12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

ذكرى رحيل الفنانة شادية 

2022/11/29 10:13 PM | المشاهدات: 295


ذكرى رحيل الفنانة شادية 
شروق صلاح

 

مرت خمس سنوات على رحيل المطربة المصرية شادية ولا تزال صاحبة "غاب القمر" حاضرة في وجدان محبيها ففي كل المناسبات الدينية والوطنية يرجع الجميع لتراث "صوت مصر" لاستعادة أجمل أغنياتها ولم تستطع مطربة أخرى أن تعوض غيابها وأسدل الستار على رحلة فنية حافلة، امتدت لأكثر من 30 عامًا ورحلة إنسانية عامرة بكل أشكال الحب استمرت 86 عامًا رحلت فاطمة شاكر ولكن تبقى "شادية" في وجدان الشعب المصري والعربي .

 

اسمها الحقيقي فاطمة ابنة المهندس الزراعي بالخاصة الملكية المصرية أحمد كمال الدين شاكر ووالدتها خديجة هانم طاهر ولدت في 8 فبراير 1934 بمنطقة الحلمية الجديدة في حي عابدين وترجع أصولها المصرية إلى محافظة الشرقية ولكن عائلتها تعود جذورها إلى الأصول الشركسية.

 

اقرأ أيضًا /ريهانا تستعد للبدء بتصوير فيلم وثائقي عن حياتها

عرفت في السينما باسم شادية وقد اختلفت الآراء في سبب تسميتها فهنالك رأي يقول إن المنتج والمخرج حلمى رفلة هو من اختار لها اسم شادية؛ ليكون اسمًا فنيًا لها وذلك بعدما قدمت معه بطولة فيلم "العقل في إجازة" وهنالك من يقول إن الممثل يوسف وهبي هو من أطلق عليها اسمها عندما رآها وكان يصور في ذلك الوقت فيلمه "شادية الوادي" وهنالك قول يرجح أن الفنان عبد الوارث عسر هو من أسماها شادية لأنه عندما سمع صوتها لأول مره قال: "إنها شادية الكلمات".

 والدها كان أول من اكتشف موهبتها وأسند إلى الفنان فريد غصن تعليم ابنته الغناء كما أسند إلى الفنان الكبير عبد الوارث عسر تلقين ابنته أصول مخارج الألفاظ وتدريبها على الإلقاء والتعبير الصوتي واستطاعت فاطمة خلال فترة قصيرة معرفة المقامات الرئيسية في الموسيقى العربية كما تدربت على استخدام جهازها الصوتي في أداء الأغاني.

 

اقرأ أيضًا /غادة عبد الرازق تؤكد حضورها في موسم رمضان 2023 بـ«تلت التلاتة»

بدأت حياتها الفنية صدفة عندما وقع تحت يد والدها إعلان عن مسابقة تنظمها شركة اتحاد الفنانين التي كونها حلمي رفلة والمصور عبد الحليم نصر في عام (1947) وذلك لاختيار عدد من الوجوه الجديدة للقيام ببطولة الأفلام السينمائية التي ستقوم بإنتاجها الشركة فاصطحبها والدها ولم يكن يتعدى عمرها حينذاك 16 عامًا لتقديمها إلى لجنة المسابقة وضمت المخرج علي بدرخان وأحمد كامل مرسي وعندما وقفت للتمثيل والغناء أمامهما سخر منها المخرج أحمد كامل مرسي وأخبرها بأنها لا تصلح للفن وطلب منها الذهاب إلى طبيب لإجراء عملية "اللوز" إلا أن المخرج أحمد بدرخان كان على النقيض من زميله وتحمس لها ووافق على ضمها لفريق فيلم "أزهار وأشواك" مع الوجه الجديد وقتها هند رستم ومن بطولة مديحة يسري وقدمها فيما بعد للمخرج حلمي رفلة لتقدم أول بطولة مطلقة أمام المطرب محمد فوزي.

 

خاضت أول بطولة سينمائية من خلال فيلم "العقل في إجازة" أمام الفنان محمد فوزي ما جعله بعد ذلك يستعين بها في عدة أفلام منها "صاحبة الملاليم ، وبنات حواء، والروح والجسد"، وحققت نجاحًا وإيرادات عالية للمنتج أنور وجدي في عدة أفلام منها: "ليلة العيد" العام 1949، و"ليلة الحنة" العام 1951، ولكن وفاته المفاجئة أنهت الثنائي الناجح مبكرًا.

 

 شهد عام 1947 لقاء شادية بكمال الشناوي الذي قدمت معه عددًا كبيرًا من الأفلام بلغت 25 فيلمًا سينمائيًا وأشيع وقتها الكثير عن وجود علاقة حب تجمع بينهما إلا أن كمال تزوج من شقيقتها عفاف وتوالى نجاحها في أدوارها الخفيفة مع كمال الشناوي منها: "حمامة السلام" بعام 1947، و"عدل السماء" و"الروح والجسد" و"ساعة لقلبك" بعام 1948، و"ظلموني الناس" بعام 1950.

 

تزوجت عماد حمدي الذي كان يكبرها بنحو 23 سنة أثناء تصوير فيلم "أقوى من الحب"، وكان متزوجًا وقتها من الفنانة فتحية شريف وأنجب منها ابنه نادر الذي انتقل للإقامة مع زوجة أبيه شادية وصارت أمه الحقيقية حتى بعد انفصالها عن والده في هدوء عام 1956 وفي ذات العام ارتبطت شادية بقصة حب مع الفنان فريد الأطرش واعترف كلاهما بها إلا أن زواجًا لم يربطهما بعدما تهور فريد وأطلق تصريحًا صحفيًا قال فيه إنه أمير ولن يتزوج من فنانة لتنتهي قصة الحب وتنتهي علاقة فنية طويلة قدمت أروع الأفلام والألحان للفن العربي.

 

حصلت شادية بتكريم عالمي بعدما ذاع صيتها عندما عرض فيلمها "المرأة المجهولة" في الاتحاد السوفيتي كما وصلت شهرتها لليابان عندما قدمت فيلمًا من إنتاج مشترك بين اليابان ومصر اسمه على "ضفاف النيل"، شاركها فيه نجم السينما اليابانية يوجيروا إيشيتارا، ونجح الفيلم عندما عرض في اليابان، مثلما نجح فيلمها "شيء من الخوف"؛ عندما طلبته السينما اليابانية، ليتم عرضه مدبلجًا هناك.

 

فاجأت الجمهور في سن الخامسين بقرار اعتزالها وارتداء الحجاب وكان آخر ظهور فني لها هو غناء "خد بإيدي" في حفل "الليلة المحمدية" وقالت: "لأنني في عزّ مجدي أفكر في الاعتزال لا أريد أن أنتظر حتى تهجرني الأضواء بعد أن تنحسر عني رويدًا رويداً... لا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز في الأفلام في المستقبل بعد أن تعوّد الناس أن يروني في دور البطلة الشابة لا أحب أن يرى الناس التجاعيد في وجهي ويقارنوا بين صورة الشابة التي عرفوها والعجوز التي سوف يشاهدونها".

 

بعد اعتزالها في عام 1986 لم تتوقف شادية عن مسيرة الحب وتفرغت للأعمال الخيرية وقدمت للفقراء دارًا للأيتام ومسجدًا ودارًا لتحفيظ القرآن تم بناؤها في شارع الهرم وأيضًا شقة كانت تمتلكها في منطقة المهندسين قامت بالتبرع بها لصالح جامع مصطفى محمود وكانت تساوي وقتها ربع مليون جنيه.

 

 ويذكر أن سبب وفاة الفنانة شادية ليس جلطة في المخ

 

حيثُ أكد الدكتور مجد فؤاد زكريا أستاذ المخ والأعصاب بمستشفى الجلاء العسكري والطبيب المعالج للفنانة شادية تحدث للمرة الأولى بعد رحيلها أن السبب الحقيقي وراء وفاتها مؤكدًا أن الفنانة توفت إثر إصابتها بالتهاب رئوي حاد أدى إلى حدوث فشل في التنفس أدى لوفاتها.

 

وأضاف أن المطربة الراحلة دخلت المستشفى مصابة بجلطة في المخ لكنها لم تتوفَ بسببها حيث كانت حالتها مستقرة بل توفيت بسبب حدوث فشل كامل في التنفس ولم تنجح جهود إنعاش الرئة والقلب.