إن الجميع لديه اعتقاد يكاد يصل إلى الهوس والجنون في أن السنة التي يمروا بها لم تكن جيدة مثلما تمنوا فقد وجدوا بها خذلان الأصحاب وبعد الأحباب وعجز الوصول وعدم تحقيق الأحلام فيظلوا في صراع يبكون على شيء مر وفات فلن يجدي بكائهم وحزنهم.
فهم نظروا إلى جميع الجوانب السلبية التي من وجهة نظرهم أنها كذلك، ولكنهم لا يعلمون حكمة الله وراء كل ذلك فحلمك الذي لم يتحقق ربما كان سيكون بداية لعنة عليك إذا تحقق بشكل يخالف ما تمنيت فتنهزم وتنكسر، وربما كان صديقك الذي بعد عنك، إن ظل قريب منك كان سيكون أشد أعدائك، فلماذا لا ننظر إلى الجوانب المشرقة مثلًا أننا بصحة جيدة، ونمتلك حياة كريمة، وعائلة تحبنا، وصديق واحد قادر أن يغنينا عن الكثرة الغير مجدية، أو حبيب جاء بعد صبر ليطمئن قلبك ويمسح ألمك ويكون مثل العقار الذي يُشفى به كل الأحزان
إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. درس حياتي وحياتك
فلماذا دائمًا نعلق أخطائنا على أشخاص أو مواقف وأخيرًا وليس آخرًا على العمر وعلى السنين وعلى الوقت وكل شيء وأي شيء حولنا، ولكن لا ننظر داخل أعماقنا لكي نرى التقصير الذي بداخلنا ويجعلنا نعاني كي نتمكن من إصلاح أخطائنا.
لماذا ننتظر أن نعلق فرحتنا على سنة جديد ونقول في كل عام نفس الجمل التي تعاد ( كانت سنة.. مليئة بالحزن والخذلان، نتمنى أن تكون سنة.. سعيدة خالية من كل الآلام).
لماذا لا نجلس نتذكر الستر الذي أنعم الله علينا به والصحة والخروج من علاقات مرهقة كادت أن تقضي على جميع مشاعرنا الجميلة ولكن الله أراد أن يمنحنا حياة جديدة أحسن مما تمنينا.
إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. وسط الزحام ستلقى الأمان
فالسنين ليست المخطئة ولكن البشر هم من يرتكبوا الجرائم في حق أنفسهم قبل حتى ارتكابها في حق الآخرين، فيجب أن نعلم أن لا شيء حدث أو يحدث أو سيحدث إلا لأنه خير لنا وليس شرط أن نرى الخير في نفس تلك اللحظة ولكننا سندركه مع الوقت عند التفكير بهدوء في كل موقف، فألم الخذلان قاتل ولكنه ليس بنفس شعور أن تفقد عزيزًا عليك.
فيجب أن نحمد الله على كل شيء نمر به لأنه في مقابل شيء نظن أنه سيء ملايين الأشياء الجيدة التي سندركها مع الوقت
إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. الماورائيات ونظرية المعرفة
