12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

سرابيوم سقارة.

2020/10/28 09:59 PM | المشاهدات: 613


سرابيوم سقارة.
رحمه جاد الرب

السرابيوم هو اسم يطلق على كل معبد  مخصص لعبادة الإله سيرابيس،  هو واحداً من أهم المقابر التي بنيت في ممفيس وهو يقع في مجمع مدافن العجل أبيس، في منطقة سقارة بالجيزة. اكتشفها " اوجست ماريت " .
ويجمع المعبد بين إلهين من آلهة مصر القديمة و إلهين من أله الاغريق ، والهدف منها جعل المواطنين ذات الأصول الإغريقية والآخرين من الأصول المصرية يشتركون في عبادة الإله واحد.

سرابيوم سقاره منحوت بداخل هضبه سقاره ، يوجد للسرابيوم مدخل واحد فقط.
السرابيوم عبارة عن ممرات محفورة في هضبة سقاره ومنقسم لقسمين الصالة الكبرى والصالة الصغرى.
الصالة الكبري عباره عن مجموعه من الممرات الطويلة المنقسمة تصل في مجموعها الى حوالي 400 متر تحتوي على 24 تابوت. 

وعندما بدا " اوجست ماريت " تنقيب كان يؤمل ان يصل لمومياء العجل ابيس ولكن وجد ان جميع التوابيت مفتوحه وجميع التوابيت فارغه فظن انها سرقت ولكن كان هناك تابوت واحد مغلق كان يتمنى ان يجد محتويات هذا التابوت فحاول ان يفتحه مع العمال فلم يستطع فبحث عن حل سريع فاستعمل الديناميت لنسف جزء من الغطاء فوجده فارغا وقدم اعتذار عن ذلك الفعل بعد ذلك.

اما عند التنقيب في الصاله الصغرى عثر على مومياوات لأشخاص وعجول وتماثيل لأبيس وأواني كانوبية وذكر ذلك في كتابه عن السرابيوم فقال ( وجدنا تابوت من الخشب عميق نسبيا في الارض وفيه مومياء لشخص الجزء العلوي من التابوت محطم لكن المومياء وكل من التمائم والقلائد الذهبية والحجرية وكلها تحمل اسم الامير خمامواس ابن رمسيس الثاني.
الصالة الكبري و ممراتها لا يوجد بها أي شيء له علاقة بأبيس 
  
يعتبر السرابيوم لغز محير و هناك عدة اسئلة تطرح منها : 
لماذا كانت التوابيت كلها خاليه ومغلقه عدا تابوتا واحدا فقط ؟
ولماذا لم يُعثر في أي تابوت منهم على اي مومياء أو جثة لجسد العجل أبيس كما ادعى اوجست ماريت مكتشف المقبرة ؟
من صنعها وكيف ولماذا صُنعت ولماذا هي شديدة الضخامة ثم في النهاية كيف نقلوها إلى داخل دهاليز وانفاق السرابيوم الضيقة ؟

سراديب السرابيوم في ذاتها لغز فهي في الصيف باردة وفي الشتاء حارة.
 الممر الرئيسي وجد على استقامة واحدة فهل يُمكن أن يكون هذا النفق الطويل قد حفر فقط بواسطة المعاول..

أنفاق السرابيوم ليس لها إلا باب واحد يُعتبر هو المدخل والمخرج فالرؤيا بداخل الأنفاق حتى مع وجود الشمس معتمة للغاية فهل حفروا كل تلك المسافة بذلك العُمق في الظلام وأخرجوا ردما بالأطنان على أضواء المشاعل النارية.
من الغريب أيضا أنه لا يُوجد أي آثر لمواضع المشاعل على جدران النفق كما أن أي مشاعل نارية في ذلك العمق مع الردم والأتربة سيكون عملا شاقا وخانقا.

وبالنظر إلى استدارة النفق واستقامته.. هل تستطيع يد بشرية أن تحفر نفقا بتلك الدقة والاستقامة لهذه المسافة بل يمكن القول إن هذا مستحيل دون وجود آلة حفر وذلك لأن الأنفاق ليست محفورة في الرمال لكنها محفورة في صخور سقارة وهو ما يتطلب بالتأكيد مجهودا مضاعفا.

  توابيت السرابيوم تعد اعجاز علمي وهندسي  لإن هذه التوابيت لم يتم بناؤها ولكنها نُحتت.
جسد التابوت نفسه نُحت عن طريق اقتطاع كتلة مصمتة من الجرانيت بأنواعه المُختلفة .
وبعد اقتطاع تلك الكتلة يتم حفرها وصقلها وبعد ذلك يتم نحت الغطاء.
التوابيت كُلها مصنوعة من صخور عالية الصلابة (الجرانيت الأحمر – الجرانيت الأسود – البازلت – الشست – الكوارتز) وهي صخور شديدة الصلابة ولا يعقل انه تم نحتها بالأدوات التي كانت تُستخدم في عصر الأسرات وهي على التوالي (الحجارة – النحاس – البرونز – ثم الحديد في العصور المتأخرة) كلها لا يمكنها التعامل معها مطلقا بهذه الأدوات فضلا عن صقلها بهذا الشكل.

كيف تم وضع تلك التوابيت العملاقة داخل النفق الذي له مدخل واحد ضيق جدا التي يحتاج الواحد لنقله ٥٠٠ رجل ؟
واذا تم سرقة التوابيت فلما لم يتم سرقة الصالة الصغرى التي عثر بها علي المومياوات و الذهب ؟
في وقت متقدم حاول الملك فاروق اخراج احد التوابيت من النفق واستعان بالكثير من العمال والبغال ولم يستطع ان يحركه من مكانه سوى بضع امتار قليله ومتروك في مكانه حتى الان.

وعلى الرغم من الأسئلة التي تطرح حول السرابيوم والتي لم يعثر لها على اجابه حتى الان ورغم من بقائه لغز من الغاز القدماء ولكن اذا كانت الاهرامات افضل اثر فوق الارض فتعد السيرابيوم اعظم اثر تحت الارض.