12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

العز بن عبد السلام

2020/08/23 02:52 PM | المشاهدات: 638


العز بن عبد السلام
شريف هاشم

إذا طرق العدو بلاد الإسلام وجب قتالهم، وجاز لكم أن تأخذوا من الرعية ما تستعينون به على جهادكم، بشرط ألا يبقى في بيت المال شيء، وبشرط أن يؤخذ كل ما لدى السلطان والأمراء من أموال وذهب وجواهر وحُليّ، ويقتصر الجند على سلاحهم ومركوبهم، ويتساووا والعامة…
 قبر سلطان العلماء وعز الرجال العز بن عبدالسلام 
إقرأ أيضا 
...... صلاية نعر مر
 وهوسلطان العلماء أبو محمد عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السُّلَمي الدمشقي، أحد أبرز العلماء العاملين الأعلام، اشتُهر بزهده وجرأته في الله، وعُرِفَ ببائع السلاطين، وذلك عندما أفتى أن يباع أمراء المماليك ويُرَدّ ثمنهم إلى بيت مال المسلمين، 
ولد العز بن عبد السلام في دمشق سنة 577هـ، وتوفي في القاهرة، سنة 660هـ عن عمر يقارب الثلاثة والثمانين عاماً ومدفنه بسفح المقطّم. وكان على المذهب الشافعي مذهبه الأصلي وفي أخر عمره، أصبح لايتعبد بالمذاهب، حيث أنه أفتى بما أدي إليه إجتهاده، 
وقد نشأ في أسرة فقيرة الحال، فلم يتهيأ له أن يتعلم صغيراً، إلا أنه حين بدأ التحصيل أقبل عليه بهمة لا تعرف الملل، وفؤاد ذكي، وتطلُّع إلى رضوان الله، ففاق الأقران، وصار عَلَم الزمان!.
إقرأ أيضاً 
...... الملك كريستيان التاسع ملك الدنمارك
عز الرجال أشتهر بمواقفه العظيمة في إحقاق الحق وإنكار المنكر، وبالأخص مع حكام عصره، ذلك الصراع الذي كان بين حاكم دمشق “الصالح إسماعيل بن الكامل” وبين أخيه “نجم الدين أيوب” سلطان مصر آنذاك حتى أن حاكم دمشق وصل به الامر إلى أن حالف الصليبيين، ليس هذا فحسب بل وأعطاهم بيت المقدس وطبرية وعسقلان، ومما زاد الطين بلة أنه وعدهم بجزء من مصر، إذا هم أعانوه على أخيه نجم الدين أيوب، فكان عز الرجال آنذاك إماماً للمسجد الأموي ومفتي دمشق، فصعد المنبر في يوم الجمعه وهاجم السلطان في خُطبة الجمعه ، فأمر بعدها السلطان بعزله واعتقال وبعد أن أُفرج عنه إتجه إلى مصر في سنة 639همن الهجرة وكان يبلغ من العمر  62 عام فرحّب به نجم الدين أيوب وكان سعيد جدا بقدومه أرض مصر ومن ثم ولاه الخطابة والقضاء.
شيخ الإسلام العز بن عبد السلام شارك في معارك عظيمه، شارك فيها بلسانه وبيده أعزه الله، ومن اهم مواقفه ومشاركاته في المعارك ذان دوره في معركة المنصورة، بعدما رجع من دمشق ذهب يدعو إلى الجهاد ضد الصليبيين وضد التتار، وفي هذا الوقت تعرضت مصر إلى حملة صليبية جديدة في سنة 647هـ وكان الجيش الصليبي عظيم العدد والعُدة، يقوده لويس التاسع ملك فرنسا، فسرعان ماستولوا على دمياط ثم اتجهوا إلى القاهرة حتى وصلوا إلى المنصورة، وفيها دارت معارك هُزم فيها جيش الحمله وتمأُسِرَ لويس التاسع ومعه كبار قواده، وحبسوا في دار ابن لقمان،وكان العز بن عبد السلام عز الرجال في قلب هذه المعركة، حيث أنه اشترك فيها بلسانه ويده. 
إقرأ أيضاً
..... تحتمس الثالث
شيخ الإسلام العز بن عبد السلام قال فيه الإمام الحافظ شمس الدين الذهبي: " وقرأ الأصول والعربية، ودرّس وأفتى وصنّف، وبرع في المذهب، وبلغ رتبة الاجتهاد، وقصده الطَّلَبةُ من الآفاق، وتخرّج به أئمة، وله التصانيف المفيدة، والفتاوى السديدة" . 
ألقى دروساً في التفسير، وله تفسير كامل للقرآن الكريم، واختصر تفسير المارودي (النكت والعيون) وألَّفَ في متشابه القرآن كتابه {فوائد في مُشْكل القرآن} 
قال أبو الحسن الشاذلي عن شيخ الإسلام العز بن عبد السلام : ماعلي الأرض مجلس في الفقه أبهى من مجلس عز الدين  بن عبدالسلام رحمه الله تعالى
ومن أشهر وأبرز تلاميذه، عبد اللطيف بن العز بن عبد السلام، تاج الدين بن بنت الأعز، ابن دقيق العيد، ابن بنت العراقي 
وتوفى العز بن عبد السلام عز الرجال في زمن السلطان المملوكي، بمصر، بيبرس البندقداري في سنة 660ه‍ـ