12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

شمس مصر/مسلات الملكة حتشبسوت.

2022/11/09 07:12 PM | المشاهدات: 866


شمس مصر/مسلات الملكة حتشبسوت.
إسراء جمال حسين

أقام الملك تحتمس الثاني (ابن تحتمس الأول من زوجته غير الشرعية وزوج أخته حتشبسوت) مسلتين احتفالاً بعيد السد للملكة حتشبسوت وهو العيد الذي أرادت فيه أن تعلن نفسها ملكة على البلاد، ولكنها تركت المسلتين بدون نقوش، ثم نقشتهما بعد ١٣سنة من إقامتها، حيث أمكنها أن تنقشهما كما أرادت عندما أصبحت الملكة الشرعية بعد موت تحتمس الثاني. فحفرت على واجهاتهما الأربع إسمها الجديد وألقابها ونسبها للإله رع، وذكرت أنها أقامتها تخليداً لوالدها تحتمس الأول والإله آمون رع، ولم تذكر شيئا بخصوص تحتمس الثاني. ثم كلفت مهندسها سنموت بتقطيع مسلتين من محاجر أسوان احتفالاً بعيد السد الثاني، وأمرت بإقامتهما للإله رع في فناء بهو الأعمدة الذي يتوسط الصرحين الرابع والخامس من معابد الكرنك فلا تزال واحدة من هاتين المسلتين في مكانها الآن ويبلغ ارتفاعها 29,5 متر على قاعدة مربعة طول كل ضلع من اضلاعها 2,65 متر كما يقدر وزنها 325طنا. وتسجل رسوم ونقوش ومتن معبدها في الدير البحري قصة المسلتين، فقد سجلت نقوش الرواق الأسفل بالمعبد المذكور منظر نقل المسلتين واهدائهما، فنشاهد سفن النقل ذاهبة في اتجاه الشمال منحدرة في النيل من أسوان حيث قطعت المسلتان.

إقرأ أيضًا.شمس مصر/ تاج محل أجرا بالهند.

ثم يظهر في الجهة الشمالية من الجدار الاهداء في طيبة. ويشرح المتن الخاص بالمسلتين ألقاب الملكة ونسبها الآلهى ثم الأمر بجمع المواد لبناء السفن الضخمة اللازمة لنقلهما، وأوامر إعداد الرجال والجنود لجر المسلتين ونقلهما من جزيرة الفذتين، وتجنيد كل الشباب من الأرضين قاطبة والمتطوعين لخدمة الإله "صاحب المسلتين". وتبين المناظر المحفورة على المسلتين وطريقة نقلهما حيث كانت المسلة تجر مغمورة في الماء بسبعة وعشرين قاربا تسير بالمجاديف، وكانت القوارب تسير في ثلاثة صفوف كل منها يقوده قارب رئيسي وترافقهما سفن تحمل الكهنة يرتلون الصلوات ويحرقون البخور لتصل سالمة إلى معبد الإله،وتبقى طوال الرحلة في رعايته، وتعتبر تلك المتون والنقوش من أهم المراجع التاريخية التي تشرح طريقة نقل المسلات.

اقرأ أيضًا.شمس مصر/ المؤامرة على حياة الملك اخناتون

كما سجلت حتشبسوت تاريخ نقل المسلتين على جدران معبد الدير البحري، فقد نقشت على قاعدة إحدى هاتين المسلتين متنا هاما بدأته بذكر إسمها "ماعت، كا رع" وألقابها ومدح نفسها، وكيف أنها وهى جالسة ذات يوم في قصرها فكرت أن الإله هو الذي برأها، وأنها أقامت هاتين المسلتين له، فتقول في النص الذي ترجمه العالم الكبير الأستاذ سليم حسن: انتم يا أيها الناس ما من سترون آثاري هذه في السنين المقبلة يجب أن تتحدثوا عما فعلت. واحذروا أن تقولوا :لا نعلم لماذا قد عمل هذا ، وان جبال صنع كله منه الذهب كأنه شئ عادى قد حدث وأنى أحلف بقدر ما يحسبني إله الشمس وليس تاجى الوجهين ، وبما صيرني قوية مثل "أوزير" ابن السماء وبهذا أحلف أن هاتين المسلتين اللتين عملتهما جلالتى من السام هما لوالدى "آمون"، حتى يصير أسمي مخلدا باقيًا في هذا المعبد أبد الأبدين، وانى أحلف أن كل واحدة منهما قد صنعت من قطعة واحدة من الجرانيت الصلب دون شرخ أو وصلة. 

اقرأ أيضًا.شمسُ مِصر /العدالة في مصر القديمة

وأن جلالتى هى التي أمرت بعملهما، وقد بدأ ذلك في السنة الخامسة عشرة اليوم الأول من الشهر الثاني من الفصل الثاني وأن العمل في المحاجر نفسها قد استغرق سبعة أشهر. اسمعوا أيها الناس، لقد أعددت لهاتين المسلتين أحسن معدن السام وقد كلته بالحقت (مكيال فرعونى سعته 5لتر) وقد حددت جلالتى المقدار بكمية لم ترا الأجداد من قبل أكثر منها، فدع أولئك الذين يجهلون الحقيقة يعرفونها مثل العالمين بها إن ما قالته الملكة (ماعت كا رع) حق، وأنها صادقة في نظر والدها آمون رع هو الذي جعلني أحكم على الأرض السوداء والأرض الحمراء مكافأة لي على ذلك وليس لي عدو في أى مكان، فكل البلاد خاضعة لي. وأنه وضع حدودى عند أقاصي السماء، وقد أعطاني كل هذا لأنه يعلم أني سأقدمه له ثانية .. حقًا أنني ابنته وهو الذي يرفع من شأنى.. وهو الذي أوجد مملكتي والأرض الحمراء والأرض السوداء اصبحتا تحت قدمى وحدودي الجنوبية قد بلغت حتى بلاد "بونت".