العمل التطوعي : هو النشاط المعتمد على تطبيق مجموعة من المسئوليات التي ينفّذها الفرد من تلقاء نفسه دون وجود أيّ تكليف أو أمر له من أجل تنفيذها، وأيضاً يُعرَّف العمل التطوعي بأنّه: فعل مجموعة من الأشياء لأشخاص أو منظمات بشكل تطوعيّ، ودون وجود أيّ إجبار أو دفع قيمة ماليّة مقابل هذا العمل، ومن التعريفات الأخرى للعمل التطوعي: مجموعة من المهام التي يطبقها أشخاص بهدف تقديم خدمات تطوعيّة، ولا يحصلون مقابلها على أيّ أجور ماليّة.و التَّطَوُّعُ مِنْ أَجْلِ أَعْمَالٍ خَيْرِيَّةٍ؛ أي التَّجَنُّدُ لأَدَائِهَا عَنْ طَوَاعِيَةٍ وَاخْتِيَارٍ، فالعمل التطوعي يعني: الجهود المبنيّة على الخبرات، والمهارات التي يتمّ بذلها نتيجة اختيار، ورغبة؛ بهدف أداء واجب، ودون انتظار أيّ أجر مادّي مقابل هذه الجهود، وبالنظر إلى العمل التطوُّعي كمفهوم، فقد تمّ تعريفه من قِبل العديد من الباحثين، وفيما يأتي بعضُ هذه التعريفات: عرَّفه (باركر) على أنّه: "الحركات التي ينفِّذها أفراد، أو جماعات، دون انتظار مقابل مادّي؛ لتقديم خدمات إنسانيّة خارج إطار المُؤسَّسات الحكوميّة" عرَّفه (حماد) على أنّه: "الجهد الذي يُقدِّمه أفراد على وفق سياساتهم، وإيمانهم بفكرة، أو مبدأ مُعيَّن، دون مقابل مادّي، أو حافزٍ مادّي، وإنّما هو خدمةٌ عامّة للمجتمع" ثقافة العمل التطوعي هي واحدة من المكونات الثقافيّة للمجتمعات المدنيّة؛ إذ يُعتبر العمل التطوعي من الخدمات الاجتماعيّة، كما تُعتبر ثقافة التطوع من أهم الوسائل المفيدة لتنمية شخصية الفرد؛ من خلال المساهمة في دعم التنشئة الثقافيّة، والتكوين الاجتماعيّ عند الأفراد. تسعى ثقافة التطوع إلى تحقيق مجموعة من المهارات، والمعارف، والقيم المرتبطة بأفعال الخير المقدمة لتوفير الخدمات للمجتمع.
أهميّة العمل التطوُّعي يحتلُّ العمل التطوُّعي مكانة مهمّة، كلّما زاد تقدُّم المجتمعات، حيث أدّت الحياة المعاصرة إلى تحوُّله من أعمال فرديّة، إلى أعمال جماعيّة مُنظَّمة في عدّة مجالاتٍ تخدم المجتمع، وتُنمِّيه، وتنبعُ هذه الأهمّية من تجسيد العمل التطوُّعي لثلاث وظائف أساسيّة في المجتمع، وهي:[ إنجاز خدمات لا تُنجزُها الدولة. رفع مستوى الخدمات، وتوسيعها، وإكمال العمل الحكوميّ. الاهتمام بتوفير خدمات جديدة قد يصعب على الحكومة توفيرها. أمّا في ما يتعلَّق بأهمّيته، فإنّ ذلك يعود إلى عدّة عوامل، من بينها: تطوير المجتمع بتلقائيّة، وحفظ التوازن فيه أثناء هذا التطوير. توطيد العلاقات بين الجماعات، والأفراد. توجيه الطاقات المادّية، والبشريّة، وتحويلها إلى عمل اجتماعيّ. زيادة فعاليّة العمل الحكوميّ، وكفاءته، ودعمه. تغيير الاتّجاهات التي من شأنها أن تُعرقل عمليّة التنمية. تقدير الذات، وبناء علاقات جديدة. خصائص العمل التطوعي يتميّز العمل التطوعي بمجموعة من الخصائص هى تطبيق مجموعة من النشاطات الاجتماعيّة التي تقدّم خدمات للمجتمع دون عوائد ماليّة. الاعتماد على المهارات والخبرات الخاصة بالمتطوّعين. مشاركة المؤسسات التطوعية التي تهدف إلى خدمة المجتمع. المساهمة في حلّ المشكلات الاجتماعيّة، وتوفير حاجات الأفراد. المشاركة في دعم التنمية الاجتماعيّة، وتقديم الرعاية العامة للأفراد. السعي نحو تحقيق أهداف إنسانيّة. دعم التعاون بين أفراد المجتمع. مبادئ العمل التطوعي يعتمد العمل التطوعي على العديد من المبادئ من أهمها:يعدُّ العمل التطوعي عملاً دون أَجْر. العمل التطوعي عمل اختياري ليس إجباري. يُعتبر العمل التطوعي عملاً قانونيّاً من الممكن أن يشارك فيه كافة الأفراد في الأنشطة الاجتماعيّة. يشكّل العمل التطوعي أداة للأفراد والمجموعات من أجل الوصول إلى توفير الحاجات الاجتماعيّة، والإنسانيّة، والبيئيّة. يرتبط العمل التطوعي مع القطاعات غير الربحيّة. يعتمد العمل التطوعي على احترام كرامة الأفراد. يساهم العمل التطوعي في تعزيز المساواة، والمحافظة على حقوق الإنسان. أهداف العمل التطوعي.
و تُقسم الأهداف التي يسعى العمل التطوعي لتحقيقها إلى الأقسام الآتية:
الأهداف العامة للعمل التطوعي؛ وهي الأهداف التي توفر الخير والتطور للمجتمع، ومن أهمّها: المشاركة في تطبيق الأهداف الخاصة في كلٍّ من التنمية الاقتصاديّة والاجتماعيّة. تنمية الاستعداد للمشاركة في الأعمال الاجتماعيّة، والعمل على مواجهة النتائج السلبيّة. تعويض قلّة عدد الموظفين في المؤسسات والمنشآت المتنوعة؛ عن طريق الاعتماد على وجود متطوّعين من تخصّصات وخبرات متنوعة. إنهاء المشكلات التي قد تؤدي إلى تهديد المجتمع، وتُعيق من تقدّمه. الأهداف الخاصة للعمل التطوعي؛ وهي الأهداف التي يتمُّ توفيرها للشباب ضمن المشروعات والبرامج التطوعية، ومنها: تعزيز انتماء المتطوّعين لوطنهم ومجتمعهم. تفعيل قدرات المتطوّعين ومساعدتهم على تنمية مهاراتهم العمليّة والعلميّة. تشجيع المتطوّعين على تنفيذ الخدمات الاجتماعيّة بشكل فرديّ. تحقيق التفاعل بين المتطوّعين حول الأهداف الاجتماعيّة. المساهمة في الاستفادة من أوقات فراغ المتطوّعين؛ عن طريق توظيف طاقاتهم في المشروعات العامة. حقوق المتطوع يهتمّ العمل التطوعي بتوفير مجموعة من الحقوق الخاصة بالمتطوّعين منها: تكليف المتطوّعين بالأعمال التطوعية التي تتوافق مع مهاراتهم ومؤهلاتهم؛ ممّا يساهم في تحقيق الإبداع ضمن العمل التطوعي. توفير الوسائل والأدوات المناسبة لتطبيق المتطوّعين للمهام الخاصة بهم. معاملة كافة المتطوّعين بالاحترام والتقدير، ومنحهم الفرصة في التعبير عن أنفسهم في حال حدوث أيّ مشكلات أثناء تطبيق العمل التطوّعي. تطبيق نظام واضح لمتابعة كافة المتطوّعين، والحصول على تغذية راجعة منهم، مع الحرص على الاهتمام بالمعايير الرسميّة لتقييم الأداء. توضيح خطة العمل التطوّعي لكافة المتطوّعين، وتشمل هذه الخطة النشاطات والمشروعات التي يشارك فيها المتطوّعون مع تحديد الأدوار الخاصة بكلّ منهم، والمدّة الزمنيّة المخصّصة لتنفيذ كلّ نشاط تطوّعي. واجبات المتطوع يعتمد تطبيق العمل التطوّعي على وجود واجبات مترتبة على المتطوّعين منها: يجب أن يوفّر المتطوّع كافة البيانات المناسبة لتسجيله ضمن العمل التطوّعي؛ حيثُ توضّح هذه البيانات الخبرات والمهارات الخاصة في كلّ متطوع. التزام المتطوّع في تنفيذ كافة النشاطات والمهام المطلوبة منه. استقامة المتطوّع في السلوك مع الحرص على الجدية في تنفيذ العمل، والتميّز بالأخلاق الحميدة. المشاركة في كافة النشاطات المرتبطة بالعمل التطوّعي. الاهتمام بالمظهر الحسن، والحرص على مراعاة الآداب المقبولة في المجتمع.
أنواع العمل التطوعي يُقسّم العمل التطوعي إلى مجموعة من الأنواع من أهمها:
العمل التطوعي الفرديّ: هو السلوك الاجتماعيّ المرتبط بممارسة فرديّة يطبّقها مجموعة من الأفراد من تلقاء أنفسهم، ويعتمد العمل التطوعي الفردي على المبادئ الأخلاقيّة والاجتماعيّة، ولا يوفر أيّ مردودات ماديّة للمتطوّعين. العمل التطوعي المؤسسيّ: هو النوع الثاني من العمل التطوعي، ويعدُّ أكثر تطوراً من النوع الأول؛ لأنّه يعتمد على التطورات الاجتماعيّة والاقتصاديّة التي تشهدها الدول الناميّة، كما يساهم في بناء صورة واضحة حول التفاعل الاجتماعيّ بين الأفراد في المجتمع؛ من أجل توفير الحاجات الرئيسيّة لكافة الفئات الاجتماعيّة؛ لذلك اهتمت العديد من المؤسسات الخيريّة بالأعمال التطوعيّة؛ إذ أصبح دعم العمل التطوعيّ من الأمور الضروريّة التي لا يمكن الاستغناء عنها في أيّ بيئة اجتماعيّة. تأثّر العمل التطوّعي ضمن المؤسسات الخيريّة بالعديد من العوامل منها: الكفاءة: هي المبدأ الذي يعتمد على استمراريّة الجهود الخاصة بالعمل التطوّعي، فإذا لم تتميز هذه الجهود بالكفاءة المناسبة؛ فقد لا يستمرّ تأثيرها الإيجابيّ في تحقيق المطلوب منها. التعاون: هو الوسيلة التي تساهم في تعزيز التفاعل بين المتطوّعين؛ بسبب الاختلاف في المهارات والخبرات بينهم، فيُساعد التعاون على سدّ الحاجات المرتبطة بالمهارات المتنوعة عند المتطوّعين. مجالات العمل التطوعي تتنوَّع المجالات الخاصّة بالعمل التطوُّعي، حيث إنّها تتمثّل بما يأتي:
المجال التعليمي والتربوي: حيث يتضمّن الاهتمام بعدّة أمور، مثل: التعليم المنزليّ، ومحو الأمّية، وبرامج الصعوبات الخاصّة بعمليّة التعلُّم، وغيرها من الأمور. المجال الصحّي: حيث يشمل هذا المجال عدّة نواحٍ، كالإرشاد الصحّي، والنفسيّ، والعناية الصحّية، ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصّة، وخدمة المرضى، وغيرها.
المجال الاجتماعيّ: حيث يهتمّ هذا المجال بعدّة أمور، من أبرزها:
رعاية كلٍّ من المرأة، والأطفال، والأحداث، وكبار السنّ، والأيتام، بالإضافة إلى مكافحة التدخين، والإرشاد الأسريّ، وإعادة التأهيل لمُدمني المخدِّرات، ومساعدة الأُسَر الفقيرة، والمُشرَّدين، وغيرها. مجال الدفاع المدنيّ: وهو مجال يشمل عدّة أمور، من بينها: المساعدة أثناء الكوارث الطبيعيّة، وفي أعمال الإغاثة، وفي الإسعاف، وغيرها من النواحي الأخرى. المجال البيئيّ: حيث يُعنى هذا المجال بالمحافظة على الغابات، والمتنزَّهات، والشواطئ، ومكافحة التلوُّث، والتصحُّر، وغيرها من الأمور.