وجاءت نسمة معطرة بطيف الربيع وكأنها تقول انزعي عنك ثوب الحزن وثوب الكسرة وارتدي ثوبا جديدا مليئا بالفرحة والجبرة التي تبشرك بالسعادة والسرور وجبران الخاطر وكأنها تردد قوله تعالي"إن بعد العسر يسرا"
نعلم جيدا أن الله رءوف بعباده وبعد أن ذقنا مرارة الحسرة أمس كان لابد من أن نتذوق الجبران والفرحة فلا يدوم الحزن طويلا ولكنه يأتي بعده الفرحة التي تشرح صدورنا بعد أن مزقت من ألم الحسرة
فرحة تلي فرحة تلي فرحة حتى نتعجب من فرطها وهذا وعد الله للصابرين
وللفرحة أشكال وألوان مختلفة فكل منا للفرحة معنى عنده
ففرحة الأم بأبنائها فرحة لا توصف بعد عناء تربيتها لهم وهي تنتظر الفرحة الكبرى منذ مراحلهم التعليمية وكأنها تنتظر الهدف الأكبر أن تراهم في زفافهم فتصبح الأم جدة وتحمل أحفادها فتكون سعادتها غامرة وكأنها بعد عناء طويل في مراحل عمرها وتربية أبنائها حصدت نتاج التربية وهذه الثمار بالفرحة والسعادة
أما عن فرحة الحبيبة بعودة حبيبها بعد فراق بعد أن كسرت بالأمس بفراقه الذي كسر قلبها ثم عاد ليعوضها ما كان من حسرة علي فراقه بوعده أنه لن يفارقها مرة أخري ها هي الجبرة والفرحة التي تشرح صدرها بعد أن تأملت كثيرا
وهناك لون آخر من ألوان الفرحة وتدل علي الجبرة وهو فرحة الأخوات بعودتهم بعد قطاع دام لفترة طويلة مقاطعة دون أسباب وهذه المقاطعةتسببت في كسرة وحسرة إلى أن جاء اليوم وتعود الفرحة ويعود كل منهم للآخر نادما علي الفراق ،ولكن سرعان ما يعود بالفرحة والجبرة التي لم يتوقعها أحد
وكثير وكثير من الفرح والجبر الذي يوعدنا الله به
أتظن كل هذا علي الله ببعيد؟
لمَ ننظر إلى هذه الدنيا بنظرة التشاؤم التي تخلق فينا الكسرة ؟
لا تضيع دقيقة من وقتك دون أن تستمتع بها بفرحة تنسيك ما كان من الحسرة أمس
وتأكد أن وعد الله حق وان من يزرع الخير سيحصده خيرا ولكن كل شئ بميعاد عليك الصبر حتى تجد الجبر
