12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

حضارة البداري

2020/10/15 09:58 PM | المشاهدات: 2132


حضارة البداري
رباب رزق

حضارة البداري هي إحدي حضارات عصر الحجر و النحاس ، ذلك العصر الذي شهد مراحل كبيرة من تطور الإنسان و تقدمه الحضاري حيث أنه تمكن من الوصول للمعدن و قام بالإستعانة به في الكثير من الصناعات ، كما أن هذا العصر شهد تقدم هائل أيضًا في الصناعات الفخارية و الحجرية و العظمية .

تؤرخ حضارة البداري بحوالي ٤٥٠٠ ق.م

تقع البداري في محافظة أسيوط فيما بين أو تيج و طما بالضفة الشرقية من نهر النيل و قد تمكن « برنتون » و « طومسون » و « جاردنر و بتري » من العثور علي مخلفات لتلك الحضارة في عدة مناطق أثري مثل : " المطمر - الهمارمية - العثمانية - أرمنت - المستجدة - نخن - وادي الحمامات ".

من خلال الأدلة الآثرية توضح لنا أن أصحاب تلك الحضارة قد عاشوا في قري منتظمة ، و كانوا يعملون بالزراعة مما دفعهم ذلك لتجفيف المستنقعات للحصول علي مساحات من الأراضي الواسعة حتي يسهل ريها بدلًا من إعتمادهم علي الأمطار ، كما أنهم قاموا بتربية الماشية و الأغنام و الماعز و الخنازير ، بجانب الصيد حيث قاموا بصيد الحيوانات البرية و قاموا بإصطياد الأسماك مستخدمين شصوصًا نحاسية أو عظمية .

أهم ما يُميز تلك الحضارة هو إستخدام الفأس النحاسية و القوس و السهام و عصا الرماية و دبابيس القتال ذات الرؤوس التي علي شكل القرص .

يُذكر أن بقايا حضارة البداري تدعنا نتصور كيف كانت الحياة فيها فقد كانت تتسم بالبساطة و الإستقرار إلي حدِ ما ، كما أنه لا يوجد دليل علي بناء منازل في تلك الحضارة فيرجح أن أصحاب تلك الحضارة كانوا يعيشون في خيام من الجلد و أكواخ من حصير تم تثبيته علي أوتاد .

نُلاحظ أن مقابر تلك الحضارة كانت واقعة في الصحراء خلف أماكن المعيشة و السكن ، و لم تَكن مقابر عائلية بل كانت مقابر شخصية و قد دُفن الموتي علي جانبهم الأيسر في مقابر مستديرة أو مستطيلة في وضع القرفصاء و كان يتم وضع وسائد تحت رؤوسهم و كانت وجوههم ناحية الغرب ، و قد تم وضع الطعام داخل المقبرة و أدوات الطعام فقد عُثر علي ملاعق مصنوعة من العاج و أواني حجرية ، قد و كانت تسقف المقبرة بالحصير و العصي .

من الجدير ذكره أن مقابر النساء كانت أكثر إتساعًا من مقابر الرجال و قد عُثر علي بعض المقابر التي دُفن فيها الحيوانات بجانب الموتي مما يوضح لنا مدي حب البدارييون للحيوانات و إعتزازهم بها و مدي أهميتها لديهم .

تعددت الأراء و أختلفت حول أصل البدارييون فهناك من يرجح أنهم قد قدموا من جنوب شبه الجزيرة العربية و ذلك عبر البحر الأحمر و ليس عن طريق برزخ السويس علي إعتبار أن حضارتهم لم تتعدي مدينة أسيوط إلي الشمال .

لم يتعدي طول البدارييون ١٦٠ سم فقد كانوا قِصار القامة ، و كانت أجسامهم تتميز بالنحافة ، و شعرهم مموج أسود ، فقد كانت صفات البدارييون قوقازية بالدرجة الأولي .

تميز أصحاب البداري بأدواتهم الخاصة فقاموا بصناعة المناجل و النصال و الحراب من الحجر الرملي ، كما صنعوا بعض الأدوات الأخري من العظم و العاج و الخشب خاصة الملاعق فكانت مقابضها تتخذ أشكال حيوانية و حلزونية ، كما أن البدارييون استخدموا النحاس في صنع أدوات الزينة .

يذكر أن البدارييون تميزوا بصنع نوع جيد من الفخار تميز بزخارفه و صلابة مادته و رقة جدرانه و قد كان من اللون الأحمر و البني و له حافة سوداء ، كما أنهم صنعوا نوعًا آخر من الفخار للطهي و قد كانت جدرانه سميكة .