|شمس مصر|.. كفى حديثًا ابدأ بالفعل

سوف أثبت نفسي لن أكون مجرد شخص عادي سوف أصبح ناجح كثيرًا، بعد تخرجي مباشرة سوف أتقدم لوظيفة جيدة وعندما أصل إلى منصب عالي سوف أشتري أحدث سيارة ويوم ما سيكون لي عملي المستقل وسوف أثبت أني لست فاشل، سيتحدث الجميع عني وسوف يندمون على كل لحظة قالو لي فيها أنك فاشل أو لن تستطيع.

اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. حبيبتي التي خذلتني

عندما نرى شخص يتحدث بهذه الطريقة عن طموحاته وعن نفسه يبدو لنا من أحد الزوايا أنه شخص واثق من نفسه وطَموح، لديه خطط واستراتيجيات واضحة لحياته، ولكن عند النظر من زاوية أخرى سنجد أن الكثير من الأشخاص تتحدث ولكن القليل يفعل، وربما نجد أن الفئة القليلة التي استطاعت أن تفعل لم تتحدث في بادئ الأمر على الإطلاق، لم تتحدث يومًا عن أحد طموحاتها ولكننا علمنا طموحاتهم عندما رأينا أفعالهم.

اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. قلبي اختاركِ أولًا (الفصل الخامس)

إننا نكثر من التحدث عن أنفسنا، ماذا نفعل، ماذا نريد أن نفعل، وما الهدف من هذا الفعل؟ نتحدث عن عظمة ما نفعله وما نريد أن نفعله.

قد يكون للحصول على انبهار الآخرين أو لجعل الناس ترانا بصورة أخرى أكثر نجاحًا مما يروا وقد يكون أيضًا في بعض الأحيان غرور فيكون قاموس الشخص يحتوي فقط على كلمة أنا أكون وأنا سوف أكون، ولكن نفعل هذا مع عدم إدراك منا أن أثر الحديث يزول مع انتهاء الحديث بل وربما في نفس اللحظة.

هل يتذكر الناس من قال أريد أن أخترع جهاز أم يتذكروا من اخترع الجهاز بالفعل؟!

بالطبع نتذكر من قام بالفعل؛ فليس الحديث هو ما يخلدنا بل أعمالنا هي التي تخلدنا وتجعل الناس ترى ما نحن عليه. 

اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. لم أكن من ضمنهم

إذا أمعنا النظر في الأشخاص من حولنا سنجد أنهم ينقسموا إلى فئتين على الأغلب فئة تفضل الحديث المستمر عن نفسها وإنجازاتها وعما تريد أن تنجزه حتى إذا لم يكن إنجازه بالأهمية التي يراها، وفئة أخرى لا ترى قيمة في الحديث بل ترى القيمة في الفعل فهم يعلمون أن العالم يتوقف على ما نفعله وليس على ما نقوله، ويعلمون أيضًا أن الوقت الذي سيتحدثون فيه عن أنفسهم من الأفضل أن يستخدموه للتقدم خطوة أخرى إلى الأمام، وهؤلاء هم الأشخاص الناجحون بالفعل.

لذا كل ما عليك فعله هو أن تقلل من حديثك وابدأ بالفعل ودع أعمالك هي التي تتحدث عنك.