12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

دول بني الأحمر

2024/02/06 01:42 PM | المشاهدات: 102


دول بني الأحمر
كريم أحمد ماجد

أعلن محمد بن نصر بن الأحمر  نفسه سلطانا في أرجونة واستولى بعدها على العديد من المناطق والمدن جنوب الأندلس استطاع هو وابنه من بعده محمد الثاني  أن يدعما أركان دولتهم  مملكة عرف سلاطين بني الأحمر كيفية لعب سياسة التوازن ليجتنبوا المواجهة مع المرينيين حكام المغرب من جهة والقشتاليين حكام إسبانيا من جهة أخرى وقد بلغت الدولة أوجها الثقافي وأصبحت مملكة غرناطة مركزاً للحضارة الإسلامية في الأندلس. 

أقرأ أيضًا/مذبحة راية الصليب

_مؤساسهم  محمد بن يوسف بن نصر دولة بني الأحمر في غرناطة جامعا تحت حكمه ما تبقى من التراث الأندلسي رأى فيه الأندلسيون الأمل في انقاذ الأندلس من الانهيار واختار غرناطة لتكون عاصمة لملكه واضطر تحت الضغط القشتالي العنيف على مملكته أن يتخلى عن عدة مدن أهمها جيان مسقط رأسه وينضم تحت لواء ملك قشتالة ويصبح أحد تابعيه ويلتزم بمساعدته عند الحرب وهو ما حدث فعلا عندما ساعده على الاستيلاء على إشبيلية ضم إلى مملكته كل ما تبقى من أشلاء الدولة الأندلسية وضم مالقة وجبل طارق وجزيرة طريف والجزيرة الخضراء وأسس مملكة استمرت حوالي قرنين ونصف من ١٢٣٢ إلى ١٤٩٢م
خلفه ابن نصر ابنه محمد الثاني المعروف بالفقيه الذي رأى دفعا للضغط الأسباني أن يكرر ما فعل ملوك الطوائف وأن يستعين بسلاطين المغرب المرينيين واستطاعت الجيوش الإسلامية أن تعيد ذكرى انتصاراتهم عند إستجة وأجبروا ملك قشتالة ألفونسو العاشر على طلب الصلح وخلف محمد الفقية بعد وفاته محمد الثالث
تسريعا فمن أعظم الحكام الذين تعاقبوا على غرناطة اثنان هما أبو الوليد إسماعيل منذ عام (١٣١٤-١٣٢٥)م فقد انتصر ثانيا على ملك قشتالة شانجو الرابع بمساعدة السلطان المرينيي
_أما الثاني من كبار الملوك في غرناطة أبو الحجاج يوسف الأول الذي حكم من ١٣٢٥-١٣٥٢ م وفي عهده اوقف المرينيين مساعداتهم إلى الأندلس وبات واضحا أن على الأندلسيين أن يواجهوا مصيرهم بأيديهم وكانت آفة دولة بنى الأحمر هي تصارع أفراد البيت الحاكم على الحكم واستعانتهم بجيوش قشتالة ضد بعضهم البعض
الانهيار. 

أقرأ أيضًا/حرب المره بقيادة إبراهيم باشا

_بعد وفاة أبي الحجاج يوسف توالى على حكم غرناطة العديد من الملوك الضعاف حتى وصل الحكم إلى أبو الحسن علي بن سعد الذي كان كثير اللهو مما تسبب في ثورة شقيقه الملقب بالزغل وابنه أبو عبد الله الصغير الذي وقع في الأسر بعد إحدى المعارك لمدة عامين وبدا أن السقوط أصبح وشيكا بسبب انقسام المملكة إلى أجزاء متحاربة وتحالف ملوك إسبانيا من اجل القضاء على ما تبقى من الأندلس فزواج فرناندوالاول وايزابيلا ملكي قشتالة وأرجون واتحاد مملكتيهما عام 1479م بعد 10 سنوات من زواجهم كان بمثابة بداية النهاية لدولة بني الأحمر وتوالى سقوط المدن الأندلسية في يد الملكين الكاثوليكيين وفي نهاية المطاف تم استسلام أبو عبد الله محمد ومعه غرناطة في نوفمبر ١٤٩١م وتم التسليم في يناير ١٤٩٢م وبذلك انتهت قصة الإسلام في الأندلس. 

أقرأ أيضًا/ولدي موسى حارس البتراء

_يقال أن سبب تسمية بنو نصر ملوك غرناطة بإسم بني الأحمر يرجع إلى شقرة فيهم أي لونهم وأول من تلقب بالأحمر جدهم الأكبر عقيل بن نصر وذلك لشقره  وقد استمر ظهور هذا اللون في بعض أفراد هذه الأسرة مثل محمد السادس الذي تطلق عليه المصادر الاسبانية لقب البرميخو ومعناه اللون البرتقالي الضارب إلى الحمرة وهو لون شعره ولحيته