12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

شمس مصر  / تزداد  الأمر تعقيد في  شبة الجزيرة الكورية

2022/10/21 03:25 AM | المشاهدات: 437


شمس مصر  / تزداد  الأمر تعقيد في  شبة الجزيرة الكورية
رنين محمد محمود

الأمور في شبه الجزيرة الكورية وحولها وصلت إلى درجة عالية من التعقيد ليس فقط في ظل متوالية التصعيد تلك، وإنما في ظل حالة عامة من التوتر الدولي. فالعلاقات الأمريكية-الروسية في أدنى درجاتها منذ نهاية الحرب الباردة على خلفية النزاع في أوكرانيا. وعلاقات واشنطن مع بكين تراجعت كثيراً وتوترت كثيراً أيضاً علي خلفية قضايا كثيرة من بينها قضية تايوان. وعلي الرغم من سخونة الموقف مع موسكو أكثر، فإن واشنطن تعتبر بكين هي التهديد الأكبر لها. وفي هذا السياق، تنحاز بيونج يانج بشكل واضح وصريح إلى جبهتي موسكو وبكين. والأخيرتان تذهبان منذ فترة إلي أنه من المهم مراعاة مخاوف كوريا الشمالية، وتقديم بعض المحفزات لها، ومن بينها تخفيض العقوبات. وهذا نهج مخالف تماماً لما تنادي به واشنطن وحلفائها.

التعقيد تزداد خطورته في ظل الوصول إلى حالة إجراء تدريبات علي الاستخدام الفعلي للأسلحة النووية التكتيكية من قبل بيونج يانج، ومن ثم السعي الكوري الجنوبي لتأمين أشد ضد هذه التهديدات، سواء كان عبر الولايات المتحدة، أو ربما بالسعي ولو في المستقبل إلى حيازة السلاح النووي أيضاً. وفي هكذا مناخ، تتراجع كثيراً فرص استئناف الحوار، فكوريا الشمالية تقولها صراحة إنها لم تعد معنية بالحوار، ولن تسعي إليه. وهذا موقف مختلف عن موقفها منذ ثلاث سنوات وشهرين بالضبط عندما أعلنت في شهر أغسطس من العام 2019 أنها وعلي الرغم مما تقوم به واشنطن وسول من إجراءات استفزازية حيالها (المناورات) مع العلم أن مستوياتها كانت قد خفضت كثيراً، علي الرغم من ذلك فإنها تظل متمسكة بالحوار، وإن كانت لم تخف الأثر السلبي لسلوك واشنطن وسول علي مثل هذا الحوار. وهكذا فبعدما كان الحديث عن إجراءات لنزع السلاح النووي، بات الحديث عن الاستخدام الفعلي لهذا السلاح مع السعي لتطوير وتحديث ما هو موجود، وبعدما كان الحوار محفوفاً بالمخاطر بات مرفوضاً بالكلية.
في هذه الصورة الفسيفسائية التي تجتمع فيها عروض الحوار غير المشروطة والرفض المطلق لها، والتصعيد المتبادل، والتباين الشديد بين كل من واشنطن وموسكو وبكين، ما الذي يمكن توقعه في هذه المنطقة من العالم؟

بداية، فإن واشنطن وسول تتوقعان منذ فترة إجراء تجربة نووية جديدة من قبل بيونج يانج. وقد حددت الاستخبارات الكورية الجنوبية التاريخ الذي يمكن أن تجرى فيه مثل هذه التجربة بين السادس عشر من شهر أكتوبر والسابع من شهر نوفمبر (2022). وإذا كانت التجربة متوقعة، فما الذي يمكن أن يحدث بعدها. ليس هناك إجراءات محددة أعلن عنها، لكن الأحاديث تدور حول عدم مرور الأمر مرور الكرام. وهنا تطرح الكثير من المسائل من بينها فرض مزيد من العقوبات الأحادية من قبل سول وواشنطن وطوكيو وغيرها من العواصم، وكذلك السعي لقرار جديد من مجلس الأمن يفرض المزيد من العقوبات. وهنا، هل ستجد موسكو وبكين نفسيهما مضطرتين لتمرير هذا القانون ولو كان ذلك بعد تخليصة من بعض البنود، بحيث يصبح أقرب إلى التأكيد علي القرارات السابقة أم أنها ستستمر في تعطيل صدور قرارات جديدة من المجلس بهذا الخصوص. ربما تضغط موسكو وبكين علي بيونج يانج لئلا تقوم بهذه التجربة أصلاً لتجنب مثل هذا الموقف. وليس هناك ثمة ضمانة لأن تستجيب بيونج يانج لمثل هذه الضغوط على الرغم من خصوصية علاقاتها مع البلدين.

أقرأ ايضاً|شمس مصر|..من اعتاد القلق ظن الاهتمام فخًا  

 أقرأ ايضاً|شمس مصر|.. خواطر قلبي المبعثرة