12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

مدينة الـ ٥٨ عام من الإحتراق

2020/10/06 08:24 PM | المشاهدات: 704


مدينة الـ ٥٨ عام من الإحتراق
إسراء نشأت عبد الرازق

 
مدينة مصنفة عالميًا من أغرب المدن ذات الأحداث المُبهمة ، كما عُرفت أيضًا بـ ( مدينة الأشباح ) .. إنها مدينة سينتراليا أو Centralia الموجودة في بنسلفانيا 
وتبدأ سلسلة الأحداث الغريبة في عام ١٩٦٢م ، في أحد المناجم الموجودة بالمدينة والذي حدث به حريق ضخم مفاجيء ، لا يعلم أحد كيف بدأ هذا الحريق ولماذا يستمر مهما مر عليه الوقت رغم محاولة السيطرة عليه إلا أن محاولاتهم إنتهت بالفشل ، حيث إكتشفوا أن هذا المنجم متصلاً بعدة دهاليز أسفل المدينة ، ولذلك أصبح الحريق ضخمًا أكثر مما توقع الناس ، وبطريقة لا يستطيع أحد السيطرة عليها ولذلك فُتحت أكثر الأراضي في المدينة وأسفل المنازل النيران والتي استطاعت أن تلتهم عددًا كبيرًا من المنازل 
أما بالنسبة لأول ضحية بشرية في مدينة سينتراليا فهو طفل صغير عمره حوالي ١٢ سنة .. فتخيل معي الآن ما تعرض له هذا الطفل ! 
كان الطفل واقفًا في حديقة منزله ، وإذ فجأةً تُفتح حوله فجوة دائرية ووقع الطفل فيها والذي كان عُمقها حوالي ١٤٧ قدمًا ، فاحترق الطفل حيًا ..
ولم تكُن هذه هي الحادثة الوحيدة فقط ، وإنما لجميع المنازل المحيطة بمنزل هذا الطفل بالسكان أيضًا ، فاحترق الكثير من الناس وهم أحياء بالإضافة إلى إحتراق الحيوانات بمختلف أنواعها .. لقد قضت النار على كل ما كانت تُقابله مهما كان !
ونتيجة لذلك إضطر الكثير من الناس أن يهربوا مُسرعين ليستطيعوا النجاة بأرواحهم دون أن يصطحبوا معهم أي شيء يُذكر ..
كان تعداد سكان هذه المدينة ما يقرُب من الـ ١٠٠٠ شخص ، أما الآن فهم ١٠ أشخاص فقط 
وتحتوي المدينة على عدة منشآت مثل : مستشفى ، مدرسة ، ... وغيرها من المنشآت ، وتُعتبر المدينة مدينة مهجورة ومنعزلة 
ولكن الغريب هُنا أنها منذ بداية تلك الأحداث وحتى الآن في وقتنا هذا ويومنا هذا أسفل المدينة يحترق .. 
مر ٥٨ عام وأسفل المدينة يزداد في الإحتراق يومًا بعد يوم ولا يهدأ أبدًا 
ظلت الجثث في مكانها ، ظلت مدفونة مكانها .. وحتى القبور التي كان مدفون بها الناس قبل ذلك الحادث ما زال يتصاعد منها الدخان وأسفلها النيران 
ونظرًا لقلة سكان المدينة فأصبحت عبارة عن غابة مختلطة بالأشجار الكثيفة وبقايا المنازل المُحترقة ..
ومن أهم معالم المدينة بل والمعلم الوحيد الموجود بها دون أن ينهار ، هي كنيسة سينتراليا الموجودة أعلى تل سينتراليا والذي يحيط به العديد من القبور المحترقة التي يتصاعد منها الدخان 
وعندما تم فحص معدلات الوقود من قبل صاحب محطة وقود كانت موجودة في المدينة وُجد أن درجة حرارة الوقود كانت حوالي ١٧٩ درجة ، على الرغم من أن درجة الحرارة الطبيعية للوقود المُخزن يجب أن تكون ٥٥ درجة فقط ..
من ضمن الأضرار التي تسبب بها الحريق تشقق الطريق السريع للمدينة وخروج الدخان منه ، ونتج عن ذلك خروج غاز أول أكسيد الكربون السام الذي كان من الأسباب المهمة المتسببة في هجرة سكان المدينة بالكامل 
وبمرور الأيام .. حاولت الحكومة أن تقوم بترميم ما خُرب من المدينة وإعادة فتحها مرة أخرى ، ولكن كل المحاولات لم تنجح ، فكل مرة يتم ترميم منطقة تُعاد الشقوق بها مرة أخرى وتنهار ..
صُنفت المدينة من أكثر المناطق المرعبة والخطيرة في العالم وأن من يزورها يُمكنه أن يذهب إليها في النهار فقط لأنها ليلاً مُرعبة أكثر مما يتوقع أي شخص ، حيث ذُكر عنها أنك أثناء سيرك في أرضها وإقترابك من مقابرها تُفتح فجأة فتحات في الأرض وأسفلها لهيب شديد ينتظر كل من يحاول الإقتراب .