الجزء الأول من مقبرة «مننا» : -
اتخذت مقبرة «مننا» في جبانة الحوزة العليا .. الأسلوب المعماري العام لمقبرة «الشريف» في الدولة الحديثة ، المقبرة توجد في وادي الملوك بالأقصر .. تتكون من مدخل يوصل إلي صالة عرضية ، توصل بدورها إلي صالة طويلة تنتهي بنيشة ( فجوة ) التمثال .
كان «مننا» كاتباً لحقول سيد الأرضين لمِصر العُليا والسُفلي .. يُحتمل أنه عاش في فترة الملك ( تحتمس الرابع ) ويبدو واضحاً من مناظر المقبرة أنه كان له عدو يُضمر له الحِقد و الكراهية .. فقد استطاع هذا العدو بعد مَوته من الوصول إلي مقبرته وشوه وجه «مننا» و أتلفَ عيناه وذلك في أغلب المناظر الذ تُمتله علي جدران المقبرة حتي لا تتعرف عليه الروح «البا» وبالتالي لا ينعَم في العالم الآخر ..
إقرأ أيضاً/خبايا وأسرار لا تعرفها عن مقابر سجلت على جدرانها شعائر دينية وجنائزية
يبدو أن المصري القديم قد اعتقد بالفِعل في فاعلية هذه الطريقة في العالم الآخر ؛ وذلك للقضاء علي أعداءه وحرمانِهم من السعادة والنعيم ف الحياة الآخري ..
عندما ندخل مزار المقبرة وهو علي صِغره له شهرته ولعل السبب في هذا يرجع إلي ما به من مناظر علي درجة عالية من الجودة ولازالت للآن المناظر محتفظة بألوانِها وحيويتها ..
نـشاهد علي نفس جدار المَدخل علي اليسار «مننا» جالساً وأمامه بعض التقدمات من خيرات مِصر التي يرغب فيها في العالم الآخر .. وهناك أربعة صفوف من المَناظر ، فنُشاهد «مننا» وهو يُشرِف علي مَسح حقوله في الصف الأعلى ونُلاحظ الحبل الذي يستخدمُه العُمال في تحديد مِساحة الأرض المزروعة .. كما يجب مُلاحظة رئيس العُمال الواقف وراء التقدمات وأحد العُمال يتوسل إليه وذلك بتقبيل إحدي قدميه .. ثم نُشاهد «مننا» في نِهاية الصف الأعلى واقفاً داخل مظلة يراقب سُفنه ومما يجدر مُلاحظته عِقاب أحد العُمال أمام «مننا» فنراه منبطحاً علي الأرض ويهم رئيسه بضربه بالعصا ..
إقرأ أيضاً/محمود خليل الحصرى
ونرى في الصف الثاني مَناظر مُختلفة - منها عربة «مننا» بحِصانها الجميل - الواقِفة في إنتظاره .. ثم منظر كيل القمح والكتّبة وهم يُسجلون مقاديره ..
يلي ذلك منظر «مننا» داخل مَظلة ويحضر له أحد الأتباع محنياً - المُرطبات في قدرين موضوعتين في شبكتين مصنوعتين من الخيوط .. ويُتبع ذلك تذرية القمح و آخر لدهس القمح بواسطة مجموعة من الأبقار .. وتمثل مناظر الصف الثالث حَصاد وجَنى وحَزم ونقل القمح .. ونلاحظ هنا الفتاتين المُتشاجرتين وتشُد كل منهما شعر الأخري .. ومَنظر الرجل الجالس تحت ظِل شجرة يضرب علي النَّاي و آخر استولى عليه التعب فأخذته سِنة من النوم ..
إقرأ أيضاً/الهكسوس
** انتظروا الجزء الثاني من مقبرة «مننا» في المقال القادم ...!