اسم يدل على الرقة والعطف والرأفة، وتُطلق على الرزق والغيث، والمقصود برحمة الله عطفه وإحسانه.
اقرا ايضا: يجوز الذهب للرجال
شرح التعريف:
وصف المولى سبحانه نفسه بالرحمة؛ فهو الرحيم بعباده وحده دون سواه، ورحمة الله لا تُماثل رحمة المخلوقين، ولا شك أن رحمة الله تعالى لا يضاهيها شيء؛ فهي تفوق كل شيء.
اقرا ايضا:خلق الإنسان
تنبية: أمرنا الله برحمة المساكين ورحمة الضعفاء وكذلك رحمة الحيوانات؛ فالرحمة هي من أفضل الصفات الحميدة التي يمكن للأشخاص أن يتميزوا بها.
اقرا ايضا:الصحة والفراغ
اولآ: رحمة الله في القرأن الكريم:
رحمة الله تعالي عمّت وعظُمتْ حتى وسعت كلّ شيء؛ فتنعّم بها كل حيّ، مصداقاً لقولهﷻ: ﴿وَرَحمَتي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ ﴾، وقد كتب على نفسه الرحمة؛ فهو أرحم الراحمين، ورحمته أبداً تغلب غضبه، وقد أثنت الملائكة على الله سبحانه بهذه الصفة، حيث يقولﷻ: ﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ﴾.
ثانيا: رحمة الله فى السنة النبوية:
رحمة الله ليست كرحمة المخلوقين؛ فاللهﷻ خلَق الرحمة، وأودع في الخلق جزءاً من رحمته، وأمسك عنده تسعةً وتسعين جزءاً كما ذُكر في الحديث النبوي الشريف؛ فقد قالﷺ :
«إنَّ لِلَّهِ مِئَةَ رَحْمَةٍ أَنْزَلَ منها رَحْمَةً وَاحِدَةً بيْنَ الجِنِّ وَالإِنْسِ وَالْبَهَائِمِ وَالْهَوَامِّ، فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ، وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ، وَبِهَا تَعْطِفُ الوَحْشُ علَى وَلَدِهَا، وَأَخَّرَ اللَّهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً، يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَومَ القِيَامَةِ».
اقرا ايضا: قيام الليل
كان الرسولﷺ يجلس بين صحابته فبتسم!
فقالو: ما أضحكك يارسول الله!
قالﷺ : رأيت ربي وقد أجلس بين يدية خصمان.
فقال أحدهما: ياربي إن هذا ظلمني فخذ لي حقي منه.
قالﷻ: لماذا !
قال الرجل: أعطني من حسناته بقدر ما أسائني.
قالﷻ: ليس لديه حسنات.
قال الرجل: خذ من سيئاتي.
قالﷻ: أو يرضيك أن تكون لك سيئة!
قال الرجل: إذاً ياربي ماذا؟ كيف اقتص منه؟
قالﷻ: انظر يمينك!
فنظر الرجل إلى يمينه فوجد قصوراً وبساتين وجنان، مالا عينٍ رأت.
قال الرجل: لمن هذة ياربي!
قالﷻ: لمن يدفع ثمنها.
قال الرجل: وما ثمنها ياربي!
قالﷻ: أن تأخذ بيد أخيك إلى الجنة.
قال رسول اللهﷺ : فعجبت من ربا يصلح بين عباده، ما أعظمك ما أكرمك يا أرحم الراحمين.
اقرا ايضا:دقات على أبواب السماء
حث الرسول على صفة الرحمة في أحاديث عديدة ليدل على أن الرحمة في الإسلام مقدَّمة على الغضب، والرفق واللين مقدَّمٌ على الشدة والقسوة، قال عليه الصلاة والسلام:
«إنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتابًا قَبْلَ أنْ يَخْلُقَ الخَلْقَ، إنَّ رَحْمَتي سَبَقَتْ غَضَبِي، فَهو مَكْتُوبٌ عِنْدَهُ فَوْقَ العَرْشِ».
