12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

سوق عتبة فرانسيس.

2021/04/24 02:26 PM | المشاهدات: 509


سوق عتبة فرانسيس.
عبد الكريم موسى

عندما قرر الخديو إسماعيل ، شق شارع محمد على ، قرر بناء أسوق عصرية ـ مثل تلك التي رآها الخديو في باريس وكان هدفه جمع نشاطات بيع الأغذية في مكان واحد عصرى ، بدلاً من السويقات التي كانت منتشرة في أحياء القاهرة ، حتى يسهل مراقبتها فاختار منطقة ترب المناصرة ، وبالفعل أقام السوق ـ الذي كان مفخرة عند إنشائه عام ١٨٦٩ م ـ في المنطقة التي تمت إزالة المقابر منها لتجميع تجار الخضر والفواكه واللحوم والطيور والأسماك والخبز والبقول . وكانت هناك حول المقابر قبل إزالتها مقاهٍ خشبية ، كان يسمر فيها السوقة ، مدخنو الحشيش ومحبو النوادر وأصحاب الشعر و القافية .

 

إقرأ أيضًا/الفريق سعد الدين الشاذلي

 

وحتى يكون السوق الجديد متكاملاً ، أصدر الخديو إسماعيل قراراً إلى نظارة الأشغال في مايو ١٨٦٩ م ، منطوقه «الخرابة » المار فيها شارع محمد على وشارع عبد العزيز يعمل فيها سويقة ؛ لبيع الأشياء المعتاد بيعها في أمثال ذلك بأوروبا ـ لاحظوا المعنى - بحيث تكون في غاية الانتظام . وذكر بها أن «كودريه بيك » سيجرى جلب المياه الى الأزبكية بالقرب من ذلك المحل ؛ أي السويقة « السوق » ، ويصيرتعريفه عن حضور « يقصد توصيل المياه » لحد السويقة المذكورة ، مع إجراء اللازم أيضاً في تنويرها بالغاز. . !!

 

إقرأ أيضًا/حرب العاشر من رمضان

 

أي أن إسماعيل كانت عينه أيضاً على أسواق أوروبا النظيفة ، التي تتمتع بخدمات المياه من أجل النظافة العامة وضمان سلامة الأغذية ، وأيضاً إضاءتها بالغاز الذي كان أحدث وسيلة وقتها للإضاءة ، وسوق العتبة الذي أقيم فوق خرابة ويزدحم الان بالناس كان أيضاً من أفضل الأسواق المغطاة التي نتحدث عنها هنا ، فقد كان يتمتع بقنوات رفيعة حتى يسهل تنظيف السوق . كما كان يتمتع بنظام جيد للتهوية ، فضلاً عن أبوابه المتعددة سواء من ناحية شارع الأزهر أو من الناحية الغربية حيث ميدان العتبة . . أو من ناحية شارع محمد على حيث يخدم حى المناصرة . ونلاحظ أن السوق كان خال من كل الجهات ، ومحاط بشوارع ، وكان يفصله عن ميدان العتبة عمارة ضخمة ذات بواك؛ للمحافظة على رونق الميدان من حركة السوق وزبائنه أما اليوم فدولة التاريخ والحضارة تعجز عن فض هذا سوق.

 

إقرأ أيضًا/"عيد سد"