12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

|شمس مصر|.. وما نرسل بلأياتِ إلا تخويفا

2022/10/29 01:29 AM | المشاهدات: 605


|شمس مصر|.. وما نرسل بلأياتِ إلا تخويفا
سارة سيد عثمان

 

 

إنَّ الشَّمسَ والقمرَ آيتان من آياتِ اللهِ، مخلوقان من مخلوقاتِ اللهِ، ينجلِيانِ بأمرهِ وينكسفانِ بأمرهِ، فإذا أرادَ اللهُ تعالى أن يُريَ عبادَه عاقبةَ معاصِيهم ومخالفاتِهم كسفَهما باختِفاءِ ضوئِهما كلِّه أو بعضِه؛ إنذارًا للعبادِ، وتذكيرًا لهم لعلَّهم يُحدثونَ إلى الله توبةً وأوبةً؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ الشَّمسَ والقمرَ آيتانِ من آياتِ اللهِ، وإنَّهما لا ينكسِفانِ لموتِ أحدٍ ولا لحياتِهِ، ولكنَّ الله يخوِّفُ بهما عبادَهُ، فإذا رأيتُموها فصلُّوا وادْعوا حتَّى يَنكشفَ ما بكم))؛ رواه البخاري.

 

وإنَّ الخسوفَ والكسوفَ تذكيرٌ بيومِ القيامةِ، حيثُ تُزلزلُ الأرضُ ويُخسفُ بالقمرِ وتَنتثرُ الكواكبُ، فإذا خسفَ القمرُ وكُسِفت الشَّمسُ في الدُّنيا، تَذكَّر العبادُ بذلكَ يومَ القيامةِ، فأعقبَ ذلك عبرةً وذكرى لأهل الإِيمانِ، وغفلةً وبعدًا لأهلِ العصيانِ.

 

اقرأ أيضًا: خطورة السب واللعن

 

لقد كَثُرَ الخسوفُ والكسوفُ في هذا العصرِ عمَّا كانَ عليه الحالُ فيما مضى، فلم يخسفِ القمرُ ولم تُكسفِ الشَّمسُ زمنَ النَّبيِّ - صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ - إلاَّ مرَّةً واحدةً، أمَّا في هذِه الأزْمانِ المتأخِّرةِ فلا تكادُ تَمضي السَّنةُ حتَّى يَحدُثَ كسوفٌ أو خسوفٌ في الشَّمسِ أو القمرِ أو فيهما جميعًا، وذلكَ بسبب كثرةِ المعاصي والفتَن في هذا الزَّمن، حيث انغمسَ النَّاسُ في شهواتِ الدُّنيا، ونسُوا أهوالَ الآخرةِ، وقد قال ربُّنا - تبارك وتعالى -: ﴿ وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ﴾ [الشورى: 30].

 

لنتأمَّل كيفَ كانَ استِقْبالُ النَّبي - صلَّى اللهُ عليْه وسلمَ - للكسوفِ الَّذي حدثَ في عهده:

ثَبتَ في الصَّحيحينِ وغيرِهما أنَّ الشَّمسَ كسفتْ أوَّلَ مرَّةٍ في عهدِه - صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ - وكان ذلكَ بعد أنِ ارتفعت بمقدارِ رمحٍ بعدَ طلوعها، فأظلمتِ الدُّنيا وفزِعَ النَّاسُ، وفزِعَ النَّبي - صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ - فزعًا عظيمًا حتَّى إنَّه أُدرِكَ بردائهِ – أي: من شدَّةِ فزَعَهِ قامَ بالإزارِ قاصدًا المسجدَ فتبِعُوهُ بالرِّداءِ - فارْتدى به وجعَلَ يجرُّهُ - أيْ: لم يستقرَّ ليوازنَ الرِّداءَ من شدَّةِ فزعِهِ - وأمَر أن يُنادى: الصلاةَ جامعةً؛ من أجلِ أن يجتَمع الناسُ كلُّهم، فاجتمعت الأمَّةُ من رجالٍ ونساءٍ وصلَّى بهم النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - صلاةً لا نظير لها؛ لأنَّها لآيةٍ لا نظيرَ لها، آيةٌ شرعيَّةٌ لآيةٍ كونيَّةٍ، أطالَ فيها إطالةً عظيمةً، حتَّى إنَّ بَعض الصَّحابةِ -رضوانُ اللهِ عليهم - مع نشاطِهم وقوَّتِهم ورغبتِهم في الخيرِ تعبوا تعبًا شديدًا من طولِ قيامِهِ - عليه الصلاةُ والسَّلام - ثمَّ ركَعَ ركوعًا طويلاً، وكذلكَ السجودُ، فصلَّى - صلَّى الله عليْه وسلَّم - صلاةً عظيمةً، والنَّاسُ يبكونَ ويفزعونَ إلى الله،

 

اقرأ أيضًا: قصة سد مأرب

 

 -: إنَّ كسوفَ الشَّمسِ أو القمرِ حدثٌ عظيمٌ مخيفٌ، وأكبرُ دليلٍ على ذلكَ ما حصلَ لرسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عندَ كسوفِ الشَّمسِ من الفزعِ والصَّلاةِ، وما حصلَ له فيها من أحوالٍ، ثمَّ تلكَ الخطبةُ البليغةُ التي خطبَها، فعليْنا جميعًا أن نفزعَ عند حدوثِ الكسوفِ، وأن نلجأ إلى المساجدِ للصَّلاةِ والدُّعاءِ والاستِغْفارِ، وأن نتصدَّقَ لندفعَ البلاءَ؛ لأنَّ أسبابَ البلاءِ تنصرف بالتوبه والعوده إلى الله وترك السيئات.

 

اقرأ أيضًا: قصة سورة سبأ

 

 

من فقه صلاة الكسوف :

 

1- صلاة الكسوف عبارة عن ركعتين ، في كل ركعة قيامان ، وقراءتان ، وركوعان ، وسجودان ، وفي الآخر تشهد وتسليم .

 

2- وقت صلاة الكسوف يبدأ من أول كسوف الشمس الذي تراه بعينيك في منطقة إقامتك ، وينتهي مع انتهاء كسوف الشمس الذي تراه بعينك في منطقة إقامتك .

 

3- يجوز أن تقرأ من المصحف إن لم تكن حافظا .

 

4- لمن لا يستطيع الإطالة لظروف وقته أو صحته يجوز له القراءة بأي سور و لو كانت سورا قصيرة .

 

5- يجوز صلاتها منفردا في البيت ، ولو صليتها إماما بأهل بيتك لكان خيرا .

 

6- يُسن بعدها أن يذكر الإمام المصلين بتذكرة خفيفة ، يبين لهم أن الكسوف والخسوف آيتان من آيات الله ، ويحذرهم من أليم عقاب رب العالمين ، ويحذرهم من الفواحش والزنا .

 

7- يشرع لمن انتهى من صلاة الكسوف أن ينشغل بالذكر و الدعاء ، والإستغفار ، والتصدق حتى ينجلي الكسوف وينتهي 

كماقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (صلوا وادعوا حتى ينكشف ما بكم ) .

 

8- كثرة الكسوف والخسوف رسالة من الرب لعباده ، لعلهم يفيقوا ويتداركوا أمورهم .