12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

المقرنصات

2020/10/02 07:28 PM | المشاهدات: 1533


المقرنصات
ليلي كمال يسن

 

 

هو عنصر من عناصر العمارة الإسلامية المميزة لها يشبه المقرنص الواحد اذا أخذ مفصولا عن مجموعته محرابا صغيرا،  أو جزاءا طوليا منه، وتتعدد أشكاله وأنواعه ولا يستعمل الا متكاثرا،  متزاحما بصفوف مدروسة التوزيع والتركيب،  متجاورة متعالية،  حتى لتبدو كل مجموعة من المقرنصات وكأنها بيوت النحل أو أقراص الشهد تتلاصق خلاياها وتجمع بين عناصرها خطوط وكتل متناغمة،  رياضية التصميم،  متناهية فى الدقة تؤدى وظيفة معمارية محددة،  ودورا زخرفيا جماليا يتجاوز كل الحدود،  وكأنها منحوتات سريالية ذات مدلول رمزى وبعد ماورائى. 

ومع المقرنصات المساحات لا تنتهى،  بل يصل بعض الجدران ببعضها الآخر وبالسقوف والقباب والشرافات،  ولا يتوقف النظر عند حد كأنها مرتبطة بزخارف الأرابيسك التى لا بداية لخطوط زخارفها ولا نهاية أو أنها جاءت لتغطية فراغ الكتل نحتا،  كما ملأ الأرابيسك المساحات رسما ونقشا. 

وتغطى المقرنصات المجالات المقعرة والتقاء السطوح الحادة الأطراف فى الأركان بين السقف والجدران وأسفل الشرفات فى القصور والمأذن وروؤس مداخل المنابر،  وتقضى ايضا مناطق الأنتقال المفاجئ من مربع قاعدة القبة الى الدائرة وقد هيمنت بشكل خاص على الحنايا الركنية وسماء القباب وطاساتها الخارجية. 

ويرجع اصل المقرنصات الى بلاد الفرس ومن هناك انتشرت الى سائر بلاد الخلافة، ويبقى مسجد الجمعه فى أصفهان على مر العصور من اروع الآثار المقرنصة وأقدمها والتى يعود تاريخها الى القرن الخامس الهجرى (الحادى عشر الميلادى) ولكن ربما عادت اصولها الى قرنين أو ثلاثة قرون سبقت تأسيس مسجد الجمعه، كما تدل الحفريات التى جرت مؤخرا فى إيران أيضا وفى نيسابور على وجه التحديد. 

وقد عرفت المقرنصان عصرها الذهبى فى القرنين الثامن والتاسع الهجريين (الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين) فى الأندلس. 

ومن أروع نماذج المقرنصات سقوف قصر الحمراء، وتيجان أعمدة مدرسة العطارين وقبابها فى فاس،  حيث كثر استعمال المقرنصات المتدلية او الدلايات والتى كان قد عرفها المعمار المشرقى، وظهرت فى المبانى السلجوقية المملوكية فى إيران وتركيا ومصر والشام.