الملابس في مصر القديمة

سوف نتحدث عن إحدي ضروريات المصري القديم وهي الملابس)

"أولا(كيفية صناعة الملابس في مصر القديمة)

كانت الملابس عادة تصنع من غزل الكتان الذي يعد من أقدم الصناعات التي مارسها المصري القديم خاصة المرأة، وترجع للعصر الحجري الحديث، وكانت زراعته دائما تتم بعد فصل الفيضان، وعند الحصاد وكانت تنزع السيقان الطويلة من الأرض ثم تجمع في حزم وتترك للشمس حتي تجف ثم تنقع في الماء لعدة أيام لتلين، ثم تسلق في ماء مغلي في أوعية كبيرة من الفخار لتنزع القشرة الخارجية عن الألياف الداخلية الطويلة، ثم تطرق العيدان بمطارق خشبية، وكانت المرحلة التالية تتمثل في تنظيف الألياف وتمشيطها جيدا ثم تبرم الأطراف سريعا أو تجدل بالمغزل، وكانت هذه العملية تتطلب مرونة ومهارة ربط الألياف المستخرجة مع بعضها لإعداد الخيوط الطويلة، ثم تبدأ بعد ذلك مرحلة أخري وهي إعداد الخيوط للغزل لتحويل الخيوط الخام إلي خيوط ناعمة، وعرف المصري القديم النول الأفقي، ومن أروع المناظر التي تصور عملية النسج ذلك المنظر الموجود بمقبرة خنوم حتب الثاني من الأسرة الثامنة عشرة ببني حسن، وهو لنساء ينسجن علي نول أفقي بجوارها أخريات يقمن بتنظيف الألياف، وكان للمرأة إسهام كبير ومشاركة في كافة مراحل الصناعة والدليل علي ذلك وجود عدد من المناظر التي تصور هذه المراحل في مقابر الدولة الوسطي في بني حسن. 

"ثانيا(الأدوات المستخدمة في عملية الغزل والنسيج)

١-المغزل:- وقد ورد اسم المغزل وشكله في المناظر التي تمثل صناعة النسيج في مقابر بني حسن والبرشا، وقد عثر علي نماذج منه في مقابر طيبة وهي حاليا محفوظة بالمتحف المصري، ويتكون المغزل من قرص مستدير من الخشب، مركب علي قائم رفيع ينتهي بطرف مدبب للتمكين من إدارته بسهولة. 

٢-العمود :-هو ذلك العمود الذي نراه في مقبرة خنوم حتب في بني حسن ،والذي علقت فيه إحدي علامات الغزل المغزل (خسف)

٣-نول النسيج:-لم يعثر حتي الآن علي كل الأجزاء الفعلية المكونة للنول المستخدم في عملية النسيج في مصر القديمة، ويتكون النول من عارضتين خشبيتين مثبت فيهما خيوط طويلة تسمي (خيوط السداة)وكان هناك نوعان من الأنوال وهما نول رأسي ونول أفقي، وكان النول بشكل عام يطلق عليه كلمة(mr).

٤-أدوات تنعيم وتمشيط النسييج:-
وصلتنا العديد من هذه الأدوات التي كانت تستخدم لتنعيم الخيط وتميشطه، وكانت تصنع من الخشب أو من الحديد، ولها سنون يختلف عددها من مشط لآخر، وكانت عملية التمشيط هي العملية النهائية لألياف الكتان، والتي تكون بعدها تلك الخيوط جاهزة للغزل، وكانت خيوط الألياف هذه ذات لون رمادي فاتح بعد تمشيطها. 

٥-بكرة الخيط:-وعندم يصبح الخيط جاهزا للأستعمال، كان يلف حول بكرات صغيرة اتخذت شكلا أسطوانيا عموديا، وقد عثر علي  العديد منها وهي محفوظة حاليا بالمتحف المصري، وهي تشبه في شكلها العام البكرات الخشبية المستخدمة حاليا، وكانت تصنع عادة من الخشب، وأحيانا من الطمي، وكان المصري القديم قد استخدم الأواني الفخارية منذ الأسرة الثانية عشرة كبكرات تلف عليها الخيوط بدلا من البكرات الحقيقية. 

ثالثا(أماكن صناعة الملابس)
كانت صناعة الملابس في مصر القديمة تمارس في كل من المنازل، والمصانع،والقصور، والمعابد وغيرها من الأماكن المختلفة. 

رابعا(الأزياء المختلفة لطبقات المجتمع المصري القديم)

(١)زي الأطفال:- في أغلب الأحوال كان الطفل يصور وهو عاري ويضع أصبعه في فمه. 

(٢)الزي الملكي:-الزي الملكي كان أغلي الأزياء وأثمنها، وكان يحلي بزخارف نسجت بخيوط ملونة أو مطرزة، أو بإضافة قطع نسيج في أطراف الثوب مزودة بالذهب. 

(٣)زي الكهنة:-كان عبارة عن رداء طويل من جلد الفهد يلفه الكاهن حول جسده ويعلق الجزء العلوي أعلي الكتف. 

(٤)زي كبار رجالات الدولة:-كانت ملابس كبار رجالات الدولة ذات الثنايا أو الخيوط المبرومة. 

(٥)زي العمال والحرفيين:-كان العمال شأنهم شأن غيرهم من فئات الموظفين يتسلمون ملابس خاصة بالعمل وهي السروال، والنقبة القصيرة، أما الرؤساء فيرتدون نقبة طويلة أو شالا كبيرا يسمي (دابو ).

(٦)زي الشرطة والجيش:-اختلف زي الشرطة  بإختلاف الرتب والوظائف، فكان الرماة والجيش يرتدون نقبة قصيرة حمراء عليها زخارف خضراء، وأتخذوا شرائط بيضاء للشعر ملفوفة حول الرأس. 

(٧)زي الخدم:-أما عن ملابس الخدم فقد اختلفت بإختلاف مراتب الخدم إلا أنها كانت تشترك في أغلب الأحيان بإرتداء نقبة طويلة أحيانا ونقبة قصيرة أحيانا أخري وبعض الأساور رديئة الصنع، والجزء العلوي ومنطقة الصدر عارية وباروكة شعر ملفوفة برباط علي الظهر حتي لا تعطل الخادم أثناء عمله.