12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

علم التشريح عند المصريين القدماء

2020/09/16 06:19 PM | المشاهدات: 1747


علم التشريح عند المصريين القدماء
مريم إبراهيم

 

سوف نتكلم عن علم التشريح ذلك العلم الذي نقلته الحضارة المصرية القديمة إلي مختلف العصور 

أولا (علم التشريح )
من المعروف أن المعارف المتعلقة بعلم التشريح لدي  القدماء المصريين  لم تكن متعمقة، وقد يرجع ذلك لقلة المعلومات عن الأمراض المتعلقة بالأعضاء البشرية نفسها، وكذلك عدم ممارسة عملية التشريح علي الجثث كنوع كنوع من التبجيل والأحترام لها، وكان يتعين على من يقوم بعملية التحنيط أن يعلم جيدا مكان الأعضاء، والتي انتزع بعضا منها وتم وضعها في أواني فخارية، وتم انتزاع المخ عن طريق الأنف ،أما عظام جدران التجويف الأفقي فكان يتم استخراجها بواسطة خطاف مخصص لهذا الغرض، والشخص الوحيد الذي مارس عملية التشريح هو إيروفيلو في الإسكندرية  من العصر البطلمي، ولكن يظل علم التشريح بهذا الأسلوب المتفردا حكرا علي العصر الفرعوني، وكذلك احتوت برديات "إيبرس، برلين، سميث،علي بعض الفقرات من علم التشريح، ومن الواضح أن من كثرت الأصابات الناتجة عن العمليات العسكرية، وكذلك إصابات العمل أعطيت لدي الطبيب المصري القديم نوعا معينا من المعرفة التشريحية، والمصري القديم أطلق علي بعض أجزاء الجسم بعض المسميات فكان للقلب اسمان(ib،Haty)،وأطلق علي المعدة اسم( r-ib)  أي فم القلب، وأطلق علي الكبد اسم(miset)،وأطلق علي المثانة اسم(sheptyt)،وأطلق علي المعدة أيضا اسم (kab)،وأطلق علي الطحال اسم(Neneshem)،وأطلق علي الرحم اسم(lemet )،وأطلق علي الكليتين اسم(Geget)،نجد في بردية سميث (الحالة رقم ٦)أول وصف دقيق للمخ وهو العضو الأكثر صعوبة من حيث القدرة علي رؤيته فقد تمت الإشارة إليه باسم(باطن الجمجمة )إذا قمت بفحص أحد الأشخاص به جرحا مفتوح في رأسه يصل حتي عظام الجمجمة بينما الجمجمة مفتوحة والمخ يبدو أمامك، يتعين عليك تحسس هذا الجرح وسوف تشعر بما يشيه الذبذبات أو النبضات تحت أصابعك مثل الجزء الرخو علي قمة رأس الطفل حديث الولادة وهو مايعرف بالغشاء الأمامي قبل إكتمال نموه(تلافيف المخ )،ونجد أيضا في بردية سميث(الحالة رقم ٦)نجد مايوضح أن المخ مغطي بغشاء متلف وهو مايعرف بالأم الجافية وكان محاطا   بسائل، وفيما يتعلق بالقطع الموجود في رأس الجريح والذي يظهر المخ، فإن هذا القطع يكون كبيرا بالقدر الذي يسمح برؤية الغشاء الذي يحيط بالمخ داخل الجمجمة. 


ثانيا(كيفية توزيع الأوعية الدموية في جسم الأنسان طبقا لبردية إيبرس وبردية برلين )

 

ونجد في الفقرتان رقم ٨٥٤و٨٥٦من بردية إيبرس والفقرة رقم ١٦٣من بردية برلين نجد وصف لتوزيع الأوعية الدموية في جسم الأنسان وبهذا يمكننا التعرف على بعض الأوعية الدموية وبعض القنوات ذات الطبيعة المختلفة مثل الحالب أو الأنسجة العضلية والعصبية، عند مرور الدم تمت دراسة الهواء والمخاط والبول  السائل  المنوي وطبيعة ذلك الدم الذي ينقل الأرواح الشريرة ونشاطها المخرب، حيث وجد أن الشرايين تحتوي على هواء علي الرغم من ظهورها فارغة في جثمان المتوفي كان هذا هو الأعتقاد العام السائد في ذلك الوقت وقبل ظهور دراسات جالينوس وهو واحد من عظماء التشريح وعاش في القرن الثاني الميلادي الذي اوضح الدور الحقيقي للشرايين، ويري برستيد أن الأوردة الموجودة أسفل الترقوة ويبلغ عددها اثنان طبقا لبردية سميث، أحدهما يوجد الشمال والآخر يوجد جهة اليمين، وهما يتصلان بالرئتين  ويشبهان إلي حد كبير الشعبتين الهوائيتين والتي تقسمهما القصبة الهوائية، وبالنسبة لعدد هذه الأوعية في جسم الأنسان لايوجد اتفاق تام حول العدد الاجمالي لهذه الأوعية الدموية  ١٢(طبقا لبردية إيبرس) و٢٢(طبقا لبردية برلين) وكل هذه الأوعية تتصل بالقلب حيث تتوزع عند الأنف وتتجمع مرة أخري عند الشرج(طبقا لبردية إيبرس )وهذا التأكيد يبدو غريبا إلي حد ما فهو لم يراعي الواقع التشريحي ولكنه ربما يكون تفسيرا مرتبطا بالمواد الضارة(الفضلات)التي تفرزها الأمعاء،نجد أيضا أن الأوردة المتصلة مباشرة بالعين وعددها اثنان ربما تكون مايعرف بالعصب البصري، الأوعية المتصلة بالأعضاء العلوية المرتبطة بالنبض وعددها ستة قد تتطابق مع شرايين الذراع، والأوعية الموجودة في منطقة الحوض وعددها اثنان وهما يحملان البول(طبقا لبردية إيبرس ) وربما يرتبط بالحالب الأوعية الموجودة في الخصية وعددها اثنان وهما يحتويان علي السائل  المنوي(طبقا لبردية إيبرس )،أما فيما يتعلق بالأوعية المتصلة بالكبد وعددها أربعة(طبقا لبردية إيبرس )فربما تكون كالتالي(الوريد الأجوف السفلي والوريد البابي والشريان الكبدي وقناة الصفراء ،ويلاحظ أيضا أن التأكيد على نفس الحياة وهو مايعرف بالشهيق يدخل من الشمال، ونفس الموت أي الزفير ويخرج من اليمين ينطبق هذا مع معتقد الوجود الأزالي أو الحياة الأبدية.