قامت دوله المماليك الجركسية نتيجه حدوث انقسامات ومؤامرات بين اخر أمراء المماليك البحرية فقام السلطان المنصور قلاوون بتكوين فرقه جديده من المماليك الجراكسة ليكونوا سندا لهم ضد المماليك البحرية وكانت أبراج القلعه هى ماؤى لهم وقام بتربيتهم وتدريبهم وهم من أصول كرجستان وهم تربوا ونشئوا فى القلعه فاخلصوا للمنصور قلاوون وأبنائه وأحفاده بعد ذلك لرعايه المنصور قلاوون بهم والذي عمل على تربيتهم بعيدا عن المماليك الترك .
ونتيجة هذه السياسة التى اتبعها المنصور قلاوون تجاه هولاء المماليك البرجية من عطف وتفرقه فى المعاملة عن المماليك البحرية لذلك دبت العداوة بين المماليك البحرية والمماليك البرجية إلى أن استلم العسكر الأمير برقوق وكان ذلك في عام ٧٨٠ هجرى وكان فى عهد السلطان علاء الدين على وبعد وفاه هذا السلطان أسند العرش إلى الأمير حاجى وهو أحد أحفاد الناصر محمد ولكن تم خلع الأمير حاجى وتولى العرش برقوق وكان فى سنة ١٣٨٢م ليبدأ عهد جديد من عهد المماليك عرف بعهد المماليك الجراكسة أو المماليك البرجية .
السلطان الظاهر برقوق سنه ( ٧٨٤: ٨٠١هجرى ) تسلم الظاهر برقوق الحكم بعد أن ضعفت أسرة المنصور قلاوون وفى بدايه حكمه كانت هناك مؤامرة من الخليفه العباسي لعزله ولكنه استطاع القضاء على هذه المؤامرة والتى أدت إلى عزل الخليفة وتولى خليفه اخر مكانه كما قامت أيضاً ثورة ضده وكان على رأسها امير حلب وامير ملطيه وتمكنوا من مهاجمه القاهرة وإبعاد الظاهر برقوق من الحكم وتولى الحكم الأشرف شعبان وهو من أسرة المنصور قلاوون ولكن استطاع الظاهر برقوق أن يعود مرة أخرى إلى الحكم ويعتبر الظاهر برقوق هو أول سلاطين المماليك الجراكسة الذين حكموا مصر ما بين ( ٧٨٤: ٨٠١هجرى ) .
برقوق وتيمور لنك فى سنه ( ٧٩٦هجرى ) ارسل تيمورلنك إلى الظاهر برقوق رساله تهديد يطلب منه الاستسلام والتنازل عن الحكم لكن الظاهر برقوق ظل صامتا وثابتا ورد عليه بغلظه وحزم فقام تيمورلنك بغزو الشام وبعد ذلك خرج برقوق من مصر الى الشام قاصدا العراق وكان على رأس حمله كبيرة لمحاربه تيمورلنك ولكن جاءت الإخبار بخروج تيمورلنك إلى الروم واعيدت بغداد فى غياب تيمورلنك ثم عاد برقوق إلى القاهرة ولم يلبث كثيرا وتوفى فى القاهرة سنه (٨٠١) هجرى وخلفه فى الحكم ابنه فرج ابن برقوق.
بعد وفاه الظاهر برقوق تولى الحكم ابنه فرج ابن برقوق من سنه (٨٠١: ٨١٥هجرى ) وسار فرج ابن برقوق على رأس جيش كبير الى الشام عندما علم بقدوم تيمورلنك إلى الشام بعد أن استولى على حلب وعلى حدود دمشق ولكن سرعان ما عاد فرج ابن برقوق إلى القاهرة خوفا على نفسه وترك جيشه للتتار ليلقوا اسؤء مصير على يد التتار وتم تدمير الأطراف الشمالية من بلاد الشام وأخذ أهل دمشق يدافعون عنها وحاول تيمورلنك الدخول إليها لكنه لم يستطيع فلجأ تيمورلنك لحيله لكنه فشل فيها أيضاً ثم ترك تيمورلنك دمشق وكان من نتائج حملته على الشام هى خراب بلاد الشام وتدميرها .
أما فرج ابن برقوق عند رجوعه إلى القاهرة فكان شبه منهزم وتم دب الذعر بين الناس من قدوم تيمورلنك إلى القاهرة وفرض فرج ابن برقوق على الناس ضرائب ضخمه وأخذ جنود المماليك ينهبون الأهالى وفى ذلك الوقت كان تيمور قد عاد إلى حلب وخربها ثم توجه إلى ماردين ثم إلى بغداد اخذ يتخلق الأسباب لمهاجمة الدوله العثمانيه ثم توجه إلى أنقرة واصطدم بالجيش العثماني الذى كان على رأسه بايزيد وانتهت بهزيمة الجيش العثماني وأسر السلطان بايزيد.
وعندما سمع فرج ابن برقوق عن انتصار تيمورلنك وهزيمته للسلطان العثماني استجاب فرج ابن برقوق للشروط التى تقدم بها تيمورلنك ومن الشروط أن تسك العمله بإسم تيمورلنك ولكن توفى تيمورلنك قبل أن يحقق هدفه فى احتلال مصر .