إن كل ما يتعرض له الشباب من تجارب في بداية الحياة شئ جديد عليهم، كأنهم يعيشون في تلك التجربة حياة أخرى لا تشبه تلك الحياة التي خرجوا من رحم أمهاتهم فيها، إذا أخفقوا، كأن الحياة انتهت ولا مجال لهم أن يجربوا مرة أخرى، الإخفاق عندهم شئ سئ قبيح جدا حتى ولو كانوا قد بذلوا كل ما في وسعهم من جهد، ولا أقصد هنا الفشل الناتج عن الكسل وعدم الاهتمام بأمور تتعلق بمسقبلهم، ولكن هو عدم التوفيق الذي قد يشاركهم نجاحهم بعد ذلك.
اقرأ أيضا :الموت
أرى أن هذا النوع من الإخفاق الذي يأتي بعد أن يكون الشاب هلك قوته، وبذل في ذلك صحته، ونفق علي ذلك وقته، يشبه ذلك الإخفاق الذي يأتي للعالم أثناء التجارب التي يفعلها، يجرب مرة حسب تلك القوانين والاستنتاجات التي حسبها وقدرها، فلا يحصل على النتيجة المرجوة، ثم يغير شيئا بسيطا فيها حتى يحصل على النتيجة تلك، فما أشبه حال الشباب في الحياة وهم يسعون لتحقيق أحلامهم بذلك العالم في معمله، يعمل أناء الليل وأطراف النهار.
الشاب في ذلك لابد أن يكون بدليل، بمرشد رشيد، يعرف ما يريده ابنه إذا كان والدًا، تلميذه إذا كان معلمًا، ليرشده حيث هو يريد، ولكن لأنه في بداية رحلته تائه، فما أحوج هذا الجيل - جيل الشباب - لحوار الشيوخ الكبار من آباء ومعلمين، وما أحوج هذا الجيل أن يفصح بما يملأ خاطره، فيُفهَم.
اقرأ أيضا :هم أساس كل نهضة
إن الفجوة التي تحدث بين الكبار والشباب تملأها أشياء تهدم عزيمة الشباب وتهلكهم إهلاكًا شديدًا، تؤدي إلى سخط الشباب على الكبار وزوال القدوة من حياتهم، وأنهم لا فرق في الخبرة عند كل منهم، إن تلك الفجوة إن لم نضع بها حوارا فعالاً بين الأب وابنه، وبين التلميذ وأستاذه، ستكون النتيجة الحتمية، شبابا ضعافًا وكبارًا لا يعرفون من هم الشباب، وما مدى نفعهم للمجتمع إذا صحوا.
اقرأ أيضا :ماذا قلت؟!.
إن اختياري لعنوان هذا المقال "حاجة الشباب" لا يعني أن هذه الحاجة هى الوحيدة لهم، ولكن تعتبر من وجهة نظري - كشاب - بداية لأن يعرضوا الشباب حاجاتهم على الكبار ليساعدوهم، وتسمو الحياة بهم.