ما بعد الفراق في تلك اللحظة تشعر كأنك طفلًا كنت ممسكًا بيد أحدهم في أولى محاولات قدميك للمس الماء وفجأة تختفي تلك اليد وتفلتك في عرض البحر وأنت لم تتعلم السباحة بعد، تركتك اليد التي كنت ممسكًا بها، التي كانت تساندك، التي كنت تحبها، وتصبح وقتها غارقًا في محاولة نسيان تلك الفلتة أو غارقًا في محاولة الوصول للشاطئ من جديد...
هل شعرت يومًا بأنك حي ترزق على الأرض ولكن روحك ليست في جسدك لا تعرف أين هى ولا تعرف كيف تمضي في تلك الدنيا بدون روح بدون شغف بدون أمل....
كيف من الأساس يمضي المرءُ ما تبقى من عمره بدون من يحب كيف يمضي وهو يُطارد في كل وقت وكل مكان من قبل الذكريات التي تمزق بقايا روحه العالقة في قلبه...
تظل الذكريات عالقة داخلك تحاول من بعد الفراق أن تعيد تلك الذكريات بأي شكل ولكن بدون جدوى فقد غاب طرف من تلك الذكريات..
وعند محاولتك لإنهاء تلك الفوضى داخلك ومحاولتك للتخلص من تلك الذكريات المؤلمة التي تُركت داخلك بعد الفراق لا تجد سوى أنك تعيد ترميم وبناءها من جديد..
الحياة لا تقف على فراق أحد الحياة تتمزق وقتها تصبح باهتة تمامًا كبيت عتيق جميل توفى ساكنيه لا يوجد داخله حياة يغمره الحزن والألم فكذلك الحال داخلك..
كل ما تتذكره في حياتك هو فقط ما يجمعك بالعزيز الذي فقدته لا تتذكر سوى هذا تظل ترغب في التأقلم والتعايش لكنك لا تعرف تشعر أنك محاطًا بحياة ليست حياتك تظل تفنى في عمرك فقط لمحاولة اجتياز ما يتبقى منه بعد الفراق...
ولكن في النهاية على قدر الحب يكون ذاته القدر من الألم عند الفراق ويظل ولا ينتهي ذلك الألم حتى بعد مرور قرون من الفراق..
سلسلة مقالات بعنوان مشاعر مبعثره اضغط هنا لمعرفة المزيد👉👉
