12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

سلطنة تريم "سلاطين ال اليماني"

2024/01/26 11:37 PM | المشاهدات: 352


سلطنة تريم "سلاطين ال اليماني"
محمود جلال اليماني

في ظروف تاريخية مختلفة مصادرها المعلوماتية، مختفية وغامضة جداً ومتناقضة أحياناً، الغالب عليها استنتاجات لبعض الكتَّاب والمستشرقين غير المعاصرين للحدث، وتبين أنها كتبت في عصور متأخرة، وهي معظم مصادر تاريخ حضرموت في الإسلام، وقد فسّر ذلك بضياع مصادر تاريخ حضرموت في هذه الفترة كما هو معروف بين الباحثين، باستثناء ما كتب خارج حضرموت عند الإخباريين الإسلاميين، وما على الباحث المدقّق إلاّ أن يرى أن الأصل في هذه الجماعات القبلية التي استوطنت حضرموت، واعتلى بعضها عرش حكم حضرموت لفترات زمنية طويلة (كآل يماني)، قيل أنهم انتقلوا من جبال السُراة أومن شمال اليمن أو من ظفار أو من نجد أو من العراق، ربما أنهم من قحطان أو عدنانيين من قضاعة، تجمعهم رابطة النسب فيما بينهم، وبرزوا في أصعب ظروف عاشها إقليم حضرموت، وحكوماتها الوطنية المتحاربة المتقاتلة فيما بينها في تريم وشبام والهجرين، لأسباب كثيرة لست بصدد الحديث عنها، وقد أضعفتها التمردات الداخلية على دول الخلافة الإسلامية من قبل، وكثرة الحملات التأديبية من قبل الأمويين والعباسيين، ومن ثم الأيوبيين وغيرهم من الولاة في العصر الوسيط. 

قال الشاطري في «أدوار التاريخ الحضرمي»: فجاء الأيوبيين والغُز (الأكراد) في سنة 575 هـ فعاثوا في البلاد وفعلوا الأفاعيل وماجت حضرموت بالقبائل الناقلة إليها كما يموج البحر

وتعد هذه الحملة من أشهر الحملات العنيفة على حضرموت ودخلوا تريم يوم الجمعة لأربع خلون من ذي الحجة تحت قيادة أميرهم عثمان بن علي الزنجالي أو الزنجبيلي كما يقول البعض، أو الزنجاري كما يقول البعض الآخر، ودخلوا تريم بعد قتال شديد مع سلاطينها آل راشد. وفي سنة 590 هـ جرّدوا حملة أخرى ودخل طغتكين بن أيوب إلى تريم وأخذ شبام، وعاد إلى اليمن ومات به، وطالت مدة الغُز بحضرموت وتخلّف من تخلّف من هؤلاء العسكر في حضرموت، والغز (قيل أنهم من الأكراد أو الترك) جنود الدولة الأيوبية، فزادت قائمة المنتقلين إلى حضرموت في تلك الفترة، لكنهم مع هذا ظلَّوا يمثلون جماعات قبلية خاملة، وأقليات سكّانية في وادي حضرموت. ومن الويلات التي تتولّد عادةً من الفتن والحروب التي أصابت البلاد والسكّان الأصليين في مقتل.

فظهر نجم آل يماني وهم من القبائل الناقلة من بني ظنَّة من بني حرام من بني نهد من بني قضاعة
 قال ابن هاشم في «تاريخ الدولة الكثيرية»: «بحضرموت قبيلتان عظيمتان أحدهما كنانية، والأخرى قحطانية، وكلاهما ينتسبان إلى ظنَّة وإلى حرام، وكلاهما له دولة وصولة، فآل( كثير) ينتسبون إلى ظنَّة الرأس بن عبدا لله بن حرام القحطاني، 
و(آل يماني) سلاطين تريم ينتسبون إلى ظنَّة بن حرام بن ملكان الكناني

 قال الشيخ محمد بن عبد الله بن سليمان الخطيب في كتابه المخطوط (برد النعيم) الذي فرغ منه سنة 1025هـ نقلاً عن تاريخ الأهدل:» والأمراء بمدينة حلَّي بني يعقوب يشتهرون ببني حرام بن ملكان من كنانة، وانتقل جماعة منهم إلى حضرموت «وجدَّهم ظنَّة بن حرام».

 وفي كلام ابن هاشم هذا كثير من الخلط والوهم، الناتج عن تشابه الأسماء وعدم كفاية التدقيق والتمحيص، وقد أنكر هذا النسب العلامة المفتي علوي بن طاهر الحداد في كتابه «الشامل» وأثبت غيره وهو الصحيح، وقد أثبتنا كثيراً من الأنساب الصحيحة لأهل حضرموت.

اقرأ ايضاً

 وبعد صراع مرير مع الغُز القادمين من مصر عبر اليمن ومع آل يماني الظنَّيين، لفظت دولة آل راشد أنفاسها الأخيرة في تريم وانتهت بذلك دولتهم في حضرموت في تلك الفترة التي امتدت من تريم شرقاً إلى العقّاد غرباً، وقد أطلق الوادي كله بإسمهم فقيل وادي بن راشد ويعنون به وادي حضرموت، وأطلق خلع راشد على المنطقة الممتدة من الغرفة إلى الحوطة غرباً التي تُعرف الآن بـ«حوطة أحمد بن زين» في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري من قبل أحفاده – أحمد بن زين الحبشي أحد أبرز تلاميذ الصوفي عبد الله بن علوي الحداد ومن أعلام الصوفية في القرن الثاني عشر الهجري-، وبنيت على قبره قبة كبيرة، ثم أسسّت له زيارتين في العام خلال عيد الفطر والأضحى، وقيل لهما «عواد القبة»، بعد ضعف آل بني سعد حكّام خلع راشد وشبام وحروبهم فيما بينهم والغزوات الخارجية لبلادهم، بدأ بعد ذلك العد التنازلي لبعض قبائل حضرموت الأصلية التي قيل أنها تتصل بالنسب إلى آل راشد في حضرموت، وغيرهم من حكّام حضرموت الذين كان ملكهم في شبام والقرى والوديان المجاورة إلى جعيمة شمالاً ووادي بن علي جنوباً والغرفة ومريمة، والعناصر الكندَّية الأخرى في مناطق أخرى من بلاد حضرموت، باستثناء الشحر والديس الشرقية، وأخبارهم تجدها في كتب تاريخ حضرموت، بعد أن تغلَّب على نفوذهم الكبير الأيوبيون والغُز والرسوليين ومن ثم آل يماني وآل كثير الذين ظهروا في حضرموت بعد القرن السابع الهجري، وقد أجلاهم آل كثير السلطنة الكثيرية عن شبام وعما بقي بأيديهم من قرى، وأصبحت تُعرف بـــ (سَوَاد بني ظنَّة)، والمقصود بسَوَاد بني ظنَّة المنطقة التي يسكنها آل كثير اليوم ما بين تريس وشبام، وقد انتزعها آل كثير من آل جميل سنة 824 هـ/ 1421 م.

اقرأ أيضا /أشهر معالم النوبة

قال ابن هاشم في «تاريخ الدولة الكثيرية»: «وربما يلاحظ القارئ فيما نقلناه من النتف التاريخية أن العلويين غير مذكورين بشيء ما، لا بتحيز ولا بإصلاح تجاه تلك الفتن الهائلة والتناحر الشديد بين طلاب السلطة في القرنين السادس والسابع ويؤخذ من التاريخ أن الجدير بمركز العلويين في ذلك العصر الرهيب هو الابتعاد مطلقاً عن مادة (ساس يسوس) والإمعان في الهرب من المشاغبات والمماحكات التي ولع بها رجال ذلك الجيل. ولذلك ترى العلويين إذا ذاك قد كسروا سيوفهم وقطعوا أوتار قسيهم، إعلاناً لتطليقهم السلاح الذي هو الأداة الوحيدة للتناطح في سبيل الاستيلاء والتفوق، وهو الزميل الناصح لمن تطمح نفسه به إلى السلطة والتغلب، وما يدريك فلعلَّ رجالاً من أهل تلك العصور ساورهم شيء من الظن بالفقيه وقومه حذراً من تطلعهم للملك وتشوفهم إلى الاستيلاء وطمعهم فيما يتزاحم الناس عليه من دواعي السطوة وأرائك الغلبة، لا سيما وهم المنتمون إلى الأصول الهاشمية والدوحة الطالبية الذين طالما غازلوا الإمامة وغازلتهم، وصبوا إليها وصبت إليهم في كل مكان وزمان وبكل بنان وسنان، ولكن الفقيه المقدّم رضي الله عنه برهن بكسره سيفه لأولئك الظانين على أنه بواد غير وادي سفاسفهم وحطامهم، وأنه في شغل شاغل عما أخذ بمجامع قلوبهم ومسالك وجهاتهم... وشتَّان بين مشرّق ومغرّب...».

اقرأ أيضا/تاريخ ظهور حصان وعروسة المولد

دولة آل يماني
عندما سيطرت قبيلة نهد ومن والاها من القبائل على حضرموت على إثر إسقاطهم لدولة ابن مهدي في عام 621هـ الموافق 1224م، دبّت في حضرموت الفوضى والاضطراب، لآن قبيلة نهد وحلفاءها جماعة بدوية لا تعرف من أمور السياسة ولا الإدارة ولا الانضباط شيئاً، فحصل بين هؤلاء البدو والحضر الذين استولوا عليهم في مدن حضرموت العديد من المتناقضات، فنشأ من ذلك التناقض والاضطراب أن أختلط الحابل بالنابل، وفي هذه الظروف فكّر العديد من رجال الإصلاح والرأي السديد في انتشال بلدهم من هذه الفوضى، ومن هؤلاء: مسعود بن يماني، وكان رجلاً عادلاً صالحاً يتمتّع بسمعة حسنة في قبيلته، وهي قبيلة بني ظنّة بن حرام التي تمت بصلة النسب مع قبائل نهد ولكونها وافدة إلى حضرموت مثلها، فلما أعلن مسعود بن يماني دعوته وعاضدته قبائل بني ظنّة بن حرام، تخلّت نهد لهم عن حكم مدينة تريم، فتولّى مسعود بن يماني السلطة في هذه المدينة سنة 621ه الموافق 1224م، وبعد أن تمّ له الأمر في تريم سيطر على مدينة شبام بعد أن قتل المتولّي عليها جميل بن فاضل في شقه بالقرب من مدينة شبام، ثم زحف بقومه غرب جنوب مدينتي الهجرين وهينن في سنة 625هـ الموافق 1227م فسلّمت له الهجرين، أما هينن فامتنعت فحاصرها ورماها بالمنجنيق إلى أن أخضعها لسلطته، ولم يتم الأمر لقبائل بني ظنّة بن حرام، إذ تألّبت عليهم قبائل خيثمة، فثارت واستولت على جميع حاصلات التمر والحبوب نهباً، فأصيبت حضرموت في هذه الفترة بقحط شديد، وبالرغم من هذا القحط فأن السلطان مسعود بن يماني لم يستكن لهذه الضربات، بل أعدّ نفسه لغزو الساحل، فغزا الشحر سنة 626هـ الموافق 1228م، ووضع الشحر ضمن نفوذ سلطته، وفي عصر السلطان مسعود بن يماني تمّ توحيد حضرموت تحت رايته، وأمتدّ نظره صوب اليمن، ففي سنة 630هـ الموافق 1230م، قام السلطان مسعود بن يماني بغزو منطقتي الجوف ومأرب من بلاد اليمن، ولكن هذا الغزو لم ينجح تماماً، وبدأت رقعة دولة آل يماني تتقلّص، وخذلته القبائل الأخرى، فشنّت قبيلة آل إقبال هجوماً على دولته، فأحتلت جميع مناطق حضرموت ما عدا بلدتي مشطة وعينات، فحاصروهما إلى أن أستولوا عليهما سنة 634هـ الموافق 1236م، وانقضّت عليه أيضاً قبيلة آل راشد القحطانية، ووالتهم قبيلة أل إقبال ومقر سلطتهم بتريم، فانتفضت قبائل نهد وبني ظنّة، وتجمّعت بزعامة عامر بن شماخ، وسيطرت مرةً أخرى على حضرموت سنة 636هـ الموافق 1238م، وأعادت السلطان مسعود بن يماني إلى مقر سلطنته بتريم، فسافر فهد بن عبد الله بن راشد إلى اليمن مستنصراً ببني رسول ، فأرسلوا جيشاً معه من الغزاة بقيادة الأمير علاء الدين سنة 636هـ الموافق 1238م، فقاتلتهم قبائل بني ظنّة بن حرام شر قتال، غير أن الغلبة كانت لجيش الأمير علاء الدين، فدخل بقية بلاد حضرموت من غير قتال، فأثقل الأمير علاء الدين كاهل الرعيّة بالضرائب، وعيّن في كل مدينة نائباً عنه من بني رسول، ونتيجةً لتلك المظالم ثار الزعيم بن شماخ ومعه قبائل نهد وبني ظنّة بن حرام على حكم الأمير علاء الدين الرسولي في حضرموت، وهاجموه واستولوا على مناطق من حضرموت ومنها الكسر، فأرسل بنو رسول في بلاد اليمن جيشاً أخر بقيادة ابن زكري، فقاتلتهم قبائل نهد وبني ظنّة بن حرام في منطقة لأحروم، فانهزم جيش الغزاة الرسوليين وقتل الأمير ابن زكري، وعادت قبائل نهد وبني ظنّة بن حرام إلى السيطرة على حضرموت، وانتزعت سائر المدن من يد نواب بني رسول، وفي هذه الفترة اعتزل السلطان مسعود بن يماني عرش السلطنة وانقطع إلى العبادة، إلى أن وافاه الأجل المحتوم سنة 648هـ الموافق 1250م، فعندما اعتزل السلطان مسعود السلطة، تولّى ابنه عمر بن مسعود بن يماني عرش السلطنة، وعند تولّيه مقاليد الحكم، وقع صراع داخلي في عصبة بني ظنّة بن حرام، فأضعف حكم عمر بن مسعود، فأصيبت حضرموت في عهده بقحط شديد، فأتجه أهل حضرموت إلى سالم بن إدريس الحبوظي صاحب ظفار ، وباعوه حصون حضرموت مقابل إمدادهم بالعون الغذائي، فسيطر سالم الحبوظي بذلك على حضرموت سنة 673هـ الموافق 1274م، واستمر حكمه نحو خمس سنوات، وفي أثناء حكمه تعطّلت صلاة الجمعة في تريم لمدة تسعة أشهر إلى أن غزاها الملك المظفر يوسف بن الملك المنصور علي بن رسول الغساني وقتله سنة 678هـ الموافق 1279م، واحتل الشحر مرة أخرى وعلى الأخص ساحل الشحر، وعندما تولّى السلطان عبد الله بن يماني بن عمر بن مسعود بن يماني بن لبيد بن يماني مقاليد الحكم سنة 714هـ الموافق 1314م، أعدّ العدّة لتحرير كامل إقليم حضرموت من الغزاة المحتلّين، فبدأ بتحرير عدّة مناطق من حضرموت، فلما رأت القبائل الأخرى عمل السلطان عبد الله بن يماني تشجّعت وانتفضت، فانقض آل كثير لتحرير بور، وآل جميل استولوا على أنف خطم«المحترقة اليوم»، وقتلوا من بها من الغزاة، ووثب بنو حسن على شبام سنة 734هـ الموافق 1333م، وأزالوا من كان فيها من الغزاة، ثم انفرد آل جميل بولاية شبام سنة 735هـ الموافق 1334م، وفي هذه الفترة تعدّدت سيطرة العديد من القبائل على العديد من المناطق، وتوالت سيطرة القبائل المسلّحة على حضرموت، فكانت السلطة كالكرة في ميدان واسع تقذف مرةً لهذا ومرةً لآخر، وفي هذه الأثناء ظهر العنصر الكثيري، بعد أن سيطر على ظفار، فامتدت أنظاره إلى حضرموت ودخلوا حلبة الصراع، فاصطدموا في أول معركة لهم مع السلطان بن يماني وقبائله من عصبة بني ظنّة في موقع يقال له برمان سنة 817هـ الموافق 1414م، وكانت الغلبة هذه المرة لأل كثير، وتوالت هذه الصراعات في حضرموت إلى أن برز السلطان بدر بن عبد الله الكثيري«أبو طويرق» وأحتل معظم حضرموت، وغزا ساحل الشحر وكانت بيد الطاهريين فانتزعها منهم، ثم انتزعها من الكثيري آل إقبال في عهدهم الثالث وانتهى حال الشحر باحتلال الغزاة اليمنيين مرةً أخرى لها، فتجد في هذه الحقبة من الزمن، أن حضرموت مرّت بحروب أهلية طاحنة، سفكت فيها الدماء ونهبت الأموال، ولم يكن بها سلطة قوية تقوم على مصالح الناس، بل كانت تحت رحمة المغامرين من رجال السلاح الذين يعتمدون في مغامراتهم مرةً على أنفسهم ومرةً أخرى على الطامعين من خارج حدود حضرموت، ويرى المؤرّخ سقّاف بن علي الكاف، أن هذه الفترة هي من أسوأ الأزمان ، وإن كنّا نخالفه هذا الرأي على مطلقه، ولكن كانت هذه الحقبة الزمنية التي مرّت بها حضرموت لا تختلف كثيراً عن غيرها من الحقب الزمنية السابقة واللاحقة، من حيث عدم وجود الأمن والأمان وعدم الإستقرار السياسي بحضرموت. ثم مرّت فترة وجيزة تم توحيد حضرموت فيها تحت سلطة واحدة، هي سلطة السلطان بدر بن عبد الله بن علي الكثيري المعروف بأبي طويرق، وفي أثناء حكمه هاجم الغزاة البرتغال سواحل حضرموت، ودارت بينهم وبين قواته معركة حامية الوطيس ، إندّحر على أثرها الغزاة البرتغال بعد أن أعلن الجهاد ضدهم بتعبئة أبناء وطنه مابين سنة 929هـ/1523م وسنة 942هـ/1535م، وكان الغزاة البرتغال قد اجتاحوا مدينة الشحر وقتلوا عدداً من أعيانها وعلمائها، ووقع في يد السلطان بدر أبي طويرق عدد من الأسرى البرتغال، فأرسلهم إلى السلطنة العثمانية في إستانبول، التي كان السلطان الكثيري يعلن ولاءه الإسمي لها، ولكن الأمر لم يستتب لهذا السلطان طويلاً، إذ أعلن الشيخ عثمان بن أحمد العمودي زعيم أسرة آل العمودي التمرد وأستولى على عدة مناطق، وكانت عاصمة حكمه «بضة» بوادي دوعن، وأستند إلى حكم الأئمة الزيديين في اليمن، بعد أن صدر لبدر أبي طويرق فرمان «مرسوم» من السلطنة العثمانية بجعله والياً على حضرموت، كما أعلن علي بن عمر بن جعفر الكثيري تمرّده في مدينة شبام، وقد أستعان الجميع في هذه الفترة الزمنية بجنود من منطقة يافع لتنظيم جيوشهم المتحاربة، وبهذا عادت حضرموت مرةً أخرى إلى تمزّقها، واشتعلت نيران الفتنة بين أبنائها، فقويت شوكة آل يافع بحضرموت، والذين يعرفون عند الحضارم بالعسكر، فتأسّست منهم بعد ذلك دولة جديدة حينها عرفت بالسلطنة القعيطية، ولم تسلم حضرموت في هذه الحقبة الزمنية من الاعتداءات الخارجية، فقد تعرّضت لعدّة غزوات من أئمة اليمن الزيديين، وتعرّضت لغزوات عدّة من قبائل نجد الوهابية سنة 1224هـ الموافق 1809م، وهم الذين يطلق عليهم الحضارم آل بن قمله ، وبقي الحال على هذا المنوال حتى دخلت حضرموت تحت النفوذ المباشر للإستعمار البريطاني بمعاهدات الصداقة عام 1882م ثم معاهدات الحماية عام 1888م ثم معاهدات الاستشارة عام 1937م.

اقرأ أيضا/متحف قصر الجوهرة

قائمة السلاطين من ال اليماني؛

١-مسعود بن يماني بن لبيد 621هـ / 1224م - 648هـ / 1250م 

٢-عمر بن مسعود بن يماني 648هـ / 1250م - 675هـ / 1276م 

٣-يماني بن عمر بن مسعود 675هـ / 1276م - 714هـ/ 1314م 

٤-عبد الله بن يماني بن عمر 714هـ / 1314م - 745هـ / 1344م

٥-أحمد بن يماني بن عمر 745هـ / 1344م - 757هـ / 1356م 

٦-محمد بن أحمد بن يماني 757هـ / 1356م - 770هـ / 1368م

٧-راصع بن دويس بن أحمد 770هـ / 1368م - 813هـ / 1410م

٨-دويس بن راصع بن دويس 813هـ / 1410م - 844هـ / 1440م 

٩-سلطان بن دويس بن راصع 844هـ / 1440م - 872هـ / 1467م

١٠-أحمد بن سلطان بن دويس 872هـ / 1467م - 889هـ / 1484م 

١١-عبد الله بن راصع بن يماني 889هـ / 1484م - 912هـ / 1506م 

١٢-محمد بن أحمد بن سلطان 912هـ / 1506م - 926هـ / 1519م