12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

خبايا وأسرار حضارة دير تاسا

2020/10/18 02:29 PM | المشاهدات: 3951


خبايا وأسرار حضارة دير تاسا
امنيه الجمل

 

حضارة دير تاسا 
تقع دير تاسا على الضفة الشرقية للنيل إلى الشمال من مدينة البدارى بمحافظة أسيوط وأوضحت الكشوف الأثرية أن هذه المنطقة قد عمرت منذ العصر الحجري الحديث واستمرت حتى العصر المسيحى.
فى عام ١٩٢٧كشف برنتون عن موقع هام من المواقع النيوليتبة فى مصر على الجانب الشرقى لنهر النيل فى مقابل مدينه أسيوط فى المنطقة الواقعة بين قرية دير تاسا فى الجنوب وقرية الخوالد فى الشمال ،وضمت قرية نزلة المستجدة فى الوسط وكشف فيها عن عدة مناطق للسكن وما يقرب من ٥٠مقبرة منفصلة عن هذه المناطق ،وعرفت هذه الحضارة بالحضارة التأسية نسبة الى قرية دير تاسا ،كما كشف سامى جبرة عن حوالى ٤٧مقبرة أخرى فى محيط المنطقة فى نطاق قرية الشامية.

الأدوات الحجرية
وبالنسبة للأدوات الحجرية فقد وجدت مختلف أنواع الأدوات مثل أهل الفيوم وأهل مرمدة إلا أنها تميزت عنها بأن الأدوات التى عثر عليها فى المقابر بصحبة المتوفى عادة ما كان يهتم الصناع بصناعتها والفؤوس الحجرية قد صنعت من الصخر البركانى والحجر الجيرى فقط،ووجد عدد منها فى المقابر ، وظهر على بعض الشظايا المسننة آثار أستخدامها فى تقطيع أعواد النباتات ،ولاشك أنها أستخدمت أيضا كمناشير ووجدت الرحى الحجرية بكثرة وفى أحيان قليلة وجدت بأحجام كبيرة وصلت أحداها الى ٥٠سم فى الطول ،وجميعها شكلت من الصخر البركانى ووجدت أحجار الجرش بأعداد كبيرة أيضا وبأحجام مختلفة
وأدوات الصيد من الحجر جاءت قليلة للغاية ربما لاتجاه أهل ديرتاسا الى الأعمال الزراعية بشكل أكبر،ولكن عرفوا رؤوس الأسهم أو الحراب المشظاة من الجانبين والمصقولة ،كما وجدت الأدوات المنزلية كالسكاكين والمكاشط أو المحكات وكانت أكثر الأدوات أنتشاراً هى الصلايات المخصصة لطحن مواد التجميل حيث قد صنعت بدقة أكثر عن صلايات الحضارات السابقة ووجدت فى مقابر الرجال والنساء على حد سواء ،وأخذت أشكالاً جديدة لم يعهدها من قبل مثل الشكل المربع والمستطيل ذات الجوانب المحدبة 

المقابر
حفرت المقابر فى الغالب فى شكل بيضاوي غير منتظم ووجدت أربعة مقابر لها جوانب مستقيمة وأركان مستديرة ،وبلغ متوسط طول مقبرة البالغ حوالي ١٣٠سم ،كما وجدت الأبعاد فيما بين ٨٢و١٧٥سم ،وكان من الصعب معرفة العمق الحقيقي إذ وجدت جثث مدفونة بالقرب من السطح وأخرى على أعماق مختلفة لم تتجاوز المتر الواحد واتبع أهل دير تاسا ما أتبعه أهل العمري فى تكفين وتغطية المتوفى بالحصير أو الجلود أو المنسوجات إلا أنهم أضافوا جانبين جديدين،الأول أنه وجدت بعض الجثث موضوعة داخل تابوت من الأغصان والبوص ولكنة وجد فى حالة سيئة للغاية
ومما لاشك فية أن هذا العدد من المقابر وهذا الإهتمام بالأساس الجنائزي يؤكد أن أهل دير تاسا والعصر الحجري الحديث بكشل عام كانوا يؤمنون بأن هناك عالم آخر ينتقل إليه الإنسان بعد وفاته يعيش فية مثلما عاش فى حياته الأولي ،وان وضع القرفصاء يؤكد أنه أصبح عادة بعد أن كان فكرة دينية قديمة،لأن أهل دير تاسا أمتلكوا الأدوات والأرض التي تسمح بحفر مقبرة فى حجم المتوفي منهم.

الفخار
إن أهم ما يميز حضارة ديرتاسا عن حضارات العصر النيوليتي فى مصر والعالم مجموعة من الأواني الفخارية الرقيقة تشبة الكئوس أو النواقيس وهي سوداء مصقولة مزينة بخطوط هندسية ملئت بعجينة بيضاء ،وقد كشف عنها فى موقع الإقامة، وقد شكل الصانع الخطوط فى شكل المثلثات المتتابعة تلف حول الأناء فى مجموعات يفصل بينما خطوط مستقيمة أو فى شكل زجزاج وملئت بخطوط مستقيمة ،وقد تميزت هذه الكئوس بوجود تقوب غريبة عند الحافة وربما كانت بغرض تعليقها منها.
أما بالنسبة الأواني الأخري ذات طابع الاستخدام اليومي العادي فإنها لم تختلف كثيرا عما صنعه أهل العمري ومرمده ولكن كانت أكثر جودة فى الصناعة وخاصة فى عملية الصقل ،كما أنة بدأت تظهر الأواني الحمراء ذات القمة السودان ،والجزء الأسود منها يكون حول الحافة وفى داخل الإناء وربما أنه كان يمكن الحصول علية بأن يوضع الأناء مقلوب وهو ساخن على قش التبن فينبعث الدخان فيسود الحافة المغروسة فى القش وداخل الأعمال .

مخازن الغلال
لاشك أن أهل ديرتاسا قد عرفوا التخزين مثلهم فى ذلك مثل الفيوم ومرمدة والعمري فى مخازن محفورة فى الأرض وفى الجرار الفخارية الكبيرة ،وقد كشف فقط عن حفرة واحدة لهذا الغرض ،كما كشف عن جرة واحدة ايضا ، ويرجع السبب فى قلة هذه الأنواع من الأثار الى التخريب الذى تعرضت له المواقع.
كانت الأحجار الأكثر إستخداما هو حجر الظران وبجواره الأحجار الجيرية وقد تم صنع البلط والسكاكين والمثاقب والمخازر ورؤوس السهام والرحى من هذه الأحجار واستخدم المصرى القديم العظام والعاج والأصداف فى صنع الشصوص كما صنع الأسبتة ونسج القماش من الكتان واستخدم الجلود فى صنع ملابسه.
توصل إنسان حضارة دير تاسا إلى معرفة الزراعة ويؤيد ذلك حقيقة وجود أدلة أثرية خاصة بالإنتاج الزراعى مثل الأجران ورحى الحبوب وذلك بالإضافة إلى وجود مخزنين للقمح