المرأة التى صنعت المجد من البؤس، أفادت البشرية والمجتمع الذى رفض تعليمها من البداية، تحدت ظروفها الاجتماعية ونكباتها الشخصية، مارى كورى هى أول امرأة تفوز بجائزة نوبل وأول شخص يحصل على جائزة نوبل مرتين فى مجالين مختلفين، وتم التصويت عليها كأهم امرأة فى العالم، وكل هذا صنعته مارى من حياة المشقة وسلب الحقوق كحق الالتحاق بالجامعة بحكم أن الجامعة للذكور فقط.
اسمها الكامل هو ماريا سكلودوسكا، عالمة فيزياء وكيمياء ولدت فى بولندا عام 1867 وأخذت الجنسية الفرنسية فيما بعد.
تفوقت ماري في دراستها الثانوية، لكنها لم تتمكن من دخول الجامعة حيث أن الجامعة كانت للذكور فقط، لذلك انضمت إلى جامعة سرية غير رسمية "الجامعة العائمة" فى وارسو.
توفى والديها وبقيت هى وأختها، أصابها اليأس وكان الحصول على شهادة جامعية رسمية حلم مارى وأختها برونيا إلا أن حالتهن المادية كانت تمنعهن من السفر للالتحاق بجامعة رسمية فى الخارج، اتفقا الفتاتين بأن تقوم ماري بالعمل وكسب المال لتنفق على برونيا أثناء دراستها للطب، ثم تقوم برونيا بالعمل لتساعد ماري أثناء دراستها، وعملت ماري لمدة خمس سنوات مربية في المنازل حتى استطاعت عام 1891 من السّفر إلى باريس والالتحاق بجامعة السوربون، وأصابت مارى بمشاكل صحية كثيرة نظرًا لقلة التغذية الناجمة عن ضيق الحال.
=============
اقرأ أيضًا / الذكاء الأصطناعي
===========
حصلت ماري على شهادة الماجستير في الفيزياء وحصلت في العام التالي على شهادةِ في الرياضيات، قامت مارى بأبحاثها عن الأنواع المختلفة للفولاذ وخصائصه المغناطيسية، وبعد عامين تزوّجت من الفيزيائي الفرنسي بيير كوري، وبدعمه لها عملت أبحاثًا حول النشاط الإشعاعي ودوره فى علاج السرطان وأيضًا اكتشفت عنصرى البولونيوم والراديوم وقامت بتطوير الأشعة السينية فى الجراحة وأحدثت ماري مصطلحًا جديدًا يُدعى "النشاط الإشعاعي" يصف ظاهرة الإشعاع الناجم عن الذرة.
وعلى ذلك حين اندلعت الحرب العالمية الأولى وجهت جهودها فى مساعدة ضحايا الحرب واستخدمت جهاز متنقل للأشعة السينية لمساعدة المصابين في الحرب وقامت بانقاذ الكثير من الأرواح
حصلت مارى على جائزة نوبل فى الفيزياء وكانت أول امرأة تحصل على جائزة نوبل، وبعدها حصلت على جائزة نوبل فى الكيمياء لتصبح أول شخص يفوز بجائزة نوبل مرتين فى مجالين مختلفين.
توفى زوجها بيير في حادث وكانت لها فاجعة، وبعد وفاة بيير حلت محله في جامعة السوربون وأصبحت أول امرأة تعمل كبروفيسور في السوربون.
كانت مارى تتعرض للأشعة طيلة تعاملها على المواد الكيميائية مما أدى إلى إصابتها بمرض فقر الدم اللاتنسجى وتوفيت فى عام 1934.