12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

ماذا عن اجتماع القدر والنصيب معًا!؟ 

2020/12/05 06:33 PM | المشاهدات: 776


ماذا عن اجتماع القدر والنصيب معًا!؟ 
فاطمه إبراهيم

 آمنت مؤخرًا أن القدر سيجمعني بمن استحق لقد مررت بأيام ثقال فتركت الأمر له ليفعل ما يشاء وبعد ذلك أيقنت أني كنت أهاب من السراب فقد فعلت كل شيء ظننت يومًا أني لن أستطيع فعله فتركت الأمر له ليفعل ما يشاء، فلم أعد أؤمن بالحتمية ،و أدركت أن الله حينما يسوقنا إلى قدر في الحقيقة يسوقنا إلى أنفسنا.

"و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم"

 

اقرأ أيضًا/شباب في سن اليأس

 

كثير منا يتمنى في حياته الوصول إلى أهداف كثيرة و كسب أشياء و تحقيق أماني في حياته سواء كانت وظيفة أو دراسة أو فرصة أو أي شيء آخر و عندما لا يقدر على تحقيق كل هذا يضعه على شماعة القدر و أن ذلك ما كُتب له دون النظر إلى أنه لم يسعى و يبذل قصارى جهده محاولةً منه لتحقيق ذلك الهدف أو تلك الأمنية، و بينما يخلط كثير من الناس بين النصيب و القدر بسبب إرتباطهما و تقاربهما و لكن النصيب يأتي من صنع يد الإنسان و لكن القدر هو من تدابير الله سبحانه و تعالى و هذا لا يعني أن النصيب ليس من عند الله فكل شيء من عند الله و لكنه ناتج أفعال أنفسنا كقوله تعالى "{و إن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله و إن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كلٌ من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً، ما أصابك من حسنة فمن الله و ما أصابك من سيئة فمن نفسك وأرسلناك للناس رسولاً }.

و يمكن توضيح ذلك أكثر بأن النصيب هو ناتج الجد والإجتهاد ، ومثال على القدر كطالب اجتهد في دراسته ومذاكرته أملًا منه أن يحقق هدفه من الوصول لكلية معينة و بذل كل ما بوسعه لكي يحقق ذلك الهدف ، وفي نهاية المطاف وصل لمبتغاه فهنا يجتمع القدر و النصيب معاً.

 

اقرأ أيضًا/لا تربوا على أخلاق زمانكم رفقا بأبنائكم

 

بينما على الجانب الآخر طالب تمنى تحقيق نفس الهدف لكنه لم يسعى إليه و لم يبذل أي جهد في سبيل تحقيقه و لكنه اكتفى فقط بالتمني فكانت النتيجة المنطقية عدم وصوله لما تمناه فذلك نصيبه ولكن الله كريم على عباده ففي بعض الأحيان نحقق ما نتمناه بدون بذل الجهد المطلوب لتحقيقه ولكن ليس دائماً، ويأتي بعد ذلك و يدَّعي أن هذا قدره ، الله سبحانه و تعالى لم يأمرنا أن نعلق فشلنا وإهمالنا وأسباب خسائرنا على شماعة القدر ، فكل سبب يؤدي لنتيجة ما وعندما يكون السبب هو الإهمال وعدم المذاكرة والاستهتار فتكون نتيجتها هي الفشل .

و لكن يمكننا أن نضع ذلك تحت مسمى القدر و هو الطالب الذي ذاكر واجتهد و بذل كل ما بوسعه وأدى كل ما عليه وفي النهاية لم يوفقه الله لما تمناه فإن هذا هو قدره، و من المؤكد أن إختيارات الله هي الأصلح لنا.

و من كل ذلك يمكننا فهم أن النصيب يأتي بسبب أفعالنا فنحن المسؤولون عنها في النهاية فنحن مخيرون في تصرفاتنا و أفعالنا في تلك الحياة فتقودنا إلى الصواب أو الخطأ فلا يمكننا أن نرمي تصرفاتنا أو سوء أفعالنا على الآخرين أو على القدر.

وفي النهاية يعطيك القدر مالم تكن قادر على فعله سترى حكمته في أماكن وتجارب كنت تهاب تجربتها سيغير مجرى حياتك إلى الأبد حتى تؤمن بمقولة 

"قدرك لن تجد الأجمل منه "

فليس عدلًا أن تعلق أخطاءك على القدر لأنك حتماً سوف تخسر من كرمه الذي أعطاه لك.

 

اقرأ أيضًا/مشاعر مُبعثرة