12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

|شمس مصر|.. العالم الكيميائي الفرنسي انطوان لافوازييه

2022/02/14 02:53 AM | المشاهدات: 155


|شمس مصر|.. العالم الكيميائي الفرنسي انطوان لافوازييه
لميس مصطفى

أحد النبلاء الفرنسيين ذو صيت في تاريخ الكيمياء والتمويل والأحياء والاقتصاد ويعتبر أول من صاغ قانون حفظ المادة وتعرّف على الأوكسجين وقام بتسميته (في عام 1778م) وفنّد نظرية الفلوجستون وساعد في تشكيل نظام التسمية الكيميائي وعادةً يشار إلى لافوسيه بأنه أحد آباء الكيمياء الحديثة

بدأ محاميًا ثم نال جائزة لابتكاره نظامًا جديدًا لإنارة الشوارع في باريس وكان يقضي وقت الفراغ في الأبحاث الكيميائية حيث يعرف بأبي الكيمياء الحديثة، تم إعدامه بعد قيام الثورة الفرنسية بتهمة ترطيب تبغ الجيش خلال عمله في لجنة المعايير المترية ورغم أنه لم يثبت عليه شيء فقد أُعدم وما زالت العبارة التي قيلت له في قاعة المحكمة (الجمهورية ليست بحاجة إلى علماء بل بحاجة إلى عدالة) وصمة عار في تاريخ القضاء الفرنسي واستخفافًا مشينًا للعبقرية مثيلها نادر في التاريخ وهو مثل كثير من الناس قد درسوا علومًا أخرى غير التي برزوا فيها فقد درس القانون وحصل على شهادة علمية فيه ولكنه لم يعمل بالقانون التحق بالكثير من الوظائف المدنية وكان بالغ النشاط في أكاديمية العلوم الملكية كما أنه عمل في منطقة تحصيل الضرائب ولذلك عندما قامت الثورة الفرنسية فقد ارتابوا في أمره وحاكموه ومعه 27 عضوًا من هذه المنظمة ومحاكمات الثورة لا تكون دقيقة بقدر ما هي عاجلة وفي يوم 8 مايو/آذار عام 1794 حوكموا جميعًا وأدينوا وتقرر إعدامهم شنقًا ولكن زوجة لافوازييه هي التي أنقذته وكانت سيدة بالغة الذكاء وساعدته كثيرًا في أبحاثه وعند محاكمة لافوازييه تقدمت زوجته بطلب العفو عنه ورفض القاضي طلبها قائلًا (إن الثورة لا تحتاج إلى عباقرة) ولكن زميلًا له هو «جوزيف لاجرانج» كان أقرب للحقيقة عندما قال (إن قطع رقبة لافوازييه لا يستغرق دقيقة واحدة، ولكن مائة سنة لا تكفي لتعوضنا عن واحد مثله) ... 

 

اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. الآثار اليونانية الرومانية بالإسكندرية

 

عندما ولد لافوازييه في باريس كان علم الكيمياء متخلفًا كثيرًا عن علوم الفيزياء والرياضيات والفلك وعلى الرغم من أن كثيرًا من الحقائق الكيميائية قد اهتدى إليها العلماء فإن أحدًا منهم لم يفلح في أن يصوغ هذه الحقائق في نظرية شاملة وكان يعتقد في هذا الوقت خطأ أن الهواء عنصر كما لم يفهم أحد مكونات النار بل أن الفكرة الشائعة في ذلك الوقت كانت خاطئة جدًا كان يعتقد أيضًا أن كل المواد القابلة للاحتراق تتكون من مادة سميت (الفلوجيستون) وأن هذه المادة تنطلق أثناء الاحتراق وفي الفترة بين 1754 و1774 أفلح عدد من الكيميائيين النابهين مثل (جوزيف بلاك وجوزيف بريستلي وهنري كافنديش) وغيرهم في فصل غازات هامة كالأكسجين والهيدروجين وثاني أكسيد الكربون ولما كان هؤلاء العلماء قد سلموا بوجود مادة (الفلوجيستون) فإنهم لم يدركوا معنى المواد الكيماوية التي اكتشفوها فكانوا يشيروا مثلًا إلى الأوكسجين على أنه الغاز الذي تجرد من (الفلوجيستون) ولم يفهم أحد في ذلك الوقت لماذا يزداد احتراق عود من الخشب في غاز الأكسجين أكثر من احتراقه في الغاز العادي ... 

كانت تجارب لافوازييه من النوع الكمي بالدرجة الأولى وقام بتعيين تركيب حامضي (النيتريك والكبريتيك) وكان أول من أنتج (الغاز المائي) Water - Gas واخترع (المغياز) Gasometer (وهو جهاز لقياس كميات الغازات يستعمل عادة في المختبرات) وأدخل لافوازييه مصطلحات وأسماء كيميائية جديدة قبلها غيره من الكيميائيين وحلت محل النظام القديم واستطاع لافوازييه وحده أن يضم فتافيت الحقائق الكيميائية التي اكتشفت ويصنع منها إطارًا متكاملًا وأول ما فعله هو إنكار ما سماه العلماء بالفلوجيستون كما أنه الوحيد الذي أكد أن الاحتراق معناه الاتحاد الكيميائي بين الأوكسجين والمادة المشتعلة كما أن الماء ليس عنصر ولكنه اتحاد كيميائي بين الأكسجين والهيدروجين وكما أن الهواء ليس عنصر وإنما هو أيضًا خليط هما الأوكسجين والنتروجين وهذه الحقائق تبدو واضحة تمامًا هذه الأيام ولم تكن واضحة تمامًا في عهد لافوازييه ولا الذين سبقوه بل إن عدد من علماء عصره كالعادة لم يصدقوا ما أتى به لافوازييه بعد أن كشف لهم هذه الحقائق الجديدة ولكن بعد أن أصدر لافوازييه كتابه الشهير مبادئ الكيمياء سنة 1789 أخذ الجيل الجديد من العلماء يقتنع بوجهة نظره وبعد أن كشف لافوازييه أن الماء والهواء ليسا من العناصر فإنه قد كتب قائمة بهذه العناصر الجديدة وهذه القائمة تضمنت بعض الأخطاء الحديثة لكل العناصر المعروفة كانت إضافة للعناصر التي اهتدى إليها لافوازييه ثم إنه أول من اتخذ للعناصر وللمعادلات الكيميائية رموزًا وبمقتضى هذه الرموز أصبحت الكيمياء عالمية ويمكن فهمها في كل لغة

 

اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. أهم عجائب الدنيا السبع

 

ويعتبر لافوازييه هو العالم المسئول عن جعل الكيمياء علمًا دقيقًا وذلك بإجراء تجارب شديدة الدقة والوضوح على التفاعلات الكيميائية وساهم أيضًا بصورة متواضعة في دراسة علم الجيولوجيا وكذلك في علم وظائف الأعضاء وهو الذي أثبت أن عملية التنفس هي عملية احتراق أيضًا وبناء على ذلك فإن الكائنات الحية الحيوان والإنسان تستمد طاقتها من عملية احتراق بطيئة للمواد العضوية مستخدمة في ذلك الأكسجين الموجود في الهواء الذي نستنشقه ولهذه الدقة والوضوح والقدرة الهائلة على التنظير استحق لافوازييه أن يوصف بأنه أبو علم الكيمياء

■ قوانين انطوان لافوازييه 

1- قانون بقاء الكتلة

وينص على أن وزن مادتين كيميائيتين منفصلتين توازي وزن المادة الجديدة الناتجة من اتحادهما حتى مع تغير صيغة المادة المشكلة كيميائيًا وكيفية ترابطها

2- قانون حفظ المادة

وينص على أن المادة لا تفنى ولا تستحدث بل تتغير من شكل إلى شكل آخر

 

اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. التربية والتعليم في الحضارة المصرية القديمة