12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

دور المعلم في حضارة الأمم وواجبنا نحوه.

2020/12/03 05:01 PM | المشاهدات: 1267


دور المعلم في حضارة الأمم وواجبنا نحوه.
أحمد ناصر علوان

إن مما لا يختلف عليه عاقلان مكانة المعلم الذي يفني عمره في تعليم الأجيال، ويذهب شبابه ليستفيد الناس من علمه؛ فيخرج من تحت يديه الطبيب والمهندس وكل ما علت رتبته وغلت قيمته، فللمعلم فضل كبير على كل المرموقين في أي بلد كان أو أي مجال كان.

 

اقرأ أيضاً: خالق الناس بخلق حسن

 

لا شك أن للمعلم أكبر الأثر في تقدم أي دولة أو تخلفها؛ فإذا كان فاضلا حسن الأخلاق؛ ربى جيلا على مثاله، أما إذا كان خلاف ذلك فقل: على الأجيال السلام!

دور المعلم فعّال على مدار التاريخ في كل زمان ومكان، فمن أفضل من معلم جاء تفضيله في الذكر الحكيم، والوحي القويم، وعلى لسان نبينا الأمين، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وإن اللّٰه وملائكته ليصلون على معلم الناس الخير، وذلك لأثره البالغ ودوره الفعّال، ومن ذلك أنه يهدم كل ما يبني الشيطان، وهو عمل الأنبياء وورثتهم...

 

 

اقرأ أيضاً:فضل سورة الفاتحة وفوائدها وأهم موضوعاتها

 

إن شرف المعلم من شرف العلم، والعلم أشرف الأشياء، وهل يكون علم بغير معلم، فمجتمع لا معلم فيه مجتمع جهل لا يساوي فلسا، لأن الجهل وباء أخطر من كرونا، وينبغي أن يقوم المجتمع الدولي على الجهل فيحاربه حربا ضروسا أشد من حربه للإرهاب والكرونا وما شابههما من الأخطار.

 وهل ينشر الإرهاب والكرونا إلا الجهل، وهل هناك مصيبة على وجه الأرض أو فساد إلا وسببه الجهل، وهل ينشر الجهل إلا قلة المعلمين ومحاولة حصر دورهم والتضييق عليهم، والسخرية منهم!؟

والمستفاد من هذا المقال أن يعلم جميع الناس فضل المعلم وإنه -على الحقيقة- من يسهر ليربي الأجيال ويغرس فيهم القيم والفضائل -فإن كان هناك عيون ساهرة في حراسة أراضي الوطن؛ فإن هناك عيونا ساهرة في حراسة العلم، ولا قيمة لوطن لا علم فيه- فإذا علموا مكانة المعلم فينبغي أن يكرموه ويوقروه، ويعززوا مكانته، ويزيدوا راتبه، فلا يستخسروا فيه شيئا، ولا يبخلوا عليه أبدا، ولا يحوجوه لمسألة أحد، وليقوموا قومة رجل واحد لإعطاء ذلك المعلم حقه كاملا، فهذا أفضل للمجتمع كله، فإذا لم يفعل المجتمع ذلك فلا يلومن إلا نفسه، وهذا بمثابة صرخة للدولة والمواطنين أن يعمل كل منهم واجبه تجاه المعلم الغالي، وقد صدق فيه قول من قال: 

يا شمعة في زوايا “الصف” تأتلق

تنير درب المعالي وهي تحترق

 

لا أطفأ الله نوراً أنت مصدره

يا صادق الفجر أنت الصبح والفلق

 

أيا معلّم يا رمز الوفا سلمت

يمين أهل الوفا يا خير من صدقوا

 

لا فضّ فوك فمنه الدر منتثر

ولا حرمت فمنك الخير مندفق

 

حقا كما قال أحمد شوقي:

أعَلِمتَ أشرفَ أو أجل من الذي *** يبني ويُنشئُ أنفسًا وعقولا؟!

 

اقرأ أيضاً:الصبر

 

فلا واللّٰه ما علمت خيرا منه، تحية طيبة للمعلمين، والحمد للّٰه رب العالمين.