شالي هي المدينة والقلعة القديمة في قلب واحة سيوة في الصحراء الليبية بمصر،
تعتبر من أهم المعالم الأثرية بالمنطقة، حتى إن كلمة "شالي" باللهجة السيوية تعني "المدينة الحصينة".
إن قرية شالي لم يكن لها سوى مدخل واحد بالجهة الشمالية منها؛ وكان ذلك من أجل القدرة على الدفاع عن القرية، ويسمى هذا الباب بـ "باب إنشال" أي باب المدينة، غير أنه وبعد مرور قرن من الزمان، تم إنشاء باب آخر بالجهة الجنوبية؛ يسمى "باب أثرات" أي الباب الجديد، وكان الباب الأخير هذا يستخدمه الأهالي الذين كانوا لا يرغبون في المرور أمام رؤساء القبائل الذين كانوا يعقدون مجالسهم بالقرب من المدخل الرئيسي للمدينة.
أقرأ أيضًا/أسرار الهرم الأكبر
تعتبر حصن قديم أثري، تم بناؤه من الطوب اللبن، خلال عصر المماليك؛ بالقرنين الثاني عشر والثالث عشر من الميلاد "السادس والسابع من الهجرة"، وذلك بغرض صد هجمات البدو، حيث كانت تسود الفوضى في ذلك الوقت، فالقبائل كانت تغار على بعضها البعض من أجل الغذاء، وهذا كان من أهم الأسباب التي دعت أهل سيوة للعمل على إقامة هذه القلعة لصد العدوان الذي قد تتعرض له.
وتم بناء القلعة على يد أربعين رجلًا من أهالي الواحة، وقد أقيمت على قمة صخرة عملاقة من طابق واحد، قبل أن تضاف إليها طوابق أخرى وصلت إلى خمس، فضلًا عن بناء سور عظيم يحيط بالمبنى؛ أما عن مادة بناء القلعة؛ فكانت من نفس مادة بناء القرية؛ فقرية شالي مبنية بشكل كامل من مادة الكرشيف، وهو عبارة عن خليط من الملح والطين ودعامات النخيل وأشجار الزيتون، وهذه الخلطة كانت عندما تجف تصبح شديدة الصلابة وعصية على الهدم والانهيار، وكان البناء بهذه المادة، يمنح المساكن الدفء في الشتاء والرطوبة .
واستمرت القلعة تؤدي دورها في حماية المنطقة، إلى أن جاء عصر محمد علي، عام 1805 فلم تعد هناك حاجة لها، فهُجرت، وقام سكان القرية بإقامة مبانٍ أخرى بالمناطق الأكثر اتساعًا، حول واحة سيوة، بل وقاموا بتفكيك الأبواب والنوافذ، والعناصر الحيوية الأخرى التي كانت بمنازلهم في شالي القديمة، ودفع هذا كله إلى تدهور قلعة شالي بشكل واضح على مر السنين.
أقرأ أيضًا/مؤسس طائفة الحشاشين
أهتمت بها وزارة السياحة والآثار وقامت بترميها بالتعاون مع إحدى الجمعيات الأهلية المهتمة بحفاظ على البيئة والتراث، بدعم من الاتحاد الأوروبى، واستمر العمل فى ترميم القلعة قرابة خمس سنوات، ليتم إفتتاح القلعة بعد الإنتهاء من الترميم بحضور وزراء مصريين وسفراء دول الاتحاد الأوروبي وكبار المسؤولين في مصر، وتضمنت الأعمال ترميم الأسوار التى انهارت، من عوامل التعرية على مر السنين، وفتح الشوارع والممرات بين المبانى داخل القلعة، وترميم جميع البنايات بها.
افتتح بها مركز للطفولة والأمومة بالقلعة ومركز عمارة الأرض.
ترميم مسجد أثرى والذى يعد أقدم مسجد تم إنشاؤه فى تاريخ واحة سيوة.
و عودة استقبال قلعة شالى أعدادًا كبيرة من الزائرين والسائحين بأعداد أكبر بعد الترميم.
أقرأ أيضًا/أصل جملة وحوي يا وحوي
يحيط بالمدينة سور متين البناء ليس له غير مدخل واحد يسمي "الباب إنشال" بمعني باب المدينة وفي الجهة الشمالية من سور المدينة يوجد الجامع العتيق وهو أقدم مسجد مبني بالطين في قارة أفريقيا، وتم افتتاحه في شهر ديسمبر 2015، وبعد مرور قرن من الزمان فُتح باب آخر في الجهة الجنوبية من السور قريباً من معصرة الزيت اسموه "باب أثرات" أي الباب الجديد وفٌتح باب ثالث بعد مرور قرن من الزمان سمي باب "قدوحــه" للنساء فقط.
تتضمن المدينة مسجد العتيق، ومسجد الشيخة حسينة المعروف بمسجد تطندي، بالإضافة إلى منازل المدينة وأطلال مبانيها.
وتضم مدينة سيوة القديمة "شالي" 6 آبار مياه عميقة كانت تخدم أهالي الواحة في الشرب، وتم الانتهاء من أعمال الترميم مما يجعل القرية مؤهلة للزيارة بما تحويه من أطلال، تعكس تاريخ المدينة وقيمتها التاريخية.