لعل هذا السؤال قد فكر به الكثيرون وتكلم عنه الكثير من الشيوخ وفيه اختلافات كثيرة ولكن بأذن الله تعالى سوف نوضح هذه الاختلافات والتناقضات مع بيان ما نرجحه بأذن الله تعالى
قال الله تعالى في كتابه الكريم {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا (48)}[النساء] . فهذه الآية تدل على أن أي ذنب خلاف الإشراك بالله تعالى فإن الله تعالى يمكن أن يغفر لصاحب الذنب إن شاء والآية واضحة وصريحة
اقرأ أيضاً: حدود الخِطبة
ويوجد حديث للنبي ﷺ يوضح عكس ذلك :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قالَ : قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: « مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَتَوَجَّأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدا فِيهَا أَبَدا . وَمَنْ شَرِبَ سَمّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدا مُخَلَّدا فِيهَا أَبَدا . وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَرَدَّى فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدا مُخَلَّدا فِيهَا أَبَدا » .
فهذا الحديث في معناه يدل على أن من قتل نفسه أو في مسمى ( الإنتحار ) فهو مخلد في النار أبدا وهذا حديث واضح وصريخ أيضا مثل الآية الكريمة .
اقرأ أيضا: سلسلة الخلفاء الراشدين
قال البعض كابن عثيمين -رحمه الله- بأن الحديث يمكن أن يكون على سبيل الزجر كأن ﷺ يشدد في أن لا نفعل ذلك
وقال ابن باز رحمه الله تعالى أن الانتحار من أكبر الكبائر ولا يخرج صاحبه عن الإسلام لأنه يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله
ثم إن هناك تفسير للحديث قال البعض بأن الحديث يمكن أن يكون المقصود منه طول المكث وليس الخلود الأبدي لأن المسلم لا يخلد في النار مهما فعل من آثام وجرائم فهو يعذب وبعد ذلك يدخل الجنه
اقرأ أيضا : هل يقبلني الله
إذن فقد وصلنا إلى نتائج بأن من مات منتحرا على ملة الإسلام يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فهو لا يخرج عن ملة الإسلام وداخل تحت مشيئة الله تعالى إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه لأننا لا نعلم أين يقع عذاب الله تعالى على العبد وما مقدار العذاب فالله تعالى وحده هو الذي يوزع الرحمة ويوزع العذاب ولكن يبقى الإنتحار كبيرة من الكبائر فهو إثم عظيم مخالف لآيات الله تعالى ولكلامه حينما قال { وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ} [البقرة: 195] فهو بنا رحيم فلما لا نبقى نحن رحماء على أنفسنا ؟ .