآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً}
وحكمة أخرى ألا وهي: الخداع لمن حولها أو لخاطبها أنها هكذا خلقت.
وربما فيه اعتراض على خلقة اللّٰه وسخط على أقداره فاستحقت من تفعل ذلك الطرد من رحمة اللّٰه.
تنبيه:
هناك صفات أخرى ملعونة فاعلتها غير ما جاء في هذه الرواية، منها:
1- الكاسيات العاريات التي لباسها كعدمه، التي تلبس الضيق أو الشفاف... وقيل: سميت بذلك؛ لأنها كاسية بنعمة اللّٰه عارية من شكره.
2- الواصلات: جمع واصلة، وهي من تصل شعرها بشعر صناعي.
3- المتشبهات بالرجال في خصوصياتهم، كاللباس وغيره.
4- الجَزِعة عند المصائب: سواء بلطم الخد، أو خمش الوجه، أو شق الجيب، أو إعلاء الصوت بالنواح، أو الدعاء على نفسها بالهلاك...الخ
5- التي لا تؤدي حق زوجها أو يبيت وهو عليها غضبان...الخ
فيا أيتها المرأة المسلمة حري بك ألا تفعلي ما يغضب ربك لأجل أي شيء في الدنيا، وحري بك أن تتعرضي لرضوانه وتجتنبي ما يطردك من رحمته، فإن أبيت واتبعت هواك وتوليت فلا تلومن إلا نفسك.
ملحظ مهم:
الرجل راع على نساء أسرته، ينبغي أن يمنعهن من ذلك، وهذا من تمام الرجولة، وقد كان في عهد النبي، لننظر إلى راوي الحديث عبداللّٰه بن مسعود وقد ورد أن امرأة سمعت بهذا الحديث فقالت له: فَإِنِّي أَرَى أَهْلَكَ يَفْعَلُونَهُ، قَالَ: فَاذْهَبِي فَانْظُرِي، فَذَهَبَتْ فَنَظَرَتْ، فَلَمْ تَرَ مِنْ حَاجَتِهَا شَيْئًا، فَقَالَ: لَوْ كَانَتْ كَذَلِكَ مَا جَامَعْتُهَا" أي إن فعلت ذلك لم أجلسها معي في بيت، فهذه هي القوامة والمسئولية والرجولة، فيا أيها الرجل، لا تجعل زوجتك ولا حريمك تتعرض للعنة، وإني لأتساءل عن أولئك النساء، ماذا يفعل رجالهن؟ وأين هم؟ وهم والله مسئولون عن حرمهم.

ملاحظة:
الحديث يخص النساء، وبما أن من الرجال في عهدنا من تأنث فنضطر للقول أن هذا اللعن للذكور إن فعلن ذلك من باب أولى، وهو ينافي المروءة والفحولة، وقد صدق أحمدعلوان حين قال:
عجبت لأنثى في زماني ترجلت *** وإني لمن رجل تأنث أعجب.
نسأل اللّٰه أن يهدي عصاة المسلمين وأن يعف شبابهم ويستر نساءهم، والحمدللّٰه رب العالمين.

اقرأ أيضا/طاعة الزوج

اقرأ أيضا/ آداب الاستئذان عند دخول البيوت

اقرأ أيضا/كيف تجلب الرزق؟