12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

مقبرة السفن .مثلث برمودا المصري . الجزء الأول

2020/09/28 04:54 PM | المشاهدات: 2441


مقبرة السفن .مثلث برمودا المصري . الجزء الأول
منة الله محمد


الكثير من الأماكن حول العالم تُعد منطقة محظورة، بسبب وجود ظواهر غريبة لا يوجد لها تفسير أو سبب، وتعد أماكن مقابر السفن من الأماكن المحظورة والمرعبة. 
وحين نقول مقبرة سفن يعتقد الجميع أنه حينها سوف نتحدث عن مثلث برمودا المتواجد في المحيط الأطلنطي، أو جثث الإبل أسفل سفن بحر آرال، أو حتى سنتناول قصص حوض سفن ينو يارد الصينية، ولكن الجميع يغفل عن مثلث أبو النحاس والمعروف بمقبرة سفن البحر الأحمر.
على بعد حوالي ٣٥ كيلومترًا غرب جزيرة شدوان أمام مدينة الغردقة، تقع منطقة مثلث برمودا المصري، والتي أشتهرت باسم شعاب أبو النحاس، وهي على هيئة مثلث كمثلث برمودا. 
وتعد أبو النحاس منطقة بحرية ولكن لا تعج برحلات السفن، إذ تُعتبر مقبرة للسفن التي تمر بها، فلا تأخذ السفينة يومًا أو اثنين وتختفي، والغريب أنها منطقة هادئة منعدمة الدوامات المائية عكس المتعارف عليه عن مثلث برمودا الأطلنطي، ولكن عُرفت منطقة أبو النحاس بالشعاب المرجانية المميتة، وهي خطر كبير جدًا على السفن، حيث تحتوي الشعاب على أذرع لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، ولكنها تتواجد بالفعل في ممرات السفن. 
وبالرغم من هدوء المنطقة إلا أن قاعها ممتلئ بالسفن العملاقة والتي حتى اليوم لم يتمكن الباحثون والمستكشون من إحصاء عددها، ولكن يُجزم أن عددهم يصل حتى الآن إلى سبعة سفن ضخمة، ويقع بعضها على عمق أكثر من ٣٠ مترًا، لكنها منطقة هامة جدًا للغوص والاستكشاف على مستوى العالم. 

وكانت عبارة "المنطقة نحس على السفن" متداولة بين الغواصين والصيادين وإجابة على كل من يسأل عن المنطقة، حيث أنهم يربطون مصير السفن وغرقها وخروجهم عن المسار الصحيح  بالنحس والشؤم، مما جعل اسم المنطقة يُعرف بأبو النحاس، إلا أن الكثير ينفي هذا ويؤكد أن اسمها مكتسب من غرق أول سفينة بالمنطقة والتي كانت محملة بالنحاس. 

وكانت أول وأشهر السفن الغارقة بمثلث أبو النحاس هي السفينة بريطانية "إس إس - كارناتيك" عام ١٨٦٩م، والتي كانت متجهة إلى الهند ومحملة ببضائع من الذهب والنحاس والخمور والقطن، كما أن حطام هذه السفينة هو أشهر وأقدم حطام موجود بالمنطقة، وكانت السفينة من أسباب تسمية المنطقة بأبو النحاس.
أما السفينة العملاقة الثانية فكانت أيضًا بريطانية، وكانت لعتاد عسكرية مشاركة في الحرب العالمية الثانية ومحملة بالسلاح والمعدات الحربية، وتُسمي "ss-thistlegorm" وكانت متجه لشمال أفريقيا عام ١٩٤١م، والتي غرقت أيضًا في نفس المكان، وهي موجودة حتى الآن في قاع أبو النحاس بما كان عليها من أسلحة وعربات حربية ومعدات وموتوسيكلات.
وبالقرب من السفينة العملاقة الثانية، ترسو السفينة التجارية اليونانية التي كان اسمها "كريسولاك" فوق الشعاب المرجانية وتحيط بها العديد من الأسماك الملونة، وكانت السفينة محملة بشحنة من الأحجار والبلاط حين اصطدمت بشعب أبو النحاس، وكان ذلك عام ١٩٧٨م. 
 وفي نفس العام كان هناك سفينة ألمانية تدعى "كيمون إم" غرقت بنفس المنطقة، وتعد من أجمل السفن الغارقة، كما أن سقفها يقع على عمق ٦ أمتار من سطح البحر أما قاعها فيوجد على عمق ٣٢ مترًا.
 أما عام ١٩٨١م فكانت السفينة اليونانية التي تُدعي "تشريسولا كيه" متجهة إلى السعودية محملة ببلاط من السيراميك، ومرت على مثلث أبو النحاس وغرقت بعد يومين فقط من إبحارها، وحتي الآن مازالت السفينة محتفظة بصناديق البضاعة التي كانت محملة بها موجودة سليمة في قاع البحر. 
ولم تسلم اليابان من شعاب أبو نحاس، ففي عام ١٩٨٣م كانت السفينة "غيانيس دي" التابعة لشركة شحن يابانية متجهة من كرواتيا للسعودية بشحنة من الأخشاب، وفي طريقها كانت تمر بممر شحن ضيق، وبمجرد دخولها إلى المياه المفتوحة سلم القبطان الدفة إلى أحد الضباط، ولكن لم يستطع الضابط التحكم بالسفينة التي انحرفت عن مسارها وأندفعت لمثلث أبو النحاس مما تسبب في غرقها.
وكانت آخر السفن الغارقة بالمنطقة هي السفينة الألمانية التي تُدعي "أولدن" والتي غرقت في نفس المكان ونفس الطريقة، ولكن غرقت عام ١٩٨٧م.