12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

|شمس مصر|.. لغز اختفاء لحية أبو الهول.

2022/02/11 02:03 PM | المشاهدات: 1910


|شمس مصر|.. لغز اختفاء لحية أبو الهول.
بسمة أشرف

-كثرت أسرار الحضارة المصرية القديمة، فمنها ما يتعلق بالأهرامات والمومياوت... إلخ!!، ولكن مقالنا النهاردة عن أبو الهول، وعندما يذكر اسمه يأتي في أذهاننا أول سؤال وهو (من كسر أنف أبو الهول؟)، هل الحملة الفرنسية ونابليون بونابرت؟! أم غيره؟، ولكن ما سنتحدث عنه اليوم عن لغز اختفاء لحية أبو الهول؟

°أولًا يجب أن نعلم أن أبو الهول كان تمثالًا وسيمًا وكان لديه لحية، وأن أبو الهول الذي نراه عند الأهرامات هل هو نفس أبو الهول الذي تم نحته منذ آلاف السنين؟، فبالتأكيد لا، للأسف الأنف لم تعد موجودة كما كانت سابقًا والجسم أيضًا لم يعد كما هو، وأيضًا غطاء الرأس تغير ولم يعد كما كان، وأضيف على هذا اللحية لم تعد موجودة، والدليل على هذا أن معظم التماثيل الصغيرة التي تشبه تمثال أبو الهول لديها لحية، فحين أن تمثال أبو الهول نفسه ليس لديه لحية، ويبقى السؤال أين اختفت لحية أبو الهول؟! وماذا عن شكلها؟!، فهيا بنا نقص القصة الحزينة بالكامل نقلًا عن الباحث الأثري بسام الشماع...

 

اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. الكشف عن خبيئة في أبو صير

 

°في سنة 1817 وأثناء ما كان يغطي أبو الهول جزء كبير من الرمال، قرر عالم المصريات الإيطالي جيوفاني التنقيب عن الآثار في منطقة الجيزة، وأثناء اندماجه في الحفائر التي تحيط بأبو الهول، تفاجأ بوجود قطعة من لحية أبو الهول ساقطة ما بين مخالبه، بالإضافة لجزء من ثعبان الكبرى المنحوت عند رأس أبو الهول، والأهم أن الباحث أخذ هذا الجزء من لحية أبو الهول الذي يصل طوله حوالي 78 سم، وأهداها للمتحف البريطاني في لندن، وبعدها بأكثر من مئة سنة وبالتحديد في 1925 تمت عملية ترميم واسعة وشاملة لتمثال أبو الهول بالكامل، وأثناء إزالة الرمال التي كانت تحيط به، تم العثور على أجزاء حجرية أخرى متبقية من لحية أبو الهول، وهذه المرة تم نقلها للمتحف المصري بالقاهرة، وهنا نتأكد أن أبو الهول بالفعل كان لديه لحية، وجزء منها موجود في المتحف البريطاني، والآخر في المتحف المصري.

°وهنا نجد سؤالًا، هل لحية أبو الهول تم نحتها معه لأول مرة أم غير ذلك؟

-وهنا نقول أن علماء المتحف البريطاني لم يروا ذلك أبدًا!، وقالوا أن هذه اللحية ترجع لعصور مختلفة عن العصر الذي تم فيه نحت تمثال أبو الهول، وأن تمثال أبو الهول تم نحته في عصر الدولة القديمة منذ حوالي 4500 سنة، وأن صاحب التمثال هو الملك خفرع، وهناك أيضًا نظريات تنفي هذا الكلام، ولكن لم يكن هذا موضوعنا.

 

اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. برنيكي الثالثة وكليوباترا سيليني الأولى

 

°وأن اللحية ترجع لعصر الدولة الحديثة منذ حوالي 3400 سنة، ففي عهد الملك تحتمس الرابع تم فيها أول عملية ترميم لتمثال أبو الهول الذي كان مغطي بالرمال.

-ويعتقد علماء المتحف البريطاني أن أثناء عملية الترميم هذه تم إضافة لحية أبو الهول لكي تعطيه شكلًا جماليًا، ولكن مع الأسف أن هذه اللحية لم تستمر كثيرًا، وتم سقوطها من التمثال وغطتها الرمال

°وهنا نجد سؤالًا آخر ما السبب وراء سقوط هذه اللحية؟!، فهناك آراء حول ذالك....

-فهناك من قال أن من كسر أنف أبو الهول هو نفسه من أسقط لحية أبو الهول، ولكن الحقيقة أن هذه الرواية لم تكن صحيحة بنسبة كبيرة وكاذبة، والسبب لأن لو كان هناك شخصًا بالفعل أسقط لحية أبو الهول، لما لم يأخذها معه ولما تركها؟، ولهذا في الغالب أن اللحية سقطت بسبب عوامل الطبيعة، وبالتأكيد الله أعلى وأعلم.

°فماذا عن شكل لحية تمثال أبو الهول؟!، هل تشبه شكل اللحيات الأخرى الموجودة في تماثيل الملوك أم غير ذلك.؟!

 

اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. مصادر التاريخ الروماني

 

-وهنا قال الباحث بسام الشماع أنه يوجد اختلاف كبير بينهم، فمن خلال تحليل قطع الأحجار الجيرية المتبقية من لحية أبو الهول، فنجد أنها من النوع المضفر، وهذا النوع من اللحية كان يقوم بنحته المصري القديم لتماثيل الملوك ولكن بعد وفاتهم...

-وأيضًا كانوا يقومون بنحتها للأرباب الأسطوريين مثل أبو الهول، وهناك مثال لللحية المضفرة فنجدها في تمثال الملك توت عنخ آمون الذي تم تصميمه بعد موته، أما إذا كان الملك ما زال حيًا فتختلف شكل اللحية وتأخذ الشكل المستقيم. 

°وسؤالًا آخر يدور في أذهاننا وهو لماذا جزء كبير من اللحية موجود في المتحف البريطاني، ولما لم تكن عندنا بما أنها ملك لنا ومن حقنا؟! 

-وهنا نذكر أنه حدثت مفاوضات قديمة بين مصر وبريطانيا لاسترداد اللحية، ولكن مع الأسف انتهت بفشل الأمر، والسبب هنا لأن بريطانيا رأت أن عودة لحية أبو الهول، سوف يفتح عليهم كثير من الأبواب لإسترداد الآثار التي خرجت من مصر قديمًا، بطرق غير شرعية، وهنا أقول أن هذا الأمر مرفوض عند بريطانيا، ودول الغرب بشكل عام، وللأسف ليس هناك ملجأ لاسترداد اللحية أو الآثار التي تخصنا، ما عدا اتفاقية اليونسكو. 

°وهذه الاتفاقية تمنع بالفعل نقل أي ممتلكات ثقافية بطرق غير شرعية، وتمنح أيضًا حقوق الدول الموقعة عليها ومنهم مصر استرداد حقوقها، ولكن من المؤسف أن هذا الكلام من تاريخ توقيع هذه الاتفاقية 1970. 

°ولنا الحق في استرداد أي قطع أثرية تخص مصر ولكن من تاريخ توقيع الاتفاقية، وللأسف أن لحية أبو الهول تم إخراجها من مصر قبل هذه الاتفاقية بكثير، ولم يوجد حل لاستردادها سوى التبادل بقطع أخرى أي مقابل لاستردادها. 

 

اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. الجميلة التي حكمت مصر في ظل ديانة التوحيد