رُزقَ كل منَّا بلسانٍ، وعقلٍ ليُخرجَ الكلامَ بميزانٍ ، فلو لم نكن ذوي عقلٍ، ما كان يُحمَل كلامُ أحدِنا محملَ صدق، فهو مجنون في حال من لا يُعاقَب، إذا ما قام بإثمٍ أو عدوانٍ، وطيْبُ القلبِ هو فطنُ العقلِ، حلو الحديث، يختار كل لفظة هو قائلها بكل حرصٍ وإمعانٍ.
اقرأ أيضاهم اساس كل نهضه
فذلك من هبات الله الذي لا يعطيها إلا للبشر، وليس مُحلَي بها كل إنسانٍ، فخيرُ من تكلم حين دُعي للكلام، أحسنهم في اختيار الألفاظ الحسان، وألطفهم في حجم صوته، مما يدل في نفسه علي الرزانة والاتزان.
اقرأ أيضاالموت
أحب الناس إلى الناس من يجيد فن الثناء، دون أن يخلط فيه بين الأمانة والرياء، فما أثْنى عليه، لابد وأن يكون مُستحَقَ الثناء، وليس أبغضهم من لا يجيد ذلك الفن، ولكن إذا ما قال أي شئ يُوحي بشكره وامتنانه، أو أن يقول في شئ رأيه دون أن يمتد إلى حد الثناء، فلا جرمَ عليه ولا هو جريم، فكثيرٌ منَّا لا يجد ما يقوله وقت الشكر فيقول: "لا أعرف ماذا أقول، لكن على كل حال شكرا لك "، فلا تستهنْ بكلمة واحدة إذا كنت تعجز عن مداومة الكلام بالشكر إلى حد الثناء الطويل.
اقرأ أيضاماذا قلت؟
قد يكون داخل قلب المرء كل الامتنان تجاه أحد، تجاه ما فعله له، لكن ما من شئ يعجزه عن قوله إلا اللسان، أو أنّ ما بداخل القلب أثقل من أن تكون طريقة التعبير عنه الكلام، فربما يبتسم فقط، ويقاوم حتى يقول" متشكر جدا "، دون أن يقول باقي الكلمات.
