12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

المدارس

2021/01/16 11:42 AM | المشاهدات: 426


المدارس
عبد الكريم موسى

 

أُنشئت المدارس لتدريس علم بعينه ألا وهو المذاهب السنية وألحق بها أماكن لسكن الطلاب ومعلميهم ، كما صرفت فيها المرتبات للمعلمين والطلاب ، ظهرت لأول مرة في شرق العالم الإسلامي وتحديدا في مدينة (نيسابور) ، وكان الغرض من إنشائها هو محاربة وردع المذهب الشيعي ، نشطت حركة إنشائها في عصر السلاجقة وكان إزدهارها على يد الوزير السلجوقي نظام الملك حيث يعد من أعظم مؤسسي المدراس حيث قام ببناء سلسلة من المدرس في المدن السلجوقية في العراق وخرسان حملت كلها إسم (المدارس النظامية).

 

سار الأتابكة في العراق والشام على نهج سادتهم السلاجقة في إنشاء المدارس وانتعشت حركة إنشاء المدارس في عهد السلطان نور الدين محمود ومن أعظم منشأته المدرسة النورية في دمشق التي أسسها سنة 563هـ ، 

كما مثلت المدرسة المستنصرية ببغداد مكانة بارزة في التاريخ ، حيث كانت أشبه بمدينة علمية لتدريس المذاهب الأربعة وكان إنشائها على يد الخليفة العباسي المستنصر سنة 625هـ .

 

وجدت المدارس طريقها إلى مصر في أواخر عهد الدولة الفاطمية بعد تفشي المذهب الشيعي في البلاد فأنشئت مدرستان لنشر المذهب السني الأولى مدرسة الوزير رضوان بن الولخش في الأسكندرية سنة 532هـ ، والثانية هي مدرسة الوزير العادل بن سلار وأنشئت في الأسكندرية أيضا سنة544هـ وخصصت لتدريس المذهب الشافعي.

 

وبعد قيام الدولة الأيوبية وسقوط الفاطميين انتشرت المدارس في الديار المصرية لردع المذهب الشيعي وإحياء المذهب السنية مرة أخرى فوصل عددها إلى ست وعشرين مدرسة لم يتبقى منها حتى وقتنا الحالي إلا أطلال المظرسة الكاملية وبقايا المدرسة الصالحية في منتصف قصبة شارع المعز لدين الله الفاطمي.

 

زالت دولة بني أيوب وتولى المماليك الحكم فازدهرت حركة بناء المدارس بصورة منقطعة المثيل وتسابق الأمراء والسلاطين على إنشائها حتى غدت القاهرة محور النشاط العلمي والديني في العالم الإسلامي ، وقد عبر عن ذلك ابن خلدون بقوله"ونحن لهذا العهد نرى أن العلم والتعليم إنما هو بالقاهرة لما أن عمرانها مستبحر ، وحضارتها مستحكمة منذ ألاف فاستحكمت فيها الصنائع وتفننت ومن جملتها تعليم العلم " ، كما وصف ابن بطوطة كثرة مدارس القاهرة بقولة "أن المدارس بمصر لا يحيط أحد بحصرتها لكثرتها".

 

وخير شاهد على عمارة المماليك للمدارس مدرسة السلطان الناصر حسن دُرة العمارة الإسلامية بميدان القلعة ، ومدرسة المنصور قلاوون وولده الناصر محمد بشارع المعز لدين الله ومدرسة الغوري بالغورية ، تاريخ يُحكى وعمائر شهدت على الكثير من الأحداث وتزول الأمم ويبقى الأثر.