12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

|شمس مصر|.. عميد الأدب طه حسين

2021/12/25 11:53 PM | المشاهدات: 1339


|شمس مصر|.. عميد الأدب طه حسين
ساره محمد

هو طه حسين علي بن سلامة وُلد طه حسين يوم الجمعة 15 نوفمبر 1889م وكان سابع ثلاثة عشر من أبناء أبيه وخامس أحد عشر من أشقائه ولد في قرية الكيلو والتي تقرب من مغاغة إحدى مدن محافظة المنيا في الصعيد الأوسط المصري. 

دخل طه حسين جامع الأزهر للدراسة الدينية في عام 1902م ونال شهادته لكنه ضاق ذرعًا فيها فكانت الأعوام الأربعة التي قضاها فيها وكأنها أربعون عامًا وذلك بسبب عقم المنهج وعدم تطور الأساتذة والشيوخ وطرق أساليب التدريس وعندما فتحت الجامعة أبوابها عام 1908م كان طه حسين هو أول الملتحقين بها حيث درس العلوم المصرية والحضارة الإسلامية والتاريخ والجغرافيا وعددًا من اللغات الشرقية كالحبشية والعبرية والسريانية وحصل على شهادة الدكتوراه عام 1914م وموضوع الأطروحة هو "ذكرى أبي العلاء" مما آثار ضجة في الأوساط الدينية وصدرت أوامر من شيخ الأزهر بعدم منح طه حسين درجة العالمية مهما كانت الظروف. 

مؤلف "الأيام" مُنع من الحصول على درجة العالمية في الأزهر الشريف ولكنه بلغ أعلى درجة علمية في الجامعة حيث حصل على شهادة الدكتوراه وأصبح رجل جامعة بدلًا من أن يصبح رجل جامع وفشله في الجامع كان أكبر تحفيز له نحو النجاح المبهر في الجامعة. 

 

إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. الملك تحتمس الثالث

 

في عام 1914م ذهب إلى فرنسا حيث درس هناك الفرنسية وآدابها وعلم النفس والتاريخ الحديث وظل هناك حتى 1915م وذهب بعد ذلك إلى العاصمة باريس فدرس في جامعتها مختلف الإتجاهات العلمية في علم الاجتماع والتاريخ اليوناني والروماني والتاريخ الحديث وقام بمناقشة أطروحة الدكتوراه الثانية والتي كانت بعنوان: "الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون" وكان ذلك في عام 1918م وتزوج من سوزان بريسو الفرنسية والتي ساعدته على الإطلاع باللغة الفرنسية واللاتينية وكان لزوجته أثر عظيم في حياته حيث قامت بدور القارئ وأمدته بالكتب التي كتبتها بطريقة برايل حتى تساعده على القراءة بنفسه ومما قاله فيها طه حسين: "منذ أن سمع صوتها لم يعرف قلبه الألم" وكان لطه حسين اثنان من الأبناء هما: أمينة ومؤنس. 

كان الأستاذ الأول لطه حسين هو الشيخ محمد جاد الرب والذي علمه مبادئ القراءة على يد عدد من الأساتذة والمشايخ وكان من أبرزهم: سيد المرصفي والشيخ مصطفى المراغي والشيخ محمد بخيت وتتلمذ في الجامعة المصرية على يد أحمد ذكي في دروس الحضارة الإسلامية وأحمد كمال باشا في الحضارة المصرية القديمة أما في جامعة باريس فدرس التاريخ اليوناني على يد غلوتسس والتاريخ الروماني على يد بلوك.

في عام 1919م عُين أستاذًا للتاريخ اليوناني والروماني في الجامعة المصرية وفي عام 1925م تم تعيينه في الجامعة المصرية أستاذًا للأدب العربي ثم عميدًا لكلية الآداب عام 1928م ولكنه قدم استقالته بعد يوم واحد بسبب الضغط المعنوي والأدبي وفي عام 1930م أُعيد طه حسين إلى عمادة الأدب ولكنه رفض ذلك وأصدر وزير المعارف مرسومًا بنقله إلى وزارة المعارف ولكنه رفض وعلى إثر ذلك تم إحالته للتقاعد وذلك عام 1932م. 

 

إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. استعمار فرنسا للجزائر حتى استقلالها

 

في عام 1955م ذهب طه حسين لأداء فريضة الحج والتي استغرقت 19 يوم وكان في استقباله الملك سعود والأمراء والأعيان والوجهاء والأدباء والإعلاميين وعن مشاعر طه حسين نحو مكة والمدينة قال: "هما المدينتان المقدستان اللتان تهوى إليهما أفئدة المسلمين من زارهما منهم ومن لم يزرهما ولم أكن إلا واحدًا من هؤلاء المسلمين الذين يزورون مكة والمدينة منذ شرع الله الدين الحنيف للناس". 

في عام 1926م ألف طه حسين كتاب "في الشعر الجاهلي" ومن استنتاجاته وتحليلاته أن الشعر الجاهلي منحول وأنه كُتب بعد الإسلام ونسب للشعراء الجاهليين وتصدى له العديد من علماء الفلسفة واللغة كما قاضى عدد من علماء الأزهر طه حسين إلا أن المحكمة برأته وقام بتغيير اسم الكتاب إلى "في الأدب الجاهلي". 

دعا طه حسين إلى نهضة أدبية وعمل على الكتابة بأسلوب سهل وواضح مع المحافظة على مفردات اللغة وقواعدها ومن المعارضات الهامة التي واجهها طه حسين في حياته عندما قام بنشر كتابه" الشعر الجاهلي" حيث آثار ضجة كبيرة والكثير من الآراء المعارضة. 

 

إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. المومياء المصرية مقطوعة الرأس

 

في عام 1964م منحته جامعة الجزائر الدكتوراه الفخرية وفي عام 1965م حصل على قلادة النيل وفي عام 1968م منحته جامعة مدريد شهادة الدكتوراه الفخرية وشغل أيضًا منصب وزير التربية والتعليم في مصر. 

توفي طه حسين يوم الأحد 28 أكتوبر 1973م عن عمر يناهز 84 عام وقال عنه عباس محمود العقاد: "رجل جرئ العقل مفطور على المناجزة والتحدي" وكان له العديد من المؤلفات ومن ضمنها: 

1- كتبه الفكرية مثل: على هامش السيرة، مرآة السيرة، حديث المساء، غرابيل. 

2- كتبه النقدية مثل: في الشعر الجاهلي، مع أبي العلاء في سجنه، من أدبنا المعاصر، قادة الفكر. 

3- كتبه الإثرائية مثل: المعذبون في الأرض، الأيام، في الصيف، الوعد الحق، دعاء الكروان. 

من أقوال طه حسين: "أن نسير سيرة الأوروبيين ونسلك طريقهم لنكون لهم أندادًا ولنكون لهم شركاء في الحضارة خيرها وشرها حلوها ومرها وما يحب منها وما يُكره وما يُحمد منها وما يُعاب". 

 

إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. آثار محافظة كفر الشيخ