12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

عبد الباسط عبد الصمد

2020/11/23 05:15 AM | المشاهدات: 650


عبد الباسط عبد الصمد
محمد السحيلي

نزل القرآن في مكة وقراء بمصر
علم من أعلام التلاوة في الوطن العربي صاحب الحنجرة الذهبية عبقرى التلاوة وأبرز قراء مصر أنه الشيخ عبد الباسط عبد الصمد'
ولد الشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد سليم عام 1927م بمركز أرمنت بمحافظة قنا'
كانت نشأته في بيئة تهتم بالقرأن الكريم حفظآ وتجويدآ فالجد الشيخ عبد الصمد كان من الحفظه المشهود لهم بالتمكين من حفظ القرآن وتجويده بالأحكام والوالد الشيخ محمد كان أحد المجودين المجيدين للقرأت حفظآ وتجويدآ أما الشقيقان محمود وعبد الحميد فكانا يحفظان القرآن بالكتاب فلحق بهما أخوهما الأصغر سنآ عبد الباسط وهوا في السادسة من عمره'
إلتحق بكتاب الشيخ الأمير بأرمنت فاستقبله شيخه أحسن استقبال لأنه توسم فيه كل المؤهلات القرآنية التي أصقلت من خلال سماعه القرآن يتلى بالبيت ليل نهار بكرة واصيلا '

لاحظ الشيخ علي تلميذه الموهوب أنه يتميز بجملة من المواهب والنبوغ تتمثل في سرعه استيعابه لما اخذه من القرأن وشده إنتبابه وحرصه علي متابعه شيخه بشغف وحب ودقه التحكم في مخارج الألفاظ والوقف والأبتداء وعذوبه في صوته تشف الأذان بالسماع والاستمتاع وأثناء عودته إلي البيت كان يرتل ما سمعه من الشيخ رفعت بصوته القوى الجميل متمتعآ بأداء طيب يستوقف كل ذي سمع' 

       يقول الشيخ في مذكراته 
كانت سني عشر سنوات أتممت خلالها حفظ القرآن الذي كان يتدفق علي لساني كالنهر الجارى وكان والدي موظفآ بوزارة المواصلات وجدي من العلماء فطلبت منهما أن أتعلم القراءات فاشارا على أن أذهب إلى طنطا لأتلقى علوم القرآن والقراءات علي يد الشيخ (محمد سليم) ولكن المسافة بين أرمنت وطنطا كانت بعيدة جداً ولكن الأمر كان متعلقآ بصياغة مستقبلي ورسم معالمه مما جعلني استعد للسفر وقبل التوجه إلي طنطا بيوم واحد علمنا بوصول الشيخ محمد سليم إلي أرمنت ليقيم بها مدرسآ للقراءات بالمعهد الديني واستقبله أهل أرمنت أحسن إستقبال واحتفلوا به لأنهم يعلمون قدراته وإمكاناته لأنه من أهل العلم وكأن القدر قد ساق إلينا هذا الرجل في الوقت المناسب وأقام له أهل البلد جمعية للمحافظة علي القراءات فكان يحفظ القرآن ويعلم علومه فذهبت إليه وراجعت عليه القرآن كله ثم حفظت الشاطبية التي هي المتن الخاص بعلم القراءات السبع'

      دخوله الإذاعة
مع نهاية عام 1951م طلب الشيخ الضباع من الشيخ عبد الباسط أن يتقدم إلي الإذاعة كقارئ بها ولكن الشيخ أراد أن يؤجل هذا الموضوع نظرآ لإرتباطه بمسقط رأسه وأهله ولأن الإذاعة تحتاج الى ترتيب خاص ولكنه تقدم بالنهاية'
اعتمد الشيخ عبد الباسط بالإذاعة عام 1952م ليكون أحد قرائها وبعد الشهرة التي حققها في بضعة أشهر كان لابد من إقامة دائمة في القاهرة مع أسرته التي نقلها معه إلي حي السيدة زينب'
بسبب إلتحاقة بالإذاعة ذاد الإقبال على شراء اجهزة الراديو وتضاعف إنتاجها في ذالك الوقت وانتشرت بمعظم البيوت للاستماع إلي صوت الشيخ وكان الذي يمتلك راديو في منطقة أو قرية من القرى كان يقوم برفع الصوت لأعلي درجه حتي يتمكن الجيران من سماع الشيخ وهم بمنازلهم وخاصة كل يوم سبت علي موجات البرنامج العام من الثامنة وحتي الثامنة والنصف

       زياراته العالمية 
بداء الشيخ عبد الباسط رحلته الإذاعية في رحاب القرآن منذ عام 1952م وانهالت عليه الدعوات من شتى بقاع الدنيا في شهر رمضان وغيره'
وكانت بعض الدعوات توجه إليه ليس للاحتفال بمناسبة معينه وانما كانت الدعوه للحضور الي الدولة التي أرسلت آلية لإقامة حفل بغير مناسبة وإذا سألتهم عن المناسبة التي من أجلها حضر الشيخ عبد الباسط كان ردهم
بأن المناسبة هو وجود الشيخ عبد الباسط فكان الاحتفال به ومن أجله لأنه كان يضفى جوآ من البهجة والفرحة علي المكان الذي يحل به '
      الأوسمه التي حصل عليها
وسام من رئيس وزراء سوريا عام 1959م
وسام من رئيس حكومة ماليزيا عام 1965م
وسام الإستحقاق من الرئيس السنغالي عام 1975م
وسام الأرز من الجمهورية اللبنانية
وسام تكريم من الجمهورية العراقية
الوسام الذهبي من باكستان عام 1980م
وسام العلماء من الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك أثناء الإحتفال بيوم الدعاة عام 1987م
وسام الإذاعة المصرية في عيد ميلادها الخمسين'
      مرضه ووفاته 
اصيب بمضاعفات مرض السكري أواخر أيامه وكان يحاول مقاومة المرض بالحرص الشديد والإلتزام في تناول الطعام والمشروبات ولكن تزامن الكسل الكبرى مع مرض السكر فلم يستطيع أن يقاوم هذين المرضين معآ فأصيب بالتهاب قبل رحيله بأقل من شهر دخل المستشفى الإ أن صحته تدهورت مما دفع أبناءه والأطباء إلي نصحه بالسفر ليعالج مرضه في مستشفيات لندن ولقد مكث بها اسبوعآ وكان بصحبته ابنه طارق فطلب منه أن يعود إلي مصر '
توفى يوم الاربعاء الموافق 30نوفمبر عام 1988م وكانت جنازته وطنية ورسمية علي المستويين المحلي والعالمي فحضر تشييع الجنازة جمع غفير من الناس يتضمنهم سفراء دول العالم نيابه عن شعوبهم وملوك ورؤساء دولهم تقديرآ لدوره في مجال الدعوة أشكالها كافة.