12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ

2020/10/21 03:35 PM | المشاهدات: 915


ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ
نعيمه خالد

قد تكمن الأصوات و الأفكار بداخلنا لانبوح بها ولكن هذا لا يمنع أن ترافقنا دربنا ،إلى أن تصبح لا تحتمل فأما أن نفترق او نغرق فيها باحثين عن النجاة ..عن ميلاد الفكر و سكون الروح ، باحثين عن العقيدة لنحيا بها ،فلماذا بعثنا على الأرض،أذ لم نطبق عقيدة خُلقنا وخُلقت لنا .شُكلنا و شُكلت معنا على مراحل العمر .فلا شئ يولد ليحيا كما ولد .
________________________
و يبقى المصري القديم قادر أن يكون نموذجاً للفكر و التأمل ،أن يكون صاحب السبق الذى يفوق العقول و يحلق فوق هرم فلسفة الخالق و المخلوق ،لتلمع عقيدة الثالوث المقدس .فكيف كانت نشأته و ما المقصود من ورائه و لماذا زيف و قدمه لنا علماء اللاهوت ما ليس فيه ؟!!! و من هنا نبدأ لنصل لنهاية سعيدة .
تبعاً للعقيدة المصرية قد خلق الكون إله واحد "أتوم" أى الكامل .خلق نفسه بنفسه و من ثمة خلق كل شئ ازواجاً ، خلق الشئ و نقيضه ..خلق الفلك الذى يُسبح فيه ؛ليظل المخلوق مُخير دائماً .
أبدع فى خلقه فخلق الرطوبة و الهواء ،خلق الارض و السماء ،خلق أنا وأنت "أيزيس و أوزوريس " ؟ و لكن كيف خلقنا؟!
هنا تعددت المذاهب ،مذهب أشار أننا خلقنا بالقوة الخارقة التى يملكها الخالق و أشار الاخر أننا خلقنا بالكلمة "كن فيكون" و مذهب أخر قال أننا شكلنا ووهبت أرواحنا من الإلة ...تعددت المذاهب و النتيجة واحدة "أيزيس و أوزوريس " 
أيزيس رمز الحياة التى تحمل بين طياتها معانى الحياة كلها ،و اوزوريس رمز البعث و الخلود ..رمز الفوز و الانتصار على مشاق الحياة التى تمثلت فى حورس فمثل صراع الحياة الدائم بين الخير و الشر ..بين الخطأ و الصواب ليكونوا ثالوث يقدم لنا معادلة الحياة لنصل إلى حياة بعد حياة .
وهكذا مثلوا أضلاع مثلث العقيدة المصرية القديمة .
هذا فكرة فكرة الثالوث المقدس كما انشأت ولكن كان للحياة رأى اخر و تحديداً "اللاهوت " .
حين يمتزج الدين بالسياسة كأنك خلطت ماء عذب بماء بحراً فضاع العذب الذى فيه و ضاع المعنى بينهم و تشكل فكراً يتغذى على أطماع الحياة و الملك و السلطة .فظهر ما يسمى بثالوث طيبة[امون،موت،خونسو] و ثالوث منف [بتاح ،سخمت ، نفرتوم ] و غيرهم .... فى محاولة من كل كهنوت أن ينسب لنفسه القوة العظمى لأقليمه ؛ليصبح المتحكم الأوحد،وهناك فكر أخر هو أتحاد أكثر من إله لأقاليم مختلفة لإرضاء الجميع . وأعلاء المصلحة المشتركة التى تتوارى فى زى الدين . ولكن هل أنه لايوجد فى الحضارة المصرية كلمة تعنى "الثالوث المقدس" و لكن نقوش المعابد و المشاهد التى حفرت على الجدران رسمت فى وجداننا كلمة الثالوث المقدس (المعنى الذى جسد دون نطق به).
__________________________
لتتسع دائرة الفكر فى العصر الهلينستى "البطلمى" وحيثما تنتقل تحمل معك ثقافتك و معتقداتك ،فتوغلت عبادة المعبود الاغريقى "سرابيس"و تحديداً فى مدينة مصرية النشأة رومانية العقيدة والفكر "الإسكندرية " .
ولكن محبوبتى "أيزيس" لم يهزمها سرابيس ..و حقيقة الأمر العالم في تلك الفترة كان منفتحاً للغاية فأستطاعت أيزيس أن تصل عبر امواج البحر للرومان و غيرهم و انتشرت عبادتها و أقيمت لها معابد والجدير بالذكر أن مجتمعات تلك الفترة كانت مزيج بين حضارات عدة . حيث أتسمت العقول بالمرونة و تقبل الفكر الاخر الذي يخدم الصالح العام ليتلألأ لنا ثالوث العصر البطلمي وهو الثالوث الأوحد في تلك الفتره والاقوى ثالوث "أيزيس و سرابيس و هربوكراتيس" ليبهر ذلك الثالوث الامبراطورية الرومانية وينثر كالمطر و يصارع البرق ليرسخ مفهوم الفكر الديني الإنساني ويثبت أن الدين وحده قادر أن يكون لغة يتحدثها الجميع. 
_________________________
لنذهب لمفهوم أخر قد يكون تأثر بالماضي و استمر للحاضر و المستقبل عند البعض .أصبح أساس العقيدة لديهم و هو "الأب و الأبن و الروح القدس " .اعتقاداً "معاذ الله" أن المسيح ابن الله فتشكل لنا ثالوث من طابع خاص .كيف للرب أن يتزوج بشر و ما هو ناتج طبيعة هذا الزواج لذا أنقسمت الأراء حول طبيعة المسيح هل ذو طبيعة واحدة بشر /إله أو ذو طبيعتين نصف بشر نصف إله ...أنقسموا إلى مذاهب عدة أشهرهم ارثوذكس و كاثوليك "تقسيمة طبقية تبعاً لمعتقدات عدة لن نتتطرق لها" ... كل الغريب فى الأمر انهم انقسموا على شئ لا وجود لصحته من البداية فمعجزة عيسى أنه نطق فى المهد لم تكن عبثاً 
"قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا" 
و قال الله عز وجل أيضاً"وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ" فقول الله حق ..اذا اراد الله أن يقول يا عيسى يا بنى لقال ولكن خص نسله بالسيدة العذارء مريم .
"إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ" .
=و لكن يأتى البعض ويقول ألم يقل الله " 
الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا" 
_نعم قد قال .!!
=أذا عيسى ابن الله فهو جزء من روحه .
-لااااااا .روح الله هنا لفظ تشريفى عن طهارة المسيح الذى لم يمسه شيطاناً ، ألا يقال على الكعبة و دور العبادة بيت الله !!؟هل هى بالفعل بيت الله ..فكلنا نعلم ان الله على العرش استوى فوق سبع سماوات .
وهناك من يقول أن الثالوث فى المسيحية يعنى أن الله واحد و لكن جوهره ثلاثة (الاب و الأبن و الروح القدس) و هذا الامر غير صحيح بالمرة فجوهر الله يحمل معانى كثيرة لا نعلم منها ألا القليل لذلك "لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ" جوهراً و مضموناً و اعتقاداً ، اسم الله لا يقيده قيد و اذا حق القول نذكر قول الله "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً" .
وهكذا تبلور معتقد الثالوث من الحضارة المصرية و وصولاً للمسيحية و تصحيحاً لها فى الإسلام تقبلاً لفكرها فى الحياة ، لسلام يسكن الروح و يعى لفظ الله كاملاً ..فالدين لله و الوطن للجميع و نحن إلى الله راجعون ليس لبشر ..فسلاماً لقلوبكم.