خواطر

|شمس مصر|.. قلبي اختاركِ أولًا (الفصل الرابع).

2022/02/09 06:07 PM | المشاهدات: 275

نجلاء يوسف

"أحيانًا بنفضّل التمسك بالمضمون وإن عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة، لكنه مش دايمًا بيكون صح، أوقات كتير بتكون المجازفة طريق يوصلك لحياتك الحقيقية، ببساطة مفيش شيء مضمون"

مالك يا محمد حصل إيه؟

_مريم.. مريم تعبانة.. اغمى عليها من شويه فاقت واغمى عليها تاني.. شوفها يا عمر .

"أمي جابتلي شنطتي من الأوضة بسرعة وأنا كنت أصلًا طلعت جري مع عم محمد وأهلي جم ورانا طلعت لقيتها في أوضتها على الأرض مغمى عليها والدتها جمبها بتعيط لكن مجرد ما شافتني بصتلي بصة عمري ما أنساها كأنها بتعاتبني..

عم محمد شالها حطها على السرير وأنا أخدت الشنطة من والدتي وبدأت أكشف عليها وأقيس ضغطها وأفوقها بعد شوية فعلًا بدأت تفوق وتفتح عنيها..

مقدرش أنكر قد إيه كنت خايف عليها وحاسس بالذنب إني مسألتش عليها المدة دي وواضح جدًا إنها تعبانة من فترة وخست بشكل ملحوظ هي أصلًا مكنتش تخينة وشها زعلان ومُرهق، خرجت مع عم محمد وبابا عملت إني هجيب العلاج والمحلول لكن في الحقيقة أنا كنت بهرب من إني أبص في عينيها؛ هي كمان مبصتليش.."

_أنا.. هروح أجيب العلاج وأجي..

_هي مالها يا عمر طمني؟

_متقلقش ياعم محمد ده إرهاق وقلة غذاء هجيب محلول أديهولها وشوية فيتامينات هتبقى كويسة أكيد مبتأكلش كويس..

_هي بتأكل خالص يابني دي بقالها أسبوع مبتقعدش معانا ع السفرة أمها بتتحايل عليها محايلة تأخد سندونش ولا أي فاكهة بالعافية ده كان إيه اللي جرا لكل ده بس؟!

_متقلقش دلوقتي تبقى كويسة إنت عارف البنات بتحب تتدلع شوية.. تعالي يا عمر نجيب العلاج..

_خليك يا بابا..

_لا لا هاجي معاك..

_مننحرمش منكم أبدًا.

"نزلنا أنا ووالدي لكنه كان ساكت مع إني عارف إنه جيه معايا عشان يتكلم لكن ليه ساكت؟!"

_كنت خليك متتعبش نفسك..

_هو إحنا عندنا كام مريم نتعبلها يعني.. طلعت دكتور شاطر صحيح أهو..

_ليه إنت مكنتش مصدق؟

_مصدق.. بس أول مرة أشوفك بتكشف على حد..

_ااه..

_هو انت بقا دايمًا بتبقى قلقان ومتوتر كدا وإنت بتكشف؟!

"فهمت قصده إيه.. أنا فعلًا كنت هموت من خوفي عليها مجرد ما شوفتها على الأرض نسيت إني دكتور نسيت الطب.. أنا دلوقتي قدام مريم صديقة عمري.."

_دي مش أي مريض يا بابا.. دي مريم

وبعدين أنا مكشفتش على حد قريب مني قبل كدا..

_قولتلك إطمن عليها يا عمر.. مبسوط بالنتيجة دي؟!

_يعني لو كنت كلمتها مكانتش هتتعب؟

_أكيد مش زي ما تأخد بعضك وتمشي كأنك متعرفهاش وتأكدلها إنك إنشغلت بحد تاني ده انت حتى كدا بتخون صداقتكم!

_أنا كنت فاكر إنه زعل عادي يا بابا معرفش أبدًا إنه ممكن يقلب بتعب كدا انت عارف مريم غالية عندي إزاي وعمري ما أحبلها التعب ..

"جبنا العلاج وطلعنا، عم محمد دخلنا عندها كانت والدتي ووالدتها تقريبا لبسوها لبس تاني وحطولها الطرحة بتاعتها، كانت باصة للأرض، كان نفسي تبصلي عشان نتكلم أنا عارف إنها بتخاف من الحقن ومبتوافقش أبدًا تأخذها وبتفضل تقول لا زي الأطفال، طلعت الكالونة أول حاجة يمكن لما تشوفها تتكلم، شافتها فعلًا وبصت الناحية التانية وعيطت منغير أي كلام فضلوا يهدوها وأنا مسكت إيدها عشان أحطهالها، استخدمت كل مهاراتي كطبيب عشان متوجعهاش.. وبدأت أحطلها المحلول ..

_طيب هي هتأخد المحلول أهو ممكن تعملولها شوربة خفيفة تأكلها قبل العلاج ده..

_تعالي يا أم مريم متقلقيش هتبقى كويسة..

" وفعلًا ماما أخذت والدتها وراحوا المطبخ يعملولها الأكل والدي ووالدها كانوا واقفين في البلكونة الصغيرة اللي قدامنا وأنا عامل إني مشغول بالمحلول لكن كان لازم أتكلم معاها.. ".

_ألف سلامة عليكي يا مريم.. قلقتيني.

'سكتت شوية من غير رد وبعدين قالت براحة من غير ما تبصلي'

•شكرًا..

_أنا آسف يا مريم.. آسف

" بصتلي.. الظاهر إني كنت مفتقد نظرة عنيها.. ".

_أنا مكنتش أقصد أزعلك صدقيني..

" وقبل ما أكمل كلامي تليفوني رن.. كانت ساندي قفلت بسرعة مش عارف ليه اتوترت لأحسن مريم تشوف لكن رنت تاني وكان لازم أرد.. كنت عارف إن مريم مركزة ومكنش ينفع أخرج.. رديت، لكن كنت متحاصر".

_ألو..

_ازيك يا بيبي مبتردش ليه؟

'أنا مبحبش الكلمة دي.. وبعدين هي ليه بتقولها واحنا لسه مخطوبين مبقلناش أسبوع'

_كويس.. معلش بس مشغول شوية..

"هو بيكلمها! كمان جاي يكلمها قدامي.. انت إيه يا عمر"..

•تقدر تخرج تتكلم براحتك المحلول متركب كويس.

'بقالها ساعة ساكتة نفسي اسمعها بتتكلم ومتكلمتش غير بس لما سمعتني بكلم ساندي.. كان واضح من طريقتها إنها مضايقة لكن التانية اللي سمعتها دي كمان'

_مين اللي بتكلمك دي يا عمر..

'قمت فعلًا وقفت برا الأوضة عشان أقدر أتكلم'..

_دي مريم.. تعبت النهاردة وكنت بحطلها محلول في الكالونة..

_ده أي ممرضة ممكن تركبه أشمعنا انت.. وبعدين هي بتتكلم كدا ليه؟!

_ثانية واحدة كدا، إنتي اللي بتتكلمي كدا ليه، بقولك تعبانة يعني انا اللي كشفت عليها وأنا اللي أحطلها المحلول دي مريم..

_إيه مريم يعني مش فاهمه؟!

_سبق وكلمتك عنها واتمنى تفهمي كويس إن مريم دي صديقتي الوحيدة وأختي وأكتر كمان مينفعش تتكلمي عنها وحش أبدًا.

عدى ثلاث أيام بتلكك فيهم عشان أطلع أطمن عليها أول ما عم محمد يرجع..

رجعنا نتكلم تاني بحجة إني بصحيها عشان الفجر، صحيح كلامها معايا قليل.. قليل جدًا، لكن كنت مبسوط إننا على الأقل بنتكلم وعارف أطمن عليها، حاولت أفتح معاها الموضوع لكن معرفتش بس النهاردة لازم أتكلم..

الخطوبة كمان أربع أيام ولازم نعزمهم هما أهلنا.. ماما رفضت تطلع هي وكان لازم أنا اللي أتكلم..

_أهلًا.. اتفضل يا دكتور..

_ازيك يا عم محمد.

_بخير يا بني ادخل، حظك حلو مريم وأمها بيعملوا كيك اقعد أشرب معانا الشاي..

_بالهنا والشفا يا عم محمد أنا كنت جاي أعزمكم على..

"لمحتها خارجة من المطبخ وقفت مكانها ساكتة مش عارف أكمل إزاي"

_كنت بتقول إيه يا بني..

_كنت بقول إني.. جاي اعزم حضرتك وطنط ومريم على خطوبتي يوم الجمعة هتبقى في الكافيه اللي فتح جديد.

_ألف ألف مبروك يابني ربنا يتمملك على خير.. يا أم مريم تعالي باركي لعمر..

"ماما خرجت وعدت من جمبي وأنا لسه واقفة مكاني".

_مبروك ياعمر امتى إن شاء الله؟

_يوم الجمعة..

_تعالي يا مريم ساكتة ليه؟

_أبدًا.. مبروك ربنا يتمم بخير هشوف الفرن بس..

" دخلت وسيبتهم وهو نزل بعدها بشوية، بدأت أشوف إني كنت بحلم، خلاص لازم أفوق من الحلم ده، عاوزاه يعمل إيه تاني عشان تتأكدي إنه مش شايفك؟!. عمر مبيحبكيش فوقي.. ".

ماما كانت بتقنعني إننا نروح نجيب ليا فستان أحضر بيه وإن لازم أكون جميلة في اليوم ده ومبينش ضيقتي أبدًا عشان محدش يفتكرني غيرانة

كنت رافضة فكرة الفستان لكن افتكرت كلامنا مرة وإنه كان بيقولي ملبسش فساتين وإنه مبيحبش الفساتين عشان بتبقي ضيقة وده كان بعد فرح بنت جارتنا كانت أكبر مني بس صاحبتي وساعتها زعل مني عشان لبست فستان ..

قررت إني هلبس فستان وفعلًا نزلت مع ماما اشتريت فستان أسود لكن كان قد إيه شيك ولايق عليا لأني بشرتي بيضاء وكمان كان فيه لمعة بشكل بسيط وعلى قدي بالظبط ..

جيه يوم الخطوبة حطيت ميكب جريء وروج أحمر عمره ما حبه وكنت فعلًا طالعة شكلي جميل جدًا لكن من جوايا مقهورة وأنا شايفة الإنسان الوحيد اللي حبيته رايح لغيري وبكامل إرادته..

الإنسان اللي فضل مميزني عن الكل فجأة خلف كل آمالي ..

أصريت مخرجش قدامه لما كانوا نازلين وعملت إني مخلصتش لبس عشان يمشوا هما ونروح بعدهم وفعلًا ده اللي حصل ..

كنت حابة أصدمه وأرد زعلي ولو بشكل عبيط زي ده مش عارفة إذا كان هيفرق معاه أصلًا أو لا ..

وصلنا المكان بعدهم كانوا هما وصلوا فعلا مجرد ما دخلت وشوفته قاعد جمبها وهيلبسها الشبكة ..

أغنية الخطوبة الرسمية بدأت تشتغل وقتها خد باله من وجودي لما بابا راح ناحية عمو طارق كنت حاسة إني عاوزة أخنقه وجوايا زعل كبير منه لكن بصته ليا اللي كلها غيظ خلتني أحس بنصر عليه ولو بسيط على الأقل إتاكدت إني فارقة معاه..

لبسها الشبكة وبابا وماما قربوا عشان يباركوا فأضطريت أروح أنا كمان ..

_مبروك يا عمر يابني عقبال الفرح..مبروك يا بنتي.

_مبروك يا عمر ..

_الله يبارك فيكم دول جيرانا وأهلنا التانين اللي قولتلك عنهم قبل كدا ..

_أهلًا بيكم.

°مبروك ياعمر..

"قولتها بصعوبة بعد ما ماما غمزتني لكن مكنتش طايقاه ولا حتى طايقة الهانم اللي جمبه خصوصًا إنها بتبصلي بطريقة غريبة من أول ما قربت ناحيتهم كأنها تعرفني من زمان ..

_الله يبارك فيكي يا مريم دي بقا مريم يا ساندي أختي الصغيرة وصديقتي وجيران من زمان أوي.

"فهمت من كلامه إنه جابلها سيرتي ويمكن عشان كدا هي مش حباني لكن مجرد ما قال أختي انسحبت ووقفت في مكان لوحدي بحاول معيطش بحاول على قد ما اقدر لكن مش قادرة أصدق إني في حقيقة أنا إزاي وافقت أجي هنا؟!

بعد شوية صوت المزيكا عِلي وطبعا كلها أغاني من اللي متتوصفش إنها أغاني دي كانت النوعية الشعبي اللي لا أنا ولا هو بنحبها بصيت ناحيتهم لاحظت إنها بترقص مع صحابها البنات الكتير وهو كان واقف على جمب مع صحابه بيحاول يعمل نفسه مش مضايق بس أنا عارفاه كويس ومتأكده إنه مضايق ..

حاولت مركزش معاهم مستنية الوقت يعدي بفارغ الصبر عاوزة أمشي من المكان ده وبعد شوية لقيت شاب جيه في نفس المكان اللي واقفة فيه باين عليه إنه كبير يمكن كمان أكبر من عمر لكن كان بيبصلي ..كتير!

بصيت للناحية التانية لقيته كلمني..

_إنتي من صحاب ساندي؟

"مكنتش هرد بس حسيت إنها هتبقى قلة ذوق مني خصوصًا إنه مقالش كلام يضايق وقررت أرد مش متخيلة إن عمر ممكن يكون شايفني"

_لا ..أنا أول مرة أشوفها..

_تبع العريس؟

_اه جيران..

_واقفة لوحدك ليه أساعدك في حاجة؟

_شكرًا مش محتاجة حاجة أنا بس مش بحب الأغاني اللي فيها دوشة دي ..

"ضحك وبصلي مستغرب"

_هو في أغاني مفيهاش دوشة! وبعدين انتي شكلك صغيرة يعني زي اللي عمالين يطنططوا عليها جوا دول..

_اه بس مش بحبهم..

_إنتي إسمك إيه؟

_مريم..

_أهلًا يا مريم أنا ماجد إبن خال ساندي مهندس وعندي 29 سنة..

_أهلًا بحضرتك..

"ماله ده هو أنا هطلعله بطاقة"؟!

_إنتي متخرجة؟

_لا أنا لسه في تانية جامعة..

_ماشاء الله ربنا يوفقك ..

°شكرًا عن إذنك هروح أشوف أهلي..

"فعلًا مشيت لكن أول ما قربت من الموجودين لاحظت إن عمر كان شايفني وفضل يبصلي بصاته اللي عارفاها لكن في الوقت ده مكنش فارق معايا بصاته دي خصوصًا وانا أصلًا مضايقة منه ..

"ركز مع الهانم اللي عمالة تتنطط دي بتبص عليا ليه دلوقت؟".

'يُتبع'.