12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

وكأنَ شيئًا لمْ يَكُن.

2020/09/23 12:24 PM | المشاهدات: 1279


وكأنَ شيئًا لمْ يَكُن.
أميرة عاطف

أهم أنواع الكتمان هو كتمان ألم قولٍ أو فعلٍ وِجِه لك، فهذا يعد من أصعب الأشياء التي  يقوم بها البعض و الأصعب منه هو عدم الإكتفاء  بالإخفاء فقط بل إظهار عكس هذا الشعور  فهذا يستنزف الشخص أكثر من أي شىء  كان، مثله مثل القابض على جمرة من نار ولا يرد إخفاء آلامها فقط بل يحاول إقناع الجميع أنها كقطعة الثلج  تشعره بالبرودة و الانتعاش في حين أنه من شدة نارها يكاد ينفطر من الألم!
 و من أنواع الكتمان أيضًا هو كتمان  الغضب والغيظ في وقت المشدات هو من أصعب الجهادات التي ممكن أن يفعلها المرء، في وقت المشدات يجب أن يهدى الإنسان ويتريث و يكتم غيظه قدر الإمكان، أنه لأمر صعب في وقته لكنك فيما بعد  تدرك أفضليته و إفادته لك ولمن معك


اقرأ أيضًا / أشياء تستحق التخلي والنسيان
 

أما كتمان الحزن والأسى فهو  عكس ما سبق  تمامًا  يضرك في الوقت الذي لا تبوح فيه و يضرك فيما بعد كلما تذكرت أنك كان لديك فرصة للبوح عما بداخلك ولم تفعل، تزيد عليك ضيقتك وخنقتك لما  تشعر به و لأنك أيضًا جعلت الحزن و الأسى مقتصرًا عليك أنت فقط لا تريد مشاركة احد إياه، ظنًا منك أنك على هذا الحال أقوى وأفضل أو أن ليس لأحدٍ ذنب أن يتقاسم معك شيئًا كهذا، ستظل على هذه الحال دون كلام دون تعبير تستطيع أن تخفي ما بداخلك من آلام و كلام ولكن إلى متى؟ انا أريد إجابة واضحة إلى متى؟ لكل إنسان منا طاقة  هذه الطاقة غير أبدية سوف يأتي عليها وقت وتنفز حينها، سوف ينكشف الستار عما بداخلك ولكن دون سابق تمهيد، سوف يفاجىء الناس بأن الوجه الهادئ الساكن الإنسان الذي كان لا يبدو عليه إلا السلام فجأة تحول وكأنهُ بركانٍ غاضب يُخرج ما به من حِمم مع أقل هزة ولكن حينها سوف تأذي الجميع و أولهم أنت..!
لن أقول أنك مخطىء فيما كنت تفكر فيه من عدم مشاركة أحدٍ أحزانك أو القرار بعدم الكلام و السكوت عما بداخلك من أحاديث و شعور، ولكن ما أقوله أنك لا يجب عليك أن تموت غيظًا من ثِقَل كلام تريد قوله ولا تعرف، من فرط ما أعتدت عليه من كتمان حزنك عن الآخرين حتى أقرب الأقربين إليك!


اقرأ أيضًا / كتمان المشاعر وتأثيرها على الإنسان
 

النوع الأخير هو كتمان لوم أو عتاب لشخص، هناك الكثير من الناس قليلون العتاب و اللوم  ربما يكون التفاهم و إخراج كل شيء أول بأول أمر سهل على من أعتاد فعله وصعب جدًا على من أعتاد الكتمان و السكوت، هذا النوع أصحابه لا يميلون إلى الدخول في نقاشات تبريرًا منهم أن الجميع يدرك ما يفعل و لا داعي لإرهاق نفسه، لا ننكر أن هذا جيد ولكن إذا كنت لا يعني لك الأمر فعلًا لكن عندما يتعلق الأمر بشخص قريب إليك، وفي داخلك شكوك و أفكار و ظنونًا شتى، حينها لا مفر يجب عليك أن تبوح بكل ما تريد مادام لا ضِرار، يجب أن تشاركه كل هذا، تبوح له عما فيك وحينها إما أن تتأكد منها وتنهيا ما بينكما، أو تكتشف أن هي ما إلا سوء ظن منك أو سوء تفاهم في عموم الأمر، حينها تتصافى معه ويحمل عنك الحمل ولو قليلًا، يُخفف عنك يطمئنك يكون لك فرصة أن تبدأ تحكي له أحزانك يوقينك أنك رغم كل هذا الكتمان بخير وأن هناك بصيص من الأمل في الدنيا أو على الأقل إن لم تقتنع بكلامه الذي يقوله عن الأمل والتفاؤل لأنه من وجهة نظرك "لا يؤكل عيش"، ستكون شاركته حزنك ولو قليلًا عرف كل ما بداخلك من كلام له


اقرأ أيضًا / كُن أنت ولا أحدًا سواك .!

 أخيرًا ما يجب أن يُفعل منا جميعًا الآن سواء أكان صعبًا أو سهلًا ، هو أن من لك عندهُ مظلمة و يحزنك قولهُ وتُسرّها في نفسك، اذهب و تحدث معه تفاهما، يسمع كلًا منكما الآخر، تأتيا بتفاهم حتى و إن ساءت الأحوال كثيرًا  ستكون كسبت نفسك و هذا أفضل مكسب، اذهب وتحدث عما يؤلمك مع أحد لا تكتم كل شيء و تحملهُ على عاتقك لا تبدو في شكلٍ غير الذي أنتَ عليهِ كُن هادئ من الداخل أيضًا،  ليس بالأمر الهين ولكنهُ يستحق العناء سلامتك النفسية أهم من أي شيء فك أسر نفسك ولا تجعل هذا الكتمان كطوق حول رقبتك، يضيق يضيق إلي أن لا تجد منهُ متسع، الدنيا أبسط من كل هذا التعقيد، فقط ابدأ بتفريغ أي شحنات سلبية داخلك وستكون على خير حال و ما يُرام.