12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

الرؤية الأمريكية للقدرات النووية الصينية

2023/01/06 02:56 AM | المشاهدات: 409


الرؤية الأمريكية للقدرات النووية الصينية
رنين محمد محمود

لا يقتصر مضمون الرؤية الأمريكية للقدرات النووية الصينية على ما شاع إعلامياً من حيث توقعها أن تصل الرؤس النووية الصينية إلى حوالي 1500 رأس نووي بحلول العام 2035، زيادة عن مستوى العام 2021 الذي قدرته وزارة الدفاع الأمريكية بـ400 رأس نووي. فالأمر في نطاق الأسلحة النووية لا يقتصر على مجرد عدد الرؤس النووية، وإنما يتعلق بنوعيتها، وطرق تخزينها، وآليات إطلاقها عندما تقتضي الحاجة.

ونقطة الانطلاق في الرؤية الأمريكية أن الصين في السنوات القادمة سوف تبذل جهوداً غير مسبوقة لتحديث وتنويع ترسانتها النووية. وأن تلك الجهود تشمل القوات الجوية والبحرية والبرية. وما يتطلبه ذلك من مضاعفة القدرة علي إنتاج المواد اللازمة لتصنيع السلاح النووي. ومن ثم تحديث المنظومة الصاروخية بكافة مستوياتها، ليس فقط من حيث زيادة المدي والدقة، وإنما من حيث القدرة علي حمل الرؤوس النووية، وصعوبة التعقب بالرادارات وآليات إطلاقها سواء كانت ثابتة أو متحركة برياً أو بحرياً.

الوثيقة الأمريكية وإن كانت تقر بما تعلنه الصين من عدم الإقدام علي البدء باستخدام السلاح النووي إلا أنها تثير شكوكاً حول ما إذا كان امتلاك المزيد من القدرات النووية سوف يؤدي إلي تغيير في تلك الإستراتيجية مستقبلاً، حيث تتحدث عن إمكانية لجوء الصين لخيار الضربة النووية في حال تعرضها لهجوم تقليدي لم تتمكن من التغلب عليه وأنها علي 
 وشك الهزيمة فيه ويلمح التقرير الأمريكي في هذا السياق إلي وجود وحدات قتالية نووية علي أهبة الاستعداد للإطلاق علي الرغم من أن الوضع العام للوحدات النووية الصينية هو الوضع السلمي  وأن الصين ربما تفكر في زيادة عدد الوحدات في وضع التأهب.

 وقد ذهبت الوثيقة إلى أن بكين سوف تستمر في مساعيها لكي تبلغ المستوي النووي الذي بلغته كل من واشنطن وموسكو من حيث الفعالية والموثوقية. أتت الوثيقة أيضاً علي قضية الاستخدام المزدوج للبنية التحتية النووية في المنشآت السلمية في إطار مساعيها لزيادة قدراتها النووية وبالنسبة لمستوى الردع النووي الصيني فإن واشنطن تذهب إلي أنه حتى لو تم التسليم بما تقوله بكين من أنه في الحد الأدني الذي يحافظ علي مصالحها وأمنها فإن هذا الحد آخذ في التزايد في ظل ما يطال الرؤية الصينية من توسع لما تعتبره واقعاً في نطاق أمنها القومي ومصالحها الإستراتيجية.ومرة أخري تعود الوثيقة إلي مسألة الشفافية بخصوص القدرات النووية الصينية حيث أن بكين لم تعلن عن أهدافها النهائية ولا المستوى الذي تريد أن تصل إليه وفي نفس الوقت ترفض المشاركة فيما أسماه التقرير مناقشات موضوعية حول ذلك الموضوع واستمر التشكيك في مستوي الشفافية عندما ألمح التقرير إلي رصد شواهد علي إمكانية تأهيل الصين لمواقع إجراء تجارب نووية.